یحیی - الصفحه 6

إليصابات ، وكان كلاهما بارَّين أمام اللَّه سالكَين في جميع وصايا الربّ وأحكامه بلا لوم . ولم يكن لهما ولد إذ كانت إليصابات عاقراً وكانا كلاهما متقدّمَين في أيّامهما .
فبينما هو يكهن في نوبة فرقته أمام اللَّه - حسب عادة الكهنوت - أصابته القرعة أن يدخل إلى‏ هيكل الربّ ويبخّر ، وكان كلّ جمهور الشعب يصلّون خارجاً وقت البخور ، فظهر له مَلاك الربّ واقفاً عن يمين مذبح البخور ، فلمّا رآه زكريّا اضطرب ووقع عليه خوف ، فقال له المَلاك : لا تخف يا زكريّا ؛ لأنّ طلبتك قد سُمِعت وامرأتك إليصابات ستلد ابناً وتسمّيه يوحنّا ، ويكون لك فرح وابتهاج وكثيرون سيفرحون بولادته ؛ لأنّه يكون عظيماً أمام الربّ وخمراً ومُسكِراً لا يشرب ، ومن بطن اُمّه يمتلئ من الروح القدس ، ويردّ كثيرين من بني إسرائيل إلَى الربّ إلههم ، ويتقدّم أمامه بروح إيليا وقوّته ليردّ قلوب الآباء إلَى الأبناء والعصاة إلى‏ فكر الأبرار ، لكي يهيّئ للربّ شعباً مستعدّاً .
فقال زكريّا للمَلاك : كيف أعلم هذا لأنّي أنا شيخ وامرأتي متقدّمة في أيّامها ؟ فأجاب المَلاك وقال : أنا جبريل الواقف قدّام اللَّه ، واُرسلت لاُكلّمك واُبشّرك بهذا ، وها أنت تكون صامتاً ولا تقدر أن تتكلّم إلَى اليوم الذي يكون فيه هذا ؛ لأنّك لم تصدّق كلامي الذي سيتمّ في وقته .
وكان الشعب منتظرين زكريّا ومتعجّبين من إبطائه في الهيكل ، فلمّا خرج لم يستطع أن يكلّمهم، ففهموا أنّه قد رأى‏ رؤيا في الهيكل فكان يومي إليهم وبقي صامتاً . ولمّا كملت أيّام خدمته مضى إلى‏ بيته ، وبعد تلك الأيّام حبلت إليصابات امرأته وأخفت نفسها خمسة أشهر قائلة : هكذا قد فعل بي الربّ في الأيّام التي فيها نظر إليّ لينزع عاري بين الناس .

الصفحه من 10