فطوّلت أعمارهم فلا يموتون إلّا إذا شاؤوا ، فكن كفيلاً لهم منّي بذلك ، فبلّغهم بشر رسالة اللَّه فسمّي ذا الكفل .
ثمّ إنّهم توالدوا وكثروا ونمَوا حتّى ضاقت بهم بلادهم ، وتنغّصت عليهم معيشتهم ، وتأذّوا بكثرتهم ، فسألوا بشراً أن يدعو اللَّه تعالى أن يردّهم إلى آجالهم ، فأوحَى اللَّه تعالى إلى بشر : أمَا عَلِم قومك أنّ اختياري لهم خير من اختيارهم لأنفسهم ؟ ! ثمّ ردّهم إلى أعمارهم فماتوا بآجالهم ، قال : فلذلك كثرت الروم حتّى يقال : إنّ الدنيا خمسة أسداسها الروم ، وسمّوا روماً لأنّهم نسبوا إلى جدّهم روم بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام . قال وهب : وكان بشر بن أيّوب مقيماً بالشام عمره حتّى مات ، وكان عمره خمساً وتسعين سنة .۱
وقال السيّد ابن طاووس في سعد السعود : قيل : إنّه تكفّل للَّه تعالى جلّ جلاله أن لا يغضبه قومه ، فسمّي ذو الكفل . وقيل : تكفّل لنبيّ من الأنبياء أن لا يغضب فاجتهد إبليس أن يغضبه بكلّ طريق فلم يقدر ، فسمّي ذو الكفل لوفائه لنبيّ زمانه أنّه لا يغضب» .۲
1.ذيل الخبر لايلائم ماتقدّم ممّا أعطاهم اللَّه من طول العمر حتّىضاقت عليهم الأرض من كثرة الأولاد.(كما في هامش بحار الأنوار).
2.بحار الأنوار : ۱۳/۴۰۶.