یعقوب و یوسف - الصفحه 9

فالآن لينظر فرعون رجلاً بصيراً وحكيماً ويجعله على‏ أرض مصر يفعل فرعون فيوكّل نظّاراً علَى الأرض ، ويأخذ خُمس غِلّة أرض مصر في سبع سني الشبع ، فيجمعون جميع طعام هذه السنين الجيّدة القادمة ، ويخزنون قمحاً تحت يد فرعون طعاماً في المدن ويحفظونه، فيكون الطعام ذخيرة للأرض لسبع سني الجوع التي تكون في أرض مصر ، فلا تنقرض الأرض بالجوع .
قالت التوراة ما ملخّصه : إنّ فرعون استحسن كلام يوسف وتعبيره وأكرمه وأعطاه إمارة المملكة في جميع شؤونها ، وخلع عليه بخاتمه ، وألبسه ثياب بوص ، ووضع طوق ذهب في عنقه ، وأركبه في مركبته الخاصّة ونودي أمامه : أن اركعوا ، وأخذ يوسف يدبّر الاُمور في سني الخصب ثمّ في سني الجدب أحسن إدارة .
ثمّ قالت التوراة۱ ما ملخّصه : إنّه لمّا عمّت السنة أرض كنعان أمر يعقوب بنيه أن يهبطوا إلى‏ مصر فيأخذوا طعاماً ، فساروا ودخلوا على‏ يوسف فعرفهم وتنكّر لهم وكلّمهم بجفاء وسألهم : من أين جئتم ؟ قالوا : من أرض كنعان لنشتري طعاماً . قال يوسف: بل جواسيس أنتم جئتم إلى أرضنا لتفسدوها ! قالوا : نحن جميعاً أبناء رجل واحد في كنعان كنّا اثنَي عشر أخاً فُقد منّا واحد وبقي أصغرنا هاهو اليوم عند أبينا ، والباقون بحضرتك ، ونحن جميعاً اُمَنا لانعرف الفساد والشرّ .
قال يوسف : لا وحياة فرعون نحن نراكم جواسيس ، ولانخلّي سبيلكم حتّى‏ تحضرونا أخاكم الصغير حتّى‏ نصدّقكم فيما تدّعون ، فأمر بهم فحُبِسوا ثلاثة أيّام ، ثمّ أحضرهم وأخذ من بينهم شمعون وقيّده أمام عيونهم ، وأذن لهم أن يرجعوا إلى‏ كنعان ويجيؤوا بأخيهم الصغير .
ثمّ أمر أن يملأ أوعيتهم قمحاً وتردّ

1.الإصحاح ۴۲ و ۴۳ من سفر التكوين . (كما في هامش المصدر) .

الصفحه من 12