یعقوب و یوسف - الصفحه 11

ذلك ، هو ذا الفضّة التي وجدناها في أفواه عدالنا جئنا بها إليكم من كنعان ، فكيف نسرق من بيت سيّدك فضّة أو ذهباً ؟! من وجد الطاس في رحله يقتل ونحن جميعاً عبيد سيّدك ، فرضي بما ذكروا له من الجزاء فبادروا إلى‏ عدولهم ، وأنزل كلّ واحد منهم عدله وفتحه ، فأخذ يفتّشها وابتدأ من الكبير حتَّى انتهى‏ إلى الصغير وأخرج الطاس من عدله .
فلمّا رأى ذلك إخوته مزّقوا ثيابهم ورجعوا إلَى المدينة ودخلوا على‏ يوسف وأعادوا عليه قولهم معتذرين معترفين بالذنب وعليهم سيماء الصَّغار والهوان والخجل ، فقال : حاشا أن نأخذ إلّا من وُجِد متاعنا عنده ، وأمّا أنتم فارجعوا بسلام إلى‏ أبيكم.
فتقدّم إليه يهوذا وتضرّع إليه واسترحمه وذكر له قصّتهم مع أبيهم حين أمرهم يوسف بإحضار بنيامين ، فسألوا أباهم ذلك فأبى‏ أشدّ الإباء حتّى‏ آتاه يهوذا الميثاق على‏ أن يردّ بنيامين إليه ، وذكر أ نّهم لايستطيعون أن يلاقوا أباهم وليس معهم بنيامين ، وأنّ أباهم الشيخ لو سمع منهم ذلك لمات من وقته . ثمّ سأله أن يأخذه مكان بنيامين عبداً لنفسه ويطلق بنيامين ، لتقرّ بذلك عين أبيهم المستأنس به بعد فقد أخيه من اُمّه يوسف .
قالت التوراة : فلم يستطع يوسف أن يضبط نفسه لدى جميع الواقفين عنده ، فصرخ : أخرجوا كلّ إنسان عنّي ! فلم يقف أحد عنده حين عرّف يوسف إخوته بنفسه ، فأطلق صوته بالبكاء ، فسمع المصريّون وسمع بيت فرعون ، وقال يوسف لإخوته : أنا يوسف أحيٌّ أبي بعد ؟ فلمّا يستطع إخوته أن يجيبوه لأنّهم ارتاعوا منه .
وقال يوسف لإخوته : تقدّموا إليّ ، فتقدّموا فقال : أنا يوسف أخوكم الذي بعتموه إلى‏ مصر ، والآن لا تتأسّفوا ولا تغتاظوا لأ نّكم بعتموني إلى‏ هنا ؛ لأ نّه لاستبقاء حياة أرسلني اللَّه قدّامكم ؛

الصفحه من 12