553
ميزان الحکمه المجلّد الرّابع

موسى‏ عليه السلام في عَصاه آمَنوا بِهِ ورَضُوا بهِ واتَّبَعوهُ وَرَفَضوا أمرَ فِرعَونَ ، واستَسلَمُوا لِكُلِّ ما نَزَلَ بِهِم ، فَسَمّاهُم فِرعَونُ الرّافِضَةَ لَمّا رَفَضوا دِينَهُ» .
فَالرافِضيّ مَن رَفَضَ كُلَّ ما كَرِهَهُ اللَّهُ تَعالى‏ ، وَفَعَلَ كُلَّ ما أمَرَهُ اللَّهُ ، فأينَ فِي الزَّمانِ مِثلُ هذا ؟!
فإنَّما بَكَيتُ عَلى‏ نَفسي خَشيَةَ أن يَطَّلِعَ اللَّهُ تَعالى‏ عَلى‏ قَلبي ، وَقَد تَقَبَّلتُ هذا الاسمَ الشّريفَ عَلى‏ نَفسي ، فَيُعاتِبَني رَبّي عَزَّوجلَّ ويَقولَ : يا عَمّارُ ، أكُنتَ رافِضاً للأباطيلِ ، عامِلاً للطّاعاتِ كَما قالَ لَكَ ؟ فَيَكونُ ذلِكَ تَقصِيراً بي فِي الدَّرَجات إن سامَحَني ، ومُوجِباً لِشَديدِ العِقابِ عَلَيَّ إن ناقَشَني ، إلّا أن يَتَدارَكَنِي مَواليّ بِشَفاعَتِهِم .
وأمّا بُكائي عَلَيكَ ، فَلِعظمِ كِذْبِكَ في تَسمِيَتي بِغَير اسمي ، وشَفَقَتي الشَّديدَةِ عَليكَ مِن عَذابِ اللَّهِ تَعالى‏ أن صَرَفتَ أشرَفَ الأسماءِ إلى‏ أن جَعَلتَهُ مِن أرذَلِها كَيفَ يَصبِرُ بَدَنُكَ عَلى‏ عَذابِ اللَّهِ، وعَذابِ كَلِمَتِكَ هذِهِ؟!۱

۱۰۱۳۹.الإمامُ الكاظمُ عليه السلام- لمّا قيلَ لَهُ مَرَرنا بِرَجُل فِي السُّوقِ وَهُوَ يُنادي : أنا مِن شيعَةِ مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ الخُلّصِ ، وَهُوَ يُنادي على‏ ثِيابٍ يَبيعُها عَلى‏ مَن يَزيدُ -: ما جَهِلَ ولا ضاعَ امرُؤٌ عَرَفَ قَدرَ نَفسِهِ ، أتَدرونَ ما مَثَلُ هذا ؟ (مَثَلُ) هذا كَمَن قالَ : أنا مِثلُ سَلمانَ وأبي ذَرٍّ والمِقدادِ وعَمّارٍ ، وَهُو مَعَ ذلكَ يُباخِسُ في بَيعِهِ ، ويُدلِّسُ عُيوبَ المَبيعِ عَلى‏ مُشتَريهِ ، وَيَشتَري الشَّي‏ءَ بِثَمَنٍ فيُزايدُ الغَريبَ يَطلُبهُ فيُوجِبُ لَهُ ، ثُمّ إذا غابَ المُشتَري قالَ : لا اُريدُهُ إلا بِكَذا ، بِدُونِ ما كانَ يَطلُبُهُ مِنهُ ، أيَكونُ هذا كَسَلمانَ وأبي ذَرٍّ والمِقدادِ وعَمّارٍ ؟! حاشَ للَّهِ أن يَكونَ هذا كَهُم ولكِن لا نَمنَعُهُ مِن أن يَقولَ : أنا مِن‏مُحِبّي مُحمّدٍ وآل مُحمّدٍ، ومِن مُوالي أولِيائهِم ومُعادي أعدائهِم.۲

۱۰۱۴۰.الإمامُ الرِّضا عليه السلام- في جَوابِ قَومٍ سَألُوهُ عَن سَبَبِ عَدَمِ إذنِهِ لَهُم في الدُّخولِ يَومَينِ -: لِدَعواكُم أنَّكُم شِيعَةُ أميرِالمُؤمنينَ عليِّ بنِ أبي طالبٍ عليه السلام.

1.التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه السلام : ۳۱۱/۱۵۷ .

2.التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه السلام : ۳۱۲/۱۵۸ .


ميزان الحکمه المجلّد الرّابع
552

2129 - مَقامُ الشِّيعَةِ فِي القِيامَةِ

۱۰۱۳۳.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : يا عليُّ ، ... هذا حَبيبي جَبرَئيلُ يُخبِرُني عنِ اللَّهِ جَلَّ جلالُهُ أ نّهُ قد أعطى‏ مُحِبَّكَ وشِيعَتَكَ سَبعَ خِصالٍ : الرِّفقَ عِندَ المَوتِ ، والاُنسَ عِندَ الوَحشَةِ ، والنورَ عندَ الظُّلمَةِ ، والأمنَ عِندَ الفَزَعِ ، والقِسطَ عِندَ المِيزانِ‏۱ ، والجَوازَ عَلَى الصِّراطِ ، ودُخولَ الجَنَّةِ قَبلَ سائرِ الناسِ مِن الاُمَمِ بثَمانينَ عاماً .۲

۱۰۱۳۴.عنه صلى اللَّه عليه وآله : تُوضَعُ يَومَ القِيامَةِ مَنابِرُ حَولَ العَرشِ لِشِيعَتِي وشِيعَةِ أهلِ بَيتِي المُخلِصِينَ في وَلايَتِنا ، ويقولُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : هَلُمُّوا يا عبادِي إلَيَّ لأَنشُرَنَّ علَيكُم كَرامَتي؛ فقد اُوذِيتُم في الدُّنيا .۳

۱۰۱۳۵.الأمالي للطوسي : - وقد سَألَ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وآله ابنُ عبّاسٍ عن قولِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ : (والسّابِقُونَ السابِقُونَ * أُولئكَ المُقَرَّبُونَ)۴ - فقال : قالَ لي جَبرَئيلُ : ذاكَ عَلِيٌّ وشِيعَتُهُ ، هُمُ السابِقونَ إلَى الجَنَّةِ المُقَرَّبُونَ مِنَ اللَّهِ بكَرامَتِهِ لَهُم .۵

۱۰۱۳۶.عنه صلى اللَّه عليه وآله : شِيعَةُ عَلِيٍّ هُمُ الفائزُونَ يَومَ القِيامَةِ .۶

۱۰۱۳۷.عنه صلى اللَّه عليه وآله- لِعليٍّ عليه السلام -: تَرِدُ شِيعَتُكَ يَومَ القِيامَةِ رِواءً غَيرَ عِطاشٍ ، ويَرِدُ عَدُوُّكُ عِطاشاً يَستَسقُونَ فَلا يُسقَونَ .۷

2130 - الانتِسابُ إلَى التَّشَيُّعِ‏

۱۰۱۳۸.التفسير المنسوب إلى الإمامِ العسكريِّ عليه السلام عَمّارٍ الدُّهْنيِّ- في جَوابِ قاضِي الكوفَةِ لمّا سَألَهُ عَن سَبَبِ بُكائهِ حِينَ سَمّاهُ رافِضيّاً -: بكيت عليك وعليّ ، أمّا بُكائي عَلى‏ نَفسي فَإنّكَ نَسَبتَني إلى‏ رُتبَةٍ شَريفَةٍ لَستُ مِن أهلِها ، زَعَمتَ أنّي رافِضيٌّ ، وَيحَكَ لَقَد حَدَّثَني الصّادِقُ عليه السلام : «إنَّ أوّلَ مَن سُمّيَ الرّافِضَةَ السَّحَرَةُ الّذينَ لَمّا شاهَدوا آيَةَ

1.قال المجلسي : والقسط عند الميزان إمّا بمعنى العدل فاختصاصه بالشيعة لأنّ غيرهم يدخلون النار بغير حساب ، أو بمعنى النصيب لأنّ لكلّ منهم نصيباً من الرحمة بحسب حاله وأعماله (بحار الأنوار : ۶۸ / ۱۱) .

2.بحار الأنوار : ۶۸/۹/۴ .

3.عيون أخبار الرِّضا : ۲/۶۰/۲۳۲ .

4.الواقعة : ۱۰ و ۱۱ .

5.الأمالي للطوسي : ۷۲/۱۰۴ .

6.عيون أخبار الرِّضا : ۲/۵۲/۲۰۱ .

7.عيون أخبار الرِّضا : ۲/۶۰/۲۳۸ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلّد الرّابع
عدد المشاهدين : 102170
الصفحه من 570
طباعه  ارسل الي