یعقوب و یوسف - الصفحه 10

فضّة كلّ واحد منهم إلى‏ عِدله ففعل . فرجعوا إلى‏ أبيهم وقصّوا عليه القصص ، فأبى‏ يعقوب أن يرسل بنيامين معهم وقال : أعدمتموني الأولاد : يوسف مفقود وشمعون مفقود وبنيامين تريدون أن تأخذوه ؟ ! لايكون ذلك أبداً ! وقال : قد أسأتم في قولكم للرجل : إنّ لكم أخاً تركتموه عندي ، قالوا : إنّه سأل عنّا وعن عشيرتنا قائلاً : هل أبوكم حيّ بعد ؟ وهل لكم أخ آخر ؟ فأخبرناه كما سألَنا ، وما كنّا نعلم أ نّه سيقول : جيؤوا إليّ بأخيكم .
فلم يزل يعقوب يمتنع حتّى‏ أعطاه يهوذا الموثّق أن يردّ إليه بنيامين ، فأذن في ذهابهم به معهم ، وأمرهم أن يأخذوا من أحسن متاع الأرض هديّة إلى الرجل ، وأن يأخذوا معهم أصرّة الفضّة التي رُدّت إليهم في أوعيتهم ، ففعلوا .
ولمّا وردوا مصر لقوا وكيل يوسف على‏ اُموره، وأخبروه بحاجتهم وأنّ بضاعتهم رُدَّت إليهم في رحالهم وعرضوا له هديّتهم ، فرحّب بهم وأكرمهم وأخبرهم أنّ فضّتهم لهم ، وأخرج إليهم شمعون الرهين ، ثمّ أدخلهم على‏ يوسف ، فسجدوا له، وقدّموا إليه هديّتهم ، فرحّب بهم واستفسرهم عن حالهم وعن سلامة أبيهم ، وعرضوا عليه أخاهم الصغير فأكرمه ودعا له . ثمّ أمر بتقديم الطعام فقدّم له وحده ، ولهم وحدهم ، ولمن عنده من المصريّين وحدهم .
ثمّ أمر وكيله أن يملأ أوعيتهم طعاماً وأن يدسّ فيها هديّتهم وأن يضع طاسة في عدل أخيهم الصغير ففعل ، فلمّا أضاء الصبح من غدٍ شدُّوا الرحال علَى الحمير وانصرفوا .
فلمّا خرجوا من المدينة ولمّا يبتعدوا قال لوكيله : أدركِ القوم وقل لهم : بئس ما صنعتم! جازيتم الإحسان بالإساءة سرقتم طاس سيّدي الذي يشرب فيه ويتفأّل به! فتبهّتوا من استماع هذا القول ، وقالوا : حاشانا من

الصفحه من 12