۱۹۷۶۲.بحار الأنوار : رُويَ أنّ سُلَيمانُ عليه السلام رأى عُصفوراً يَقولُ لِعُصفورَةٍ : لِمَ تَمنَعينَ نَفسَكِ مِنّي ، ولو شِئتُ أخَذتُ قُبّةَ سُلَيمانَ بمِنقارِي فألقَيتُها في البَحرِ ؟! فتبسَّمَ سليمانُ وقالَ للعُصفور : أتُطيقُ أن تَفعَلَ ذلكَ ؟ ! فقالَ : لا يا رسولَ اللَّهِ ، ولكنَّ المَرءَ قد يُزَيِّنُ نَفسَهُ ويُعَظِّمُها عِندَ زَوجَتِهِ ، والمُحِبُّ لا يُلامُ على ما يقولُ ، فقالَ سُلَيمانُ عليه السلام لِلعُصفورَةِ : لِمَ تَمنَعينَهُ مِن نَفسِكَ وهُو يُحِبُّكِ ؟ فقالت : يا نَبيَّ اللَّهِ ، إنّهُ لَيس مُحِبّاً ولكنّهُ مُدَّعٍ ؛ لأ نّهُ يُحِبُّ مَعي غَيري ! فأثَّرَ كلامُ العُصفورَةِ في قَلبِ سُلَيمانَ وبَكى بُكاءً شَديداً واحتَجَبَ عنِ النّاسِ أربَعينَ يَوماً يَدعُو اللَّهَ أن يُفَرِّغَ قَلبَهُ لمَحَبّتِهِ وأن لا يُخالِطَها بمَحَبَّةِ غَيرِهِ .۱
كلام في قصّة سليمان عليه السلام:
1 . ما ورد من قصصه عليه السلام في القرآن:
لم يرد من قصصه عليه السلام في القرآن الكريم إلّا نبذة يسيرة ، غير أنّ التدبّر فيها يهدي إلى عامّة قصصه ومظاهر شخصيّته الشريفة .
منها : وراثته لأبيه داوود ، قال تعالى : (وَوَهبْنا لِداودَ سُلَيمان)۲، وقال : (ووَرِثَ سُلَيمانُ داودَ) .۳
ومنها : إيتاؤه الملك العظيم وتسخير الجنّ والطير والريح له وتعليمه منطق الطير ، وقد تكرّر ذكر هذه النعم في كلامه تعالى كما في سورة البقرة الآية 102 ، والأنبياء الآية 81 ، والنمل الآية 16 - 18 ، وسبأ الآية 12 ، 13 ، و ص الآية 35 - 39 .
ومنها : الإشارة إلى قصّة إلقاء جسد على كرسيّه كما في سورة ص الآية 33 .
ومنها : الإشارة إلى عرض الصافنات الجياد عليه كما في سورة ص الآية 31 - 33 .
ومنها : الإشارة إلى تفهيمه الحكم في الغنم التي نفشت في الحرث كما في سورة الأنبياء الآية 78 ، 79 .
ومنها : الإشارة إلى حديث النملة كما في سورة النمل الآية 18 ، 19 .
1.بحار الأنوار : ۱۴/۹۵/۳ .
2.ص : ۳۰ .
3.النمل : ۱۶ .