2 . تاريخ حياته :
ولد عليه السلام لأبويه على خَرق العادة ، فقد كان أبوه شيخاً فانياً واُمّه عاقراً فرزقهما اللَّه يحيى وهما آئسان من الولد ، وأخذ بالرُّشد والعبادة والزهد في صغره وآتاه اللَّه الحكم صبيّاً ، وقد تجرّد للتنسّك والزهد والانقطاع فلم يتزوّج قطّ ولا ألهاه شيء من ملاذّ الدنيا .
وكان معاصراً لعيسَى بن مريم عليه السلام وصدَّق نبوّته ، وكان سيّداً في قومه تحنّ إليه القلوب وتميل إليه النفوس ويجتمع إليه الناس فيعظهم ويدعوهم إلَى التوبة ويأمرهم بالتقوى حتّى استشهد عليه السلام .
ولم يرد في القرآن مقتله عليه السلام ، والذي ورد في الأخبار أنّه كان السبب في قتله أنّ امرأة بغيّاً افتتن بها مَلِك بني إسرائيل وكان يأتيها ، فنهاه يحيى ووبّخه على ذلك - وكان مكرّماً عند الملك يطيع أمره ويسمع قوله - فأضمرت المرأة عداوته وطلبت من الملك رأس يحيى وألحّت عليه ، فأمر به فذبح واُهدي إليها رأسه .
وفي بعض الأخبار أنّ التي طلبت منه رأس يحيى كانت ابنة أخي الملك ، وكان يريد أن يتزوّج بها فنهاه يحيى عن ذلك ، فزيّنتها اُمّها بما يأخذ بمجامع قلب الملك وأرسلتها إليه ، ولقّنتها إذا منح الملك عليها بسؤال حاجة أن تسأله رأس يحيى ففعلت ، فذُبح عليه السلام ووضع رأسه في طست من ذهب واُهدي إليها .
وفي الروايات نوادر كثيرة من زهده وتنسّكه وبكائه من خشية اللَّه ومواعظه وحكمه .
3 . قصّة زكريّا ويحيى عليهما السلام في الإنجيل:
قال۱ : كان في أيّام هيرودس ملك اليهوديّة كاهن اسمه زكريّا من فرقة أبيّا وامرأته من بنات هارون واسمها
1.إنجيل لوقا ، الإصحاح الأوّل ۵ . (كما في هامش المصدر).