الإتراف - الصفحه 6

وَتَبَخَّرَ بِعودِ الهِندِ رَواحَهُ ، وحَولَهُ رَيحانُ حَديقَةٍ يَشُمُّ نُفاحَهُ ، وقَد مُدَّ لَهُ مَفروشاتُ الرّومِ عَلى‏ سُرُرِهِ . تَعساً لَهُ بَعدَ ما ناهَزَ السَّبعينَ مِن عُمُرِهِ ! وحَولَهُ شَيخٌ يَدِبُّ عَلى‏ أرضِهِ مِن هَرَمِهِ ، وذو يُتمَةٍ تَضَوَّرَ مِن ضُرِّهِ ومِن قَرَمِهِ ،۱ فَما واساهُم بِفاضِلاتٍ مِن عَلقَمِهِ ، لَئِن أمكَنَنِيَ اللَّهُ مِنهُ لَأَخضِمَنَّهُ خَضمَ البُرِّ ، ولَاُقيمَنَّ عَلَيهِ حَدَّ المُرتَدِّ ، ولَأَضرِبَنَّهُ الثَّمانينَ بَعدَ حَدٍّ ، وَلَأَسُدَّنَّ مِن جَهلِهِ كُلَّ مَسَدٍّ . تَعساً لَهُ ! أفَلا شَعرٌ ؟! أفَلا صُوفٌ ؟! أفَلا وَبَرٌ ؟! أفَلا رَغيفٌ قَفارُ اللَّيلِ إفطارٌ مُقَدَّمٌ ؟!۲ أفَلا عَبرَةٌ عَلى‏ خَدٍّ في ظُلمَةِ لَيالٍ تَنحَدِرُ؟! ولَو كانَ مُؤمِناً لَاتَّسَقَت لَهُ الحُجَّةُ إذا ضَيَّعَ ما لا يَملِكُ .۳

1.القَرَم : شدّة شهوة اللحم حتّى‏ لا يصبر عليه (النهاية : ۴/۴۹) .

2.قال المجلسي قدّس سره : قوله : «أفلا رغيف» بالرفع ، ويجوز في مثله الرفع والنصب والبناء على الفتح . و«القَفار - بالفتح - » : ما لا إدام معه من الخبز ،واُضيف إلى الليل ، وهو صفة للرغيف ، و«إفطارٌ» و«مقدَّمٌ» أيضاً صفتان له . وفي بعض النسخ : «لليلِ إفطارِ معدمٍ» ، فالظرف صفة اُخرى لرغيف ، و«ليل» مضاف إلى الإفطار المضاف إلى المعدم ؛ أي الفقير (بحار الأنوار : ۴۰/۳۵۳) .

3.الأمالي للصدوق : ۷۲۰ / ۹۸۸ .

الصفحه من 6