خصائص خاتم النبیین - الصفحه 38

وتزوّج بحفصة بنت عمر وقد قُتل زوجها خنيس بن حذاقة ببدر وبقيت أرملة .
وتزوّج بعائشة بنت أبي بكر وهي بكر .
فالتأمّل في هذه الخصوصيّات - مع ما تقدّم في صدر الكلام من جُمل سيرته في أوّل أمره وآخره وما سار به من الزهد وترك الزينة وندبه نساءه إلى‏ ذلك - لا يبقي للمتأمّل موضع شكّ في أنّ ازدواجه صلى اللَّه عليه وآله بمن تزوّج بها من النساء لم يكن على‏ حدّ غيره من عامّة الناس .
أضف إلى‏ ذلك جُمل صنائعه صلى اللَّه عليه وآله في النساء ، وإحياء ما كانت قرون الجاهليّة وأعصار الهمجيّة أماتت من حقوقهنّ في الحياة ، وأخسرته من وزنهنّ في المجتمع الإنسانيّ ؛ حتّى‏ روي أنّ آخر ما تكلّم به صلى اللَّه عليه وآله هو توصيتهنّ لجامعة الرجال ، قال صلى اللَّه عليه وآله : الصَّلاة الصَّلاةَ ، وما مَلَكَت أيمانُكُم لا تُكَلِّفوهُم ما لا يُطيقونَ ، اللَّهَ اللَّهَ في النِّساءِ فإنّهُنَّ عوانٌ في أيديكُم ... الحديث .
وكانت سيرته صلى اللَّه عليه وآله في العدل بين نسائه وحسن معاشرتهنّ ورعاية جانبهنّ ممّا يختصّ به صلى اللَّه عليه وآله على‏ ما سيأتي شذرة منه في الكلام على‏ سيرته في مستقبل المباحث إن شاء اللَّه - وكان حكم الزيادة علَى الأربع كصوم الوصال من مختصّاته التي مُنعت عنها الاُمّة ، وهذه الخصال وظهورها علَى الناس هي التي منعت أعداءه من الاعتراض عليه بذلك مع تربّصهم الدوائر به .۱

1.الميزان في تفسير القرآن : ۴ / ۱۹۵ .

الصفحه من 38