ذوالکفل - الصفحه 5

فطوّلت أعمارهم فلا يموتون إلّا إذا شاؤوا ، فكن كفيلاً لهم منّي بذلك ، فبلّغهم بشر رسالة اللَّه فسمّي ذا الكفل .
ثمّ إنّهم توالدوا وكثروا ونمَوا حتّى‏ ضاقت بهم بلادهم ، وتنغّصت عليهم معيشتهم ، وتأذّوا بكثرتهم ، فسألوا بشراً أن يدعو اللَّه تعالى‏ أن يردّهم إلى‏ آجالهم ، فأوحَى اللَّه تعالى‏ إلى‏ بشر : أمَا عَلِم قومك أنّ اختياري لهم خير من اختيارهم لأنفسهم ؟ ! ثمّ ردّهم إلى‏ أعمارهم فماتوا بآجالهم ، قال : فلذلك كثرت الروم حتّى‏ يقال : إنّ الدنيا خمسة أسداسها الروم ، وسمّوا روماً لأنّهم نسبوا إلى‏ جدّهم روم بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام . قال وهب : وكان بشر بن أيّوب مقيماً بالشام عمره حتّى مات ، وكان عمره خمساً وتسعين سنة .۱
وقال السيّد ابن طاووس في سعد السعود : قيل : إنّه تكفّل للَّه تعالى‏ جلّ جلاله أن لا يغضبه قومه ، فسمّي ذو الكفل . وقيل : تكفّل لنبيّ من الأنبياء أن لا يغضب فاجتهد إبليس أن يغضبه بكلّ طريق فلم يقدر ، فسمّي ذو الكفل لوفائه لنبيّ زمانه أنّه لا يغضب» .۲

1.ذيل الخبر لايلائم ماتقدّم ممّا أعطاهم اللَّه من طول العمر حتّى‏ضاقت عليهم الأرض من كثرة الأولاد.(كما في هامش بحار الأنوار).

2.بحار الأنوار : ۱۳/۴۰۶.

الصفحه من 6