۱۹۷۰۹.كنز العمّال عن شَدّادِ بنِ أوسٍ : بكى شُعَيبٌ النبيُّ مِن حُبِّ اللَّهِ عَزَّوجلَّ حتّى عَمِيَ ، فَردَّ اللَّهُ إلَيهِ بَصَرَهُ وأوحَى اللَّهُ إلَيهِ : يا شُعَيبُ ، ما هذا البُكاءُ ؟ أشَوقاً إلَى الجَنّةِ أو فَرَقاً مِن النّارِ ؟ قالَ : إلهي وسَيّدي ، أنتَ تَعلَمُ ما أبكي شَوقاً إلى جَنّتِكَ ولا فَرَقاً مِن النّارِ ، ولكنِ اعتَقَدتُ حُبَّكَ بقَلبي ، فإذا أنا نَظَرتُ إلَيكَ فما اُبالي ما الّذي صُنِعَ بي .
فأوحَى اللَّهُ إلَيهِ : يا شُعَيبُ ، إنْ يَكُ ذلكَ حَقّاً فَهَنيئاً لكَ لِقائي يا شُعَيبُ ؛ ولذلكَ أخدَمتُكَ موسَى ابنَ عِمرانَ كَلِيمي .۱
كلام في قصّة شعيب عليه السلام وقومه في القرآن، في فصول :
«1 . هو عليه السلام ثالثُ الرّسل من العرب الذين ذُكرت أسماؤهم في القرآن وهم : هود وصالح وشعيب ومحمّد عليهم السلام . ذكر اللَّه تعالى طرَفاً من قصصه في سور الأعراف وهود والشعراء والقصص والعنكبوت .
كان عليه السلام من أهل مَديَن - مدينة في طريق الشام من الجزيرة - وكان معاصراً لموسى عليه السلام ، وقد زوّجه إحدى ابنتيه على أن يأجُره ثمانيَ حِجج وإن أتمّ عشراً فمن عنده (القصص : 27)، فخدمه موسى عشر سنين ، ثمّ ودّعه وسار بأهله إلى مصر .
وكان قومه من أهل مَديَن يعبدون الأصنام ، وكانوا قوماً مُنعَّمين بالأمن والرفاهية والخصب ورخص الأسعار ، فشاع الفساد بينهم والتطفيف بنقص المكيال والميزان (هود : 84 وغيرها)، فأرسل اللَّه إليهم شعيباً وأمره أن ينهاهم عن عبادة الأصنام وعن الفساد في الأرض ونقص المكيال والميزان ، فدعاهم إلى ما اُمر به ، ووعظهم بالإنذار والتبشير ، وذكّرهم ما أصاب قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم لوط .