تَرَونَ أنَّ اللَّه سبحانه اخْتَبرَ الأوَّلِينَ مِن لَدُنْ آدمَ صلواتُ اللَّهِ عليهِ إلى الآخِرينَ مِن هذا العالَمِ بأحجارٍ لا تَضُرُّ ولا تَنفَعُ ، ولا تُبصِرُ ولا تَسمَعُ ، فجَعَلَها بَيتَهُ الحَرامَ الّذي جَعَلَهَ اللَّهُ للنّاسِ قِياماً ...؟!
ولكنّ اللَّه يَخْتبِرُ عِبادَهُ بأنواعِ الشَّدائدِ ، ويَتَعبّدُهُم بأنواعِ المَجاهِدِ ، ويَبْتَليهِم بضُروبِ المَكارِهِ ؛ إخْراجاً للتَّكَبُّرِ مِن قلوبهِمْ ، وإسْكاناً للتَّذَلُّلِ في نُفوسِهِم ، ولِيَجْعلَ ذلكَ أبواباً فُتُحاً إلى فضلِهِ ، وأسباباً ذُلُلاً لِعَفوِهِ .۱
۲۰۴۳.عنه عليه السلام : لَتُبَلْبَلُنّ بَلْبَلةً ، ولَتُغربَلُنّ غَرْبَلةً ، حتّى يعودَ أسفلُكُم أعلاكم، وأعلاكم أسفلَكُم، وليَسبقنّ سَبّاقونَ كانوا قَصَّروا، وليُقَصِّرَنَّ سبّاقونَ كانوا سَبَقوا .۲
۲۰۴۴.عنه عليه السلام : لا تَفرَحْ بالغَناءِ والرَّخاءِ ، ولا تَغتمَّ بالفقرِ والبلاءِ؛ فإنّ الذَّهبَ يُجَرَّبُ بالنّارِ ، والمؤمنُ يُجَرَّبُ بالبلاءِ .۳
۲۰۴۵.الإمامُ الحسينُ عليه السلام- في المَسيرِ إلى كربلاءَ -: إنّ النّاسَ عَبيدُ الدُّنيا ، والدِّينُ لَعْقٌ على ألْسِنَتِهِم ، يَحُوطونَهُ ما دَرَّتْ مَعايِشُهُم، فإذا مُحِّصوا بالبلاءِ قَلَّ الدَّيّانونَ .۴
۲۰۴۶.الإمامُ الرِّضا عليه السلام- في قولهِ تعالى :(لِيَبْلُوَكُم أيُّكُم أحْسَنُ عَمَلاً)-: إنّه عزّ وجلّ خَلقَ خَلقَهُ ليبلوَهم بِتَكليفِ طاعتِهِ وعِبادتِهِ، لا على سبيلِ الامْتِحانِ والتَّجْرِبةِ ؛ لأنّهُ لَم يَزَلْ عَلِيماً بكُلِّ شَيءٍ .۵
(انظر) الرزق : باب 1479 .
الفضيلة : باب 3161 .
الشيطان : باب 1996 .
الغنى : باب 3066 .
405 - شِدَّةُ ابتِلاءِ المُؤمِنِ
الكتاب:
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) .۶
(انظر) آل عمران: 188 ، الأنعام: 44 ، 46 .
1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ .
2.بحار الأنوار : ۵/۲۱۸/۱۲ .
3.غرر الحكم : ۱۰۳۹۴ .
4.تحف العقول : ۲۴۵ .
5.بحار الأنوار : ۴/۸۰/۵ .
6.البقرة : ۲۱۴ .