نوح - الصفحه 7

عليهم ، حتّى‏ استنصر ربّه (سورة العنكبوت) فأوحى إليه ربّه أ نّه لن يؤمن من قومه إلّا من قد آمن وعزّاه فيهم (سورة هود) ، فدعا عليهم بالتبار والهلاك وأن يُطهِّر اللَّه الأرض منهم عن آخرهم (سورة نوح) ، فأوحَى اللَّه إليه أن اصنع الفُلك بأعيننا ووحينا (سورة هود) .

صنعه عليه السلام الفلك :

أمره اللَّه تعالى‏ أن يصنع الفلك بتأييده سبحانه وتسديده فأخذ في صنعها ، وكان القوم يمرّون عليه طائفة بعد طائفة فيسخرون منه وهو يصنعها على‏ بسيط الأرض من غير ماء ، ويقول عليه السلام : (إنْ تَسْخَروا مِنّا فإنّا نَسْخَرُ مِنكُم كَما تَسْخَرونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمونَ مَن يَأتِيهِ عَذابٌ يُخْزيهِ ويَحِلُّ عَلَيهِ عَذابٌ مُقيمٌ)۱ (سورة هود) ، وقد نصب اللَّه لنزول العذاب عَلَماً وهو أن يفور الماء من التنّور (سورتا هود والمؤمنون) .

نزول العذاب ومجي‏ء الطوفان :

حتّى‏ إذا تمّت صنعة الفلك وجاء أمر اللَّه وفار التنّور أوحَى اللَّه تعالى‏ إليه أن يحمل في السفينة من كلٍّ من الحيوان زوجَين اثنَين ، وأن يحمل أهله إلّا من سبق عليه القول الإلهيّ بالغرق وهو امرأته الخائنة وابنه الذي تخلّف عن ركوب السفينة ، وأن يحمل الذين آمنوا (سورتا هود والمؤمنون) ، فلمّا حملهم وركبوا جميعاً فتح اللَّه أبواب السماء بماء منهمر وفجّر الأرض عيوناً فالتقَى الماء على‏ أمر قد قُدِر (سورة القمر) وعلا الماءُ وارتفعت السفينة عليه وهي تسير في موج كالجبال (سورة هود) فأخذ الناسَ الطوفان وهم ظالمون ، وقد أمره اللَّه تعالى‏ إذا استوى هو ومن معه علَى الفلك أن يحمداللَّه على‏ ما نجّاه من القوم‏الظالمين ، وأن يسأله البركة في نزوله فيقول : الحمد للَّه الذي نجّانا من القوم الظالمين ، ويقول : رَبِّ أنزِلني مُنزَلاً مبارَكاً وأنت خير المُنزِلين .

1.هود : ۳۸ و ۳۹ .

الصفحه من 12