نوح - الصفحه 11

فالألف سنة إلّا خمسين عاماً يعدل ثمانين سنة إلّا عشرة شهور . وهو بعيد غايته .
وذكر بعضهم أنّ طول عمره عليه السلام كان كرامة له خارقة للعادة ، قال الثعلبيّ في قصص الأنبياء في خصائصه عليه السلام : وكان أطول الأنبياء عمراً وقيل له : أكبر الأنبياء وشيخ المرسلين ، وجعل معجزته في نفسه لأ نّه عمّر ألف سنة ولم ينقص له سنّ ولم تنقص له قوّة . انتهى‏ .
والحقّ أ نّه لم يقم حتَّى الآن دليل علَى امتناع أن يُعمَّر الإنسان مثل هذه الأعمار ، بل الأقرب في الاعتبار أن يعمَّر البشر الأوّليّ بأزيد من الأعمار الطبيعيّة اليوم بكثير ؛ لِما كان لهم من بساطة العيش وقلّة الهموم وقلّة الأمراض المسلّطة علينا اليوم وغير ذلك من الأسباب الهادمة للحياة ، ونحن كلّما وجدنا معمَّراً عُمِّر مائة وعشرين إلى‏ مائة وستّين وجدناه بسيط العيش قليل الهمّ ساذج الفهم ، فليس من البعيد أن يرتقي بعض الأعمار في السابقين إلى‏ مئات من السنين .
على‏ أنّ الاعتراض على‏ كتاب اللَّه في مثل عمر نوح عليه السلام - وهو يذكر من معجزات الأنبياء الخارقة للعادة شيئاً كثيراً - لعجيب . وقد تقدّم كلام في المعجزة في الجزء الأوّل من الكتاب .

أين هو جبل الجُوديّ ؟

ذكروا أنّه بديار بكر من موصل في جبال تتّصل بجبال أرمينية ، وقد سمّاه في التوراة أراراط .
قال في القاموس : والجوديّ جبل بالجزيرة استوت عليه سفينة نوح عليه السلام ، ويسمّى‏ في التوراة أراراط . انتهى‏ .
وقال في مراصد الاطّلاع: الجوديّ مشدّدة جبل مطلّ على‏ جزيرة ابن عمر في شرقيّ دجلة من أعمال الموصل استوت عليه سفينة نوح لمّا نضب الماء .
ربّما قيل : هب أنّه اُغرق قوم نوح

الصفحه من 12