545
ميزان الحکمه المجلّد الرّابع

ذلكَ بادَرُوا إلَى اللَّهِ تعالى‏ بِالأعمالِ الزَّكِيَّةِ ، لا يَرضَونَ لَهُ بالقَليلِ ، ولا يَستَكثِرُونَ لَهُ الجَزِيلَ .۱

۱۰۰۹۵.بحار الأنوار عن محمّد بن الحنفية : لَمّا قَدِمَ أميرُ المؤمنينَ عليه السلام البصرةَ بعدَ قِتالِ أهلِ الجَمَلِ دَعاهُ الأحنَفُ بنُ قيسٍ واتَّخَذَ لَهُ طَعاماً ، فَبَعَثَ إلَيهِ صلواتُ اللَّهِ علَيهِ وإلى‏ أصحابِهِ فَأقبَلَ ثُمّ قالَ : يا أحنَفُ ، ادعُ لي أصحابِي ، فَدَخَلَ علَيهِ قَومٌ مُتَخَشِّعُونَ كأنّهُم شِنانٌ‏بَوالِي، فقالَ‏الأحنَفُ بنُ قيسٍ: يا أميرَ المؤمنينَ ، ما هذا الذي نَزَلَ بِهِم؟ أمِن قِلَّةِ الطَّعامِ ؟ أو مِن هَولِ الحَربِ ؟!
فقالَ صَلواتُ اللَّهِ علَيهِ : لا يا أحنَفُ ، إنّ اللَّهَ سبحانَهُ أحَبَّ أقواماً تَنَسَّكُوا لَهُ في دارِ الدُّنيا تَنَسُّكَ مَن هَجَمَ عَلى‏ ما عَلِمَ مِن قُربِهِم مِن يَومِ القِيامَةِ مِن قَبلِ أنِ يُشاهِدُوها ، فَحَمَلُوا أنفسَهُم على‏ مَجهُودِها .۲

۱۰۰۹۶.الإمامُ الباقرُ عليه السلام : ما شِيعَتُنا إلّا مَنِ اتَّقى‏ اللَّهَ وأطاعَهُ، وما كانوا يُعرَفُونَ إلّا بالتَّواضُعِ والتَّخَشُّعِ وأداءِ الأمانَةِ وكَثرَةِ ذِكرِ اللَّهِ .۳

۱۰۰۹۷.عنه عليه السلام : لا تَذهَبْ بِكُمُ المَذاهِبُ ، فوَاللَّهِ ما شِيعَتُنا إلّا مَن أطاعَ اللَّهَ عَزَّوجلَّ .۴

۱۰۰۹۸.تنبيه الخواطر عن أبي مريمَ عن أبي جعفرٍ عليه السلام : قالَ أبي عليه السلام يَوماً وعِندَهُ أصحابُهُ : مَن مِنكُم تَطِيبُ نَفسُهُ أن يَأخُذَ جَمرَةً في كَفِّهِ فَيُمسِكُها حتّى‏ تَطْفى‏ ؟ فَكاعَ الناسُ كُلُّهم ونَكَلُوا ، فقُمتُ فقلتُ : يا أبتِ ، أتَأمُرني أن أفعَلَ ؟ قالَ : فليسَ إيّاكَ عَنَيتُ ، إنّما أنتَ مِنّي وأنا مِنكَ ، بل إيّاهم أرَدتُ .
قالَ : فَكَرَّرَ هذا ثلاثاً ، ثُمّ قالَ : ما أكثَرَ الوَصفَ وأقَلَّ الفِعلَ ! إنّ أهلَ الفِعلِ قَليلٌ ، ألا وأنا أعرِفُ أهلَ الفِعلِ والوَصفِ مَعاً ، قالَ : فَواللَّهِ لَكأنَّما مادَت بِهِمُ الأرضُ حَياً (حَياءً) .۵

1.بحار الأنوار : ۷۸/۲۹/۹۶ ، انظر تمام الكلام .

2.بحار الأنوار : ۷/۲۱۹/۱۳۲ .

3.تحف العقول : ۲۹۵ .

4.الكافي : ۲/۷۳/۱ .

5.تنبيه الخواطر : ۲/۱۵۱ .


ميزان الحکمه المجلّد الرّابع
544

ويَبذُلُونَ أنفُسَهُم وأموالَهُم فِينا ، فاُولئكَ مِنّا وإلَينا وهُم مَعَنا في الجِنانِ.۱

۱۰۰۹۱.الإمامُ الحسنُ عليه السلام- في جَوابِ رَجُلٍ قالَ لَهُ : إنّي مِن شِيعَتِكُم -: يا عبدَ اللَّهِ ، إن كُنتَ لَنا في أوامِرِنا وزَواجِرِنا مُطِيعاً فقد صَدَقتَ ، وإن كُنتَ بخِلافِ ذلكَ فلا تَزِدْ في ذُنوبِكَ بدَعواكَ مَرتَبةً شَرِيفَةً لَستَ مِن أهلِها ، لا تَقُلْ : أنا مِن شِيعَتِكُم ، ولكن قُل : أنا مِن مُوالِيكُم ومُحِبِّيكُم ومُعادِي أعدائكُم ، وأنتَ في خَيرٍ وإلى‏ خَيرٍ .۲

۱۰۰۹۲.الإمامُ العسكريُّ عليه السلام : شِيعَةُ عليٍّ عليه السلام هُمُ الذينَ لا يُبالُونَ في سَبيلِ اللَّهِ أوَقَعَ المَوتُ علَيهِم أو وَقَعُوا عَلَى المَوتِ ، وشِيعَةُ عَليٍّ عليه السلام هُمُ الذينَ يُؤثِرُونَ إخوانَهُم على‏ أنفُسِهِم ولَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ ، وهُمُ الذينَ لا يَراهُمُ اللَّهُ حيثُ نَهاهُم ، ولا يَفقِدُهُم حيثُ أمَرَهُم ، وشِيعَةُ عليٍّ عليه السلام هُمُ الذينَ يَقتَدُونَ بِعليٍّ عليه السلام في إكرامِ إخوانِهِمُ المُؤمنينَ .۳

2 - الوَرَعُ وَالإجتِهادُ فِي طاعَةِ اللَّهِ‏

۱۰۰۹۳.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : شِيعَتِي واللَّهِ ، الحُلَماءُ ، العُلَماءُ بِاللَّهِ ودِينِهِ ، العامِلونَ بطاعَتِهِ وأمرِهِ ، المُهتَدُونَ بِحُبِّهِ ، أنضاءُ عِبادَةٍ ، أحلاسُ زَهادَةٍ ، صُفرُ الوُجوهِ مِن التَّهَجُّدِ ، عُمشُ العُيونِ مِن البُكاءِ ، ذُبُلُ الشِّفاهِ مِن الذِّكرِ ، خُمصُ البُطونِ مِنَ الطِّوى‏ ، تُعرَفُ الرَّبّانيَّةُ في وُجُوهِهِم ، والرَّهبانيَّةُ في سَمتِهِم ، مَصابيحُ كُلِّ ظُلمَةٍ ... إن شَهِدُوا لَم يُعرَفُوا ، وإن غابوا لَم يُفتَقَدُوا ، اُولئكَ شِيعَتِي الأطيَبُونَ وإخواني الأكرَمُونَ ، ألا هاه شَوقاً إلَيهِم !۴

۱۰۰۹۴.عنه عليه السلام : شيعَتُنا هُمُ العارِفُونَ بِاللَّهِ ، العامِلُونَ بِأمرِ اللَّهِ ، أهلُ الفَضائلِ ، الناطِقُونَ بالصَّوابِ ، مَأكُولُهُم القُوتُ ، ومَلبَسُهُمُ الاقتِصادُ ، ومَشيُهُمُ التَّواضُعُ... تَحسَبُهُم مَرضى‏ وقد خُولِطُوا وما هُم بذلكَ ، بَل خامَرَهُم مِن عَظَمَةِ رَبِّهم وشِدَّةِ سُلطانِهِ ما طاشَت لَهُ قُلُوبُهُم ، وذَهِلَتْ مِنهُ عُقولُهُم ، فإذا اشتاقُوا مِن

1.غرر الحكم : ۳۵۵۴ .

2.تنبيه الخواطر : ۲/۱۰۶ .

3.بحار الأنوار : ۶۸/۱۶۲/۱۱ .

4.الأمالي للطوسي : ۵۷۶/۱۱۸۹ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلّد الرّابع
عدد المشاهدين : 131702
الصفحه من 570
طباعه  ارسل الي