نوح - الصفحه 6

وتباعدت الطبقات ؛ فصار الأقوياء بالأموال والأولاد يضيّعون حقوق الضعفاء ، والجبابرة يستضعفون مَن دونهم ويحكمون عليهم بما تهواه أنفسهم (الأعراف - هود - نوح) .
فبعث اللَّه نوحاً عليه السلام وأرسله إليهم بالكتاب والشريعة يدعوهم إلى‏ توحيد اللَّه سبحانه وخلع الأنداد والمساواة فيما بينهم (البقرة : 213) بالتبشير والإنذار .

دينه وشريعته عليه السلام :

كان عليه السلام يدعوهم إلى‏ توحيد اللَّه سبحانه ورفض الشركاء (كما يظهر من جميع قصصه القرآنية) والإسلام للَّه (كما يظهر من سورتَي نوح ويونس وسورة آل عمران آية 19) والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (كما يظهر من سورة هود آية 27) والصلاة (كما يظهر من آية 103 من سورة النساء وآية 8 من سورة الشورى‏) والمساواة والعدالة وأن لايقربوا الفواحش والمنكرات وصدق الحديث والوفاء بالعهد (سورة الأنعام آية 151 ، 152) وهو عليه السلام أوّل من حُكي عنه في القرآن التسمية باسم اللَّه في الاُمور الهامّة (سورة هود آية 41 ) .

اجتهاده عليه السلام في دعوته :

وكان عليه السلام يدعو قومه إلَى الإيمان باللَّه وآياته ، ويبذل في ذلك غاية وسعه ؛ فيندبهم إلَى الحقّ ليلاً ونهاراً وإعلاناً وإسراراً ، فلا يجيبونه إلّا بالعناد والاستكبار ، وكلّما زاد في دعائهم زادوا في عتوّهم وكفرهم ، ولم يؤمن به غير أهله وعدّة قليلة من غيرهم ؛ حتّى‏ أيس من إيمانهم وشكا ذلك إلى‏ ربّه وطلب منه النصر (سورة نوح والقمر والمؤمنون) .

لبثه عليه السلام في قومه :

لبث عليه السلام في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً يدعوهم إلَى اللَّه سبحانه ، فلم يجيبوه إلّا بالهزء والسخرية ورميه بالجنون وأ نّه يقصد به أن يتفضّل

الصفحه من 12