ایوب - الصفحه 6

وتُسَبِّحُهُ وتُكَبِّرُهُ والنّاسُ عَنهُ غافِلونَ ؟! أتَمُنُّ علَى اللَّهِ بِما للَّهِ فيهِ المِنّةُ علَيكَ ؟! قالَ : فأخَذَ التُّرابَ ووضَعَهُ في فيهِ ، ثُمّ قالَ : لكَ العُتبى‏ يا ربِّ ، أنتَ فَعَلتَ ذلكَ بِي .
فأنزَلَ اللَّهَ عليهِ مَلَكاً فَرَكضَ برِجلِهِ فخَرَجَ الماءُ فغَسَلَهُ بذلكَ الماءِ فعادَ أحسَنَ ما كانَ وأطرأَ ، وأنبَتَ اللَّهُ علَيهِ رَوضَةً خَضراءَ ، ورَدَّ علَيهِ أهلَهُ ومالَهُ وولدَهُ وزَرعَهُ ، وقَعَدَ مَعهُ المَلَكُ يُحَدِّثُهُ ويُؤنِسُهُ .
فأقبَلَتِ امرأتُهُ مَعها الكِسرَةُ۱ ، فلَمّا انتَهت إلَى المَوضِعِ إذا المَوضِعُ مُتَغيِّرٌ وإذا رجُلانِ جالِسانِ! فبَكَت وصاحَت وقالَت : يا أيُّوبُ، ما دَهاكَ ؟! فناداها أيُّوب، فأقبَلَتْ فلَمّا رأتهُ وقد رَدَّ اللَّهُ علَيهِ بَدَنَهُ ونِعَمَهُ سَجَدَتْ للَّهِ شُكراً ، فرأى‏ ذُؤابَتَها مَقطوعَةً ، وذلكَ أ نّها سألَتْ قَوماً أن يُعطوها ما تَحمِلُهُ إلى‏ أيُّوبَ مِن الطَّعامِ - وكانَت حسَنَةَ الذَّوائبِ - فقالوا لها : تَبيعينا ذُؤابَتَكِ هذهِ حتّى‏ نُعطيَكِ ؟ فقَطَعَتها ودفَعَتها إلَيهِم وأخَذَت مِنهُم طَعاماً لأيُّوبَ ، فلَمّا رآها مَقطوعَةَ الشَّعرِ غَضِبَ وحَلَفَ علَيها أن يَضرِبَها مِائةً ، فأخبَرتهُ أ نّهُ كانَ سَبَبُهُ كَيتَ وكَيتَ ، فاغتَمَّ أيّوبُ من ذلكَ فأوحَى اللَّه عَزَّوجلَّ إليهِ : ( خُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فاضْرِبْ بهِ ولا تَحْنَثْ)۲ ، فأخَذَ عِذقاً مُشتَمِلاً على‏ مِائةِ شِمراخٍ فضَرَبَها ضَربَةً واحِدَةً فخَرَجَ مِن يَمينهِ .
أقول : وروي عن ابن عبّاس ما يقرب منه ، وعن وهب أنّ امرأته كانت بنت ميشا بن يوسف . والرواية - كما ترى‏ - تذكر ابتلاءه بما تتنفّر عنه الطّباع ، وهناك من الروايات ما يؤيّد ذلك ، لكنّ بعض الأخبار المرويّة عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام ينفي ذلك وينكره أشدّ الإنكار كما يأتي .
وعن «الخصال» : القطّانُ عن السُّكّريِّ عنِ الجَوهريِّ عن ابن عمارةَ

1.الكسرة : القطعة من الخبز .

2.ص : ۴۴ .

الصفحه من 8