الإتراف - الصفحه 5

۲۲۵۶.الإمامُ عليٌّ عليه السلام- من كتابٍ لَهُ عليه السلام إلى مُعاوِيةَ -: وَكَيفَ أنتَ صانعٌ إذا تَكَشَّفَتْ عَنكَ جَلابِيبُ ما أنتَ فيهِ مِن دُنيا قد تَبَهَّجتَ بِزينَتِها ، وخُدِعْتَ بِلَذَّتِها ، دَعَتكَ فَأجَبتَها ، وقادَتْكَ فَاتّبعتَها ، وأمَرتكَ فأطَعتَها .
وإنَّه يُوشِكُ أن يَقِفَكَ واقفٌ على ما لا يُنجِيكَ منه مِجَنّ ، فَاقْعَسْ عَن هذا الأَمرِ ، وَخذْ اُهبَةَ الحِسابِ ، وَشمِّرْ لِما قد نَزَل بِكَ ، ولا تُمَكِّن الغُواةَ مِن سَمعِك ، وإلّا تَفْعل اُعلِمْكَ مَا أغفَلتَ من نَفسِكَ ؛ فإنَّكَ مُترَفٌ قد أَخَذ الشَّيطانُ مِنكَ مَأخَذَهُ ، وَبلَغَ فِيكَ أَمَلهُ ، وَجَرى مِنكَ مَجرَى‏ الرُّوحِ والدَّمِ .۱

۲۲۵۷.عنه عليه السلام- في خُطبةِ القَاصِعَةِ وهيَ تَتَضمَّنُ ذمَّ إبليس -: لقَدْ نَظَرتُ فَما وَجَدتُ أحدَاً مِنَ العالَمِين يَتَعَصَّبُ لِشَي‏ءٍ مِن الأشياءِ إلّا عن عِلَّةٍ تَحتمِلُ تَموِيهَ الجُهلاءِ أو حُجّةٍ تَليطُ بعقُولِ السُّفَهاء غَيرَكُم ، فَإنَّّكُم تَتَعصّبونَ لأمرٍ ما يُعرَفُ لَهُ سَبَبٌ و لا عِلّةٌ .
أمّا إبليسُ فَتعَصَّبَ على آدَمَ لِأَصلِه ، و طَعَن عَليهِ في خِلْقَتِه ، فقال : أنا نارِيٌّ و أنتَ طِينيٌّ .
وأمّا الأغنِياءُ مِن مُترَفَةِ الاُمَمِ فَتَعصَّبُوا لآثَارِ مَوَاقِعِ النِّعَمِ ، ( وقالوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَ أَوْلادًا وَ مَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ)۲ .۳

۲۲۵۸.عنه عليه السلام : اُنظُروا فِي الدُّنيا نَظَرَ الزّاهِدِ المُفارِقِ لَها؛ فَإِنَّها تُزيلُ الثّاوِيَ السّاكِنَ، وتُفَجِعُ المُترَفَ الآمِنَ، لا يُرجى‏ مِنها ما تَوَلّى‏ فَأَدبَرَ ، ولا يُدرى‏ ما هُوَ آتٍ مِنها فَيُنتَظَرَ .۴

۲۲۵۹.عنه عليه السلام : مَعاشِرَ شيعَتي ، اِحذَروا! فَقَد عَضَّتكُمُ الدُّنيا بِأَنيابِها ، تَختَطِفُ مِنكُم نَفساً بَعدَ نَفسٍ كَذِئابِها ، وهذِهِ مَطايَا الرَّحيلِ قَد اُنيخَت لِرُكّابِها ، ألا إنَّ الحَديثَ ذو شُجونٍ ، فَلا يَقولَنَّ قائِلُكُم : إنَّ كَلامَ عَلِيٍّ مُتَناقِضٌ ؛ لِأَنَّ الكَلامَ عارِضٌ .
ولَقَد بَلَغَني أنَّ رَجُلاً مِن قُطّانِ المَدائِنِ تَبِعَ بَعدَ الحَنيفِيَّةِ عُلوجَهُ ،۵ ولَبِسَ مِن نالَةِ دِهقانِهِ مَنسوجَهُ ، وتَضَمَّخَ بِمِسكِ هذِهِ النَّوافِجِ‏۶ صَباحَهُ ،

1.نهج البلاغة : الكتاب ۱۰ .

2.سبأ : ۳۵ .

3.نهج البلاغة : ۱۹۲ .

4.الكافي : ۸ / ۱۷ / ۳ .

5.العُلُوج : كفّار العجم وغيرهم (النهاية : ۳/۲۸۶) .

6.النافِجة : وِعاء المِسْك (تاج العروس : ۳/۵۰۲) .

الصفحه من 6