یعقوب و یوسف - الصفحه 5

تعال فاُرسلك إليهم ، فقال له : ها أناذا، فقال له : اذهب انظر سلامة إخوتك وسلامة الغنم وردّ لي خبراً . فأرسله من وطاء حبرون ، فأتى‏ إلى‏ شكيم ، فوجده رجل وإذا هو ضالّ في الحفل، فسأله الرجل قائلاً : ماذا تطلب ؟ فقال : أنا طالب إخوتي ، أخبرني أين يرعون ؟ فقال الرجل : قد ارتحلوا من هنا ؛ لأنّي سمعتهم يقولون : لنذهب إلى‏ دوثان . فذهب يوسف وراء إخوته فوجدهم في دوثان ، فلمّا أبصروه من بعيد قبل ما اقترب إليهم احتالوا له ليميتوه ، فقال بعضهم لبعض : هو ذا هذا صاحب الأحلام قادم ! فالآن هلمّ نقتله ونطرحه في إحدى‏ هذه الآبار ، ونقول : وحش رديّ أكله ، فنرى‏ ماذا يكون أحلامه ؟ !
فسمع رأُوبين وأنقذه من أيديهم ، وقال : لانقتله ، وقال لهم رأُوبين : لا تسفكوا دماً ، اطرحوه في هذه البئر التي في البرّيّة ولا تمدّوا إليه يداً ، لكي ينقذه من أيديهم ليردّه إلى‏ أبيه . فكان لمّا جاء يوسف إلى‏ إخوته أ نّهم خلعوا عن يوسف قميصه‏القميص‏الملوّن‏الذي عليه ، وأخذوه وطرحوه في البئر ، وأمّا البئر فكانت فارغة ليس فيها ماء .
ثمّ جلسوا ليأكلوا طعاماً ، فرفعوا عيونهم ونظروا ، وإذا قافلة إسماعيليّين مقبلة من جلعاد ، وجِمالهم حاملة كتيراء وبلساناً ولادناً ذاهبين لينزلوا بها إلى‏ مصر ، فقال يهوذا لإخوته : ما الفائدة أن نقتل أخانا ونخفي دمه ؟! تعالوا فنبيعه للإسماعيليّين ولاتكن أيدينا عليه لأ نّه أخونا ولحمنا ، فسمع له إخوته .
واجتاز رجال مديانيّون تجّار فسحبوا يوسف وأصعدوه من البئر ، وباعوا يوسف للإسماعيليّين بعشرين من الفضّة ، فأتوا بيوسف إلى‏ مصر . ورجع رأُوبين إلَى البئر ، وإذا يوسف ليس في البئر ، فمزّق ثيابه ثمّ رجع إلى‏ إخوته وقال : الولد ليس موجوداً ، وأنا إلى‏ أين أذهب ؟!

الصفحه من 12