یعقوب و یوسف - الصفحه 8

والآخر أنّ الطير تأكل من طعام حمله على‏ رأسه ، فاستفتَيا يوسف فعبّر رؤيا الأوّل برجوعه إلى‏ سقي فرعون شغله السابق ، والثاني بصلبه وأكل الطير من لحمه ، وسأل الساقي أن يذكره عند فرعون لعلّه يخرج من السجن ، لكنّ الشيطان أنساه ذلك .
ثمّ بعد سنتين رأى‏ فرعون في منامه سبع بقرات سِمان حسنة المنظر خرجت من نهر ، وسبع بقرات مهزولة قبيحة المنظر وقفت علَى الشاطئ، فأكلت المَهازيل السِّمان ، فاستيقظ فرعون . ثمّ نام فرأى‏ سبع سنابل خضر حسنة سمينة ، وسبع سنابل رقيقة ملفوحة بالريح الشرقيّة نابتة وراءها ، فأكلت الرقيقةُ السمينةَ ، فهال فرعونَ ذلك وجمع سحرة مصر وحكماءها وقصّ عليهم رؤياه ، فعجزوا عن تعبيره .
وعند ذلك ادّكر رئيسُ السقاة يوسفَ ، فذكره لفرعون ، وذكر ماشاهده من عجيب تعبيره للمنام، فأمر فرعون بإحضاره ، فلمّا اُدخل عليه كلّمه واستفتاه فيما رآه في منامه مرّة بعد اُخرى، فقال يوسف لفرعون : حلم فرعون واحد قد أخبر اللَّه فرعون بما هو صانع : البقرات السبع الحسنة في سبع سنين وسنابل سبع الحسنة في سبع سنين هو حلم واحد ، والبقرات السبع الرقيقة القبيحة التي طلعت وراءها هي سبع سنين والسنابل السبع الفارغة الملفوحة بالريح الشرقيّة يكون سبع سنين جوعاً .
هو الأمر الذي كلّمت به فرعون قد أظهر اللَّه لفرعون ما هو صانع ، هو ذا سبع سنين قادمة شبعاً عظيماً في كلّ أرض مصر ، ثمّ تقوم بعدها سبع سنين جوعاً ، فينسى‏ كلّ السبع في أرض مصر ويتلف الجوع الأرض ، ولايعرف السبع في الأرض من أجل ذلك الجوع بعده ؛ لأ نّه يكون شديداً جدّاً . وأمّا عن تكرار الحلم على‏ فرعون مرّتين فلأنّ الأمر مقرّر من عند اللَّه، واللَّه مسرع لصنعه .

الصفحه من 12