يَصعُبُ علَيها الأمرُ ومَرَّةً يَسهُلُ .
ثمّ قال أبو جعفر عليه السلام : أما إنّ أصحابَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله قالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، نَخافُ علَينا النِّفاقَ ! قالَ : فقالَ لَهُم : ولِمَ تَخافُونَ ذلكَ ؟
قالوا : إنّا إذا كُنّا عِندَكَ فَذَكَّرتَنا ، رُوِعْنا وَوَجِلنا ونَسِينا الدنيا وزَهِدنا فيها حتّى كَأنّا نُعايِنُ الآخِرَةَ والجَنَّةَ والنارَ ، ونحنُ عِندَكَ .
وإذا دَخَلنا هذهِ البُيوتَ وشَمَمْنا الأولادَ ورَأينا العِيالَ والأهلَ والمالَ يَكادُ أن نُحَوَّلَ عنِ الحالِ التي كُنّا علَيها عندَكَ، وحتّى كأنّا لَم نَكُن عَلى شَيءٍ، أفَتَخافُ علَينا أن يكونَ هذا النِّفاقَ؟
فقالَ لَهُم رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله : كَلّا ، هذا مِن خُطُواتِ الشيطانِ لِيُرَغِّبَكُم في الدنيا ، واللَّهِ لَو أنَّكُم تَدُومُونَ على الحالِ التي تَكُونُونَ علَيها وأنتُم عِندِي في الحالِ التي وَصَفتُم أنفُسَكُم بها لَصافَحَتكُمُ المَلائكةُ ومَشَيتُم عَلَى الماءِ ۱.۲
۷۹۵۲.تنبيه الخواطر عن حَنظلةَ الكاتبِ الاُسَيديّ- وكانَ مِن كُتّابِ النبيِّ صلى اللَّه عليه و آله -: كُنّا عندَ النبيِّ صلى اللَّه عليه و آله فَذَكَّرَنا الجنّةَ والنارَ حتّى كَأنّا رَأيُ عَينٍ ، فقُمتُ إلى أهلِي ووُلْدِي فَضَحِكتُ ولَعِبتُ فَذَكَرتُ الذي كُنّا فيه ، فَخَرَجتُ فَلَقِيتُ أبا بكرٍ فقلتُ: نافَقتُ يا أبا بكرٍ! قال: وما ذاك؟ قلتُ : نكونُ عندَ النبِيّ صلى اللَّه عليه و آله يُذَكِّرُنا الجَنَّةَ والنارَ كَأنّا رَأيُ عَينٍ فإذا خَرَجنا مِن عِندِهِ عافَسْنا الأرواحَ والأزواجَ والأولادَ والضَّيعاتِ فَنَسِينا .
فقال أبو بكرٍ : إنّا لَنَفعَلُ ذلكَ .
فَأتَيتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه و آله ، فَذَكَرتُ لَهُ ذلكَ فقالَ : يا حنظلةُ ، لَو كُنتُم عند أهلِيكُم كما تَكُونُونَ عِندي لَصافَحَتكُمُ المَلائكةُ على فُرُشِكُم وفي الطَّريقِ ، يا حَنظلةُ ساعَةً وساعَةً .۳
۷۹۵۳.المسيحُ عليه السلام- لَمّا قالَ الحَواريُّونَ لَهُ : ما لكَ تَمشِي على الماءِ ونحنُ لا نَقدِرُ على ذلكَ ؟! -:وما مَنزِلَةُ الدِّينارِ والدِّرهَمِ
1.بحار الأنوار: ۷۰/۵۶/۲۸.
2.انظر) باب ۱۲۷۵ حديث ۶۳۱۴ .
3.كنز العمّال : ۱۶۹۶ ، وانظر : ۱۶۹۷ ، ۱۶۹۹ ، ۱۲۲۱ .