ابراهیم - الصفحه 8

في نيف وستّين موضعاً من كتابه ، وذكر من مواهبه ونعمه عليه شيئاً كثيراً . وهاك جملاً من ذلك : آتاه اللَّه رشده من قبل (الأنبياء : 51) واصطفاه في الدنيا وإنّه في الآخرة لمن الصالحين إذ قال له ربّه : أسلم قال : أسلمت لربّ العالمين (البقرة : 130 ، 131) وهو الذي وجّه وجهه إلى‏ ربّه حنيفاً وما كان من المشركين (الأنعام : 79) وهو الذي اطمأنّ قلبه باللَّه وأيقن به بما أراه اللَّه من ملكوت السماوات والأرض (البقرة : 260 ، الأنعام : 75) .
واتّخذه اللَّه خليلاً (النساء : 125) وجعل رحمته وبركاته عليه وعلى‏ أهل بيته ووصفه بالتَّوفية (النجم : 37) ومدحه بأنّه حليم أوّاه منيب (هود: 73 - 75) ومدحه أ نّه كان اُمّةً قانتاً للَّه حنيفاً ولم يك من المشركين شاكراً لأنعمه اجتباه وهداه إلى‏ صراط مستقيم وآتاه في الدنيا حسنة وإنّه في الآخرة لمن الصالحين (النحل : 120 - 122) .
وكان صدّيقاً نبيّاً (مريم : 41) وعدّه اللَّه من عباده المؤمنين ومن المحسنين وسلّم عليه (الصافّات : 83 - 111) وهو من الذين وصفهم بأنّهم اُولو الأيدي والأبصار وأ نّه أخلصهم بخالصةٍ ذكرى‏ الدار (ص : 45 ، 46) وقد جعله اللَّه للناس إماماً (البقرة : 124) وجعله أحد الخمسة اُولي العزم الذين آتاهم الكتاب والشريعة (الأحزاب : 7 ، الشورى‏ : 13 ، الأعلى‏ : 18 ، 19) وآتاه اللَّه العلم والحكمة والكتاب والملك والهداية وجعلها كلمة باقية في عقبه (النساء : 54 ، الأنعام : 74 - 90 ، الزخرف : 28) وجعل في ذرّيّته النبوّة والكتاب (الحديد : 26) وجعل له لسان صدق في الآخرين (الشعراء : 84 ، مريم : 50) .
فهذه جُمل ما منحه اللَّه سبحانه من المناصب الإلهيّة ومقامات العبوديّة ، ولم يفصّل القرآن الكريم في نعوت أحد من الأنبياء والرسل المكرمين وكراماتهم ما فصّل من نعوته وكراماته عليه السلام .

الصفحه من 10