بَعضَهُ لَعلَى التُّرابِ ، وتَحتَ رأسِهِ وِسادَةٌ مَحشُوَّةٌ لِيفاً ، وإنّ فَوقَ رأسِهِ لَإهاباً عَطِناً ، وفي ناحِيَةِ المَشرُبَةِ قَرَظٌ ، فسَلَّمتُ علَيهِ فجَلَستُ ، فقلتُ : أنتَ نَبيُّ اللَّهِ وصَفوَتُهُ وكِسرى وقَيصرُ على سُرُرِ الذَّهَبِ وفُرُشِ الدِّيباجِ والحَريرِ ؟ ! فقالَ : اُولئكَ عُجِّلَت لَهُم طَيِّباتُهُم وهِيَ وَشيكَةُ الانقِطاعِ ، وإنّا قَومٌ اُخِّرَت لنا طَيِّباتُنا في آخِرَتِنا .۱
۲۰۰۳۶.بحارالأنوار : وفي خَبَرٍ آخَرَ : فلَمّا جَلَسَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وآله قد أثَّرَ الحَصيرُ في جَنبِهِ فقالَ عُمرُ : أمّا أنا فأشهَدُ أ نّكَ رَسولُ اللَّهِ ولَأنتَ أكرَمُ علَى اللَّهِ مِن قَيصرَ وكِسرى ، وهُما فيما هُما فيهِ مِن الدُّنيا وأنتَ علَى الحَصيرِ قد أثَّرَ في جَنبِكَ ، فقالَ النّبيُّ صلى اللَّه عليه وآله : أما تَرضى أن يَكونَ لَهُمُ الدُّنيا ولَنا الآخِرَةُ ؟!۲
۲۰۰۳۷.الترغيب والترهيب عن عائشة : دخَلَ أبو بَكرٍ وعُمرُ علَيهِ ... فقالَ صلى اللَّه عليه وآله : لا تَقولا هذا ، فإنّ فِراشَ كِسرى وقَيصرَ في النّارِ ، وإنّ فِراشِي وسَريري هذا عاقِبَتُهُ إلَى الجَنَّةِ .۳
۲۰۰۳۸.الطبقات الكبرى عن جُندَبِ بنِ سُفيان: أصابَتِ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وآله أشاءةُ نَخلَةٍ فأدمَت إصبَعَهُ فقالَ : ما هِي إلّا إصبَعٌ دَمِيَتْ وفي سبيلِ اللَّهِ ما لَقِيَتْ . قالَ : فحُمِلَ فوُضِعَ على سَريرٍ لَهُ مَرْمولٍ بِشُرُطٍ ، ووُضِعَ تَحتَ رأسِهِ مِرفَقَةٌ مِن أدَمٍ مَحشُوَّةٌ بلِيفٍ ، فدَخَلَ علَيهِ عُمرُ وقَد أثَّرَ الشَّريطُ بجَنبِهِ فبكى عُمرُ ، فقالَ : ما يُبكيكَ ؟ قالَ : يا رسولَ اللَّهِ، ذَكَرتُ كِسرى وقَيصرَ يَجلِسونَ على سُرُرِ الذَّهَبِ ويَلبَسونَ السُّندُسَ والإستَبرَقَ، أو قالَ : الحَريرَ والإستَبرَقَ ، فقالَ : أما تَرضَونَ أن تَكونَ لَكُمُ الآخِرَةُ ولَهُمُ الدُّنيا ؟!۴
۲۰۰۳۹.مكارمِ الأخلاقِ : جاءَهُ صلى اللَّه عليه وآله ابنُ خولي بإناءٍ فيهِ عَسَلٌ ولَبَنٌ ، فأبى أن يَشرَبَهُ ، فقالَ : شَربَتانِ في شَربَةٍ ، وإناءانِ في إناءٍ واحِدٍ ؟! فأبى أن يَشرَبَهُ ، ثُمّ قالَ : ما اُحَرِّمُهُ ، ولكنّي أكرَهُ الفَخرَ والحِسابَ بِفُضولِ الدُّنيا غَداً ، واُحِبُّ
1.الترغيب والترهيب : ۴ / ۲۰۰ / ۱۲۰ .
2.بحار الأنوار : ۱۶ / ۲۵۷ / ۳۷ .
3.الترغيب والترهيب : ۴ / ۲۰۱ / ۱۲۱ .
4.الطبقات الكبرى : ۱ / ۴۶۶ .