یعقوب و یوسف - الصفحه 6

فأخذوا قميص يوسف وذبحوا تيساً من المعزى‏ وغمسوا القميص في الدم ، وأرسلوا القميص الملوّن وأحضروه إلى‏ أبيهم وقالوا : وجدنا هذا ، حقِّقْ أقميص ابنك هو أم لا ؟ فتحقّقه وقال : قميص ابني ؛ وحش رديّ أكله ، افترس يوسف افتراساً . فمزّق يعقوب ثيابه ووضع مِسْحاً على‏ حَقْوَيه وناح على ابنه أيّاماً كثيرة ، فقام جميع بنيه وجميع بناته ليعزّوه فأبى‏ أن يتعزّى وقال : إنّي أنزل إلى‏ ابني نائحاً إلَى الهاوية، وبكى‏ عليه أبوه .
قالت التوراة۱ : وأمّا يوسف فاُنزل إلى‏ مصر، واشتراه فوطيفار خصيّ فرعون رئيس الشرط، رجل مصريّ من يد الإسماعيليّين الذين أنزلوه إلى‏ هناك . وكان الربّ مع يوسف ، فكان رجلاً ناجحاً ، وكان في بيت سيّده المصريّ .
ورأى سيّده أنّ الربّ معه ، وأنّ كلّ ما يصنع كان الربّ ينجحه بيده ، فوجد يوسف نعمة في عينيه وخدمه فوكله إلى‏ بيته ودفع إلى‏ يده كلّ ما كان له . وكان من حين وكله على‏ بيته وعلى‏ كلّ ماكان له أنّ الربّ بارك بيت المصريّ بسبب يوسف ، وكانت بركة الربّ على‏ كلّ ماكان له في البيت وفي الحفل ، فترك كلّ ما كان له في يد يوسف ولم يكن معه يعرف شيئاً إلّا الخبز الذي يأكل، وكان يوسف حسن الصورة وحسن المنظر .
وحدث بعد هذه الاُمور أنّ امرأة سيّده رفعت عينيها إلى‏ يوسف ، وقالت : اضطجِعْ معي فأبى‏ ، وقال لامرأة سيّده : هوذا سيّدي لا يعرف معي ما في البيت ، وكلّ ماله قد دفعه إلى‏ يدي ليس هو في هذا البيت ، ولم يمسك عنّي شيئاً غيرك لأ نّك امرأته فكيف أصنع هذا الشرّ العظيم ، واُخطئ إلَى اللَّه ؟ ! وكان إذ كلّمت يوسف يوماً فيوماً أ نّه لم يسمع لها أن يضطجع بجانبها ليكون معها .

1.الإصحاح ۳۹ من سفر التكوين . (كما في هامش المصدر).

الصفحه من 12