البلاء - الصفحه 5

تَرَونَ أنَّ اللَّه سبحانه اخْتَبرَ الأوَّلِينَ مِن لَدُنْ آدمَ صلواتُ اللَّهِ عليهِ إلى‏ الآخِرينَ مِن هذا العالَمِ بأحجارٍ لا تَضُرُّ ولا تَنفَعُ ، ولا تُبصِرُ ولا تَسمَعُ ، فجَعَلَها بَيتَهُ الحَرامَ الّذي جَعَلَهَ اللَّهُ للنّاسِ قِياماً ...؟!
ولكنّ اللَّه يَخْتبِرُ عِبادَهُ بأنواعِ الشَّدائدِ ، ويَتَعبّدُهُم بأنواعِ المَجاهِدِ ، ويَبْتَليهِم بضُروبِ المَكارِهِ ؛ إخْراجاً للتَّكَبُّرِ مِن قلوبهِمْ ، وإسْكاناً للتَّذَلُّلِ في نُفوسِهِم ، ولِيَجْعلَ ذلكَ أبواباً فُتُحاً إلى‏ فضلِهِ ، وأسباباً ذُلُلاً لِعَفوِهِ .۱

۲۰۴۳.عنه عليه السلام : لَتُبَلْبَلُنّ بَلْبَلةً ، ولَتُغربَلُنّ غَرْبَلةً ، حتّى يعودَ أسفلُكُم أعلاكم، وأعلاكم أسفلَكُم، وليَسبقنّ سَبّاقونَ كانوا قَصَّروا، وليُقَصِّرَنَّ سبّاقونَ كانوا سَبَقوا .۲

۲۰۴۴.عنه عليه السلام : لا تَفرَحْ بالغَناءِ والرَّخاءِ ، ولا تَغتمَّ بالفقرِ والبلاءِ؛ فإنّ الذَّهبَ يُجَرَّبُ بالنّارِ ، والمؤمنُ يُجَرَّبُ بالبلاءِ .۳

۲۰۴۵.الإمامُ الحسينُ عليه السلام- في المَسيرِ إلى‏ كربلاءَ -: إنّ النّاسَ عَبيدُ الدُّنيا ، والدِّينُ لَعْقٌ على‏ ألْسِنَتِهِم ، يَحُوطونَهُ ما دَرَّتْ مَعايِشُهُم، فإذا مُحِّصوا بالبلاءِ قَلَّ الدَّيّانونَ .۴

۲۰۴۶.الإمامُ الرِّضا عليه السلام- في قولهِ تعالى‏ :(لِيَبْلُوَكُم أيُّكُم أحْسَنُ عَمَلاً)-: إنّه عزّ وجلّ خَلقَ خَلقَهُ ليبلوَهم بِتَكليفِ طاعتِهِ وعِبادتِهِ، لا على‏ سبيلِ الامْتِحانِ والتَّجْرِبةِ ؛ لأنّهُ لَم يَزَلْ عَلِيماً بكُلِّ شَي‏ءٍ .۵

(انظر) الرزق : باب 1479 .
الفضيلة : باب 3161 .
الشيطان : باب 1996 .
الغنى : باب 3066 .

405 - شِدَّةُ ابتِلاءِ المُؤمِنِ‏

الكتاب:

(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتّى‏ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى‏ نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) .۶

(انظر) آل عمران: 188 ، الأنعام: 44 ، 46 .

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ .

2.بحار الأنوار : ۵/۲۱۸/۱۲ .

3.غرر الحكم : ۱۰۳۹۴ .

4.تحف العقول : ۲۴۵ .

5.بحار الأنوار : ۴/۸۰/۵ .

6.البقرة : ۲۱۴ .

الصفحه من 18