الزهد - الصفحه 12

يَصعُبُ علَيها الأمرُ ومَرَّةً يَسهُلُ .
ثمّ قال أبو جعفر عليه السلام : أما إنّ أصحابَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله قالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، نَخافُ علَينا النِّفاقَ ! قالَ : فقالَ لَهُم : ولِمَ تَخافُونَ ذلكَ ؟
قالوا : إنّا إذا كُنّا عِندَكَ فَذَكَّرتَنا ، رُوِعْنا وَوَجِلنا ونَسِينا الدنيا وزَهِدنا فيها حتّى‏ كَأنّا نُعايِنُ الآخِرَةَ والجَنَّةَ والنارَ ، ونحنُ عِندَكَ .
وإذا دَخَلنا هذهِ البُيوتَ وشَمَمْنا الأولادَ ورَأينا العِيالَ والأهلَ والمالَ يَكادُ أن نُحَوَّلَ عنِ الحالِ التي كُنّا علَيها عندَكَ، وحتّى‏ كأنّا لَم نَكُن عَلى‏ شَي‏ءٍ، أفَتَخافُ علَينا أن يكونَ هذا النِّفاقَ؟
فقالَ لَهُم رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله : كَلّا ، هذا مِن خُطُواتِ الشيطانِ لِيُرَغِّبَكُم في الدنيا ، واللَّهِ لَو أنَّكُم تَدُومُونَ على الحالِ التي تَكُونُونَ علَيها وأنتُم عِندِي في الحالِ التي وَصَفتُم أنفُسَكُم بها لَصافَحَتكُمُ المَلائكةُ ومَشَيتُم عَلَى الماءِ ۱.۲

۷۹۵۲.تنبيه الخواطر عن حَنظلةَ الكاتبِ الاُسَيديّ- وكانَ مِن كُتّابِ النبيِّ صلى اللَّه عليه و آله -: كُنّا عندَ النبيِّ صلى اللَّه عليه و آله فَذَكَّرَنا الجنّةَ والنارَ حتّى‏ كَأنّا رَأيُ عَينٍ ، فقُمتُ إلى‏ أهلِي ووُلْدِي فَضَحِكتُ ولَعِبتُ فَذَكَرتُ الذي كُنّا فيه ، فَخَرَجتُ فَلَقِيتُ أبا بكرٍ فقلتُ: نافَقتُ يا أبا بكرٍ! قال: وما ذاك؟ قلتُ : نكونُ عندَ النبِيّ صلى اللَّه عليه و آله يُذَكِّرُنا الجَنَّةَ والنارَ كَأنّا رَأيُ عَينٍ فإذا خَرَجنا مِن عِندِهِ عافَسْنا الأرواحَ والأزواجَ والأولادَ والضَّيعاتِ فَنَسِينا .
فقال أبو بكرٍ : إنّا لَنَفعَلُ ذلكَ .
فَأتَيتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه و آله ، فَذَكَرتُ لَهُ ذلكَ فقالَ : يا حنظلةُ ، لَو كُنتُم عند أهلِيكُم كما تَكُونُونَ عِندي لَصافَحَتكُمُ المَلائكةُ على‏ فُرُشِكُم وفي الطَّريقِ ، يا حَنظلةُ ساعَةً وساعَةً .۳

۷۹۵۳.المسيحُ عليه السلام- لَمّا قالَ الحَواريُّونَ لَهُ : ما لكَ تَمشِي على الماءِ ونحنُ لا نَقدِرُ على‏ ذلكَ ؟! -:وما مَنزِلَةُ الدِّينارِ والدِّرهَمِ

1.بحار الأنوار: ۷۰/۵۶/۲۸.

2.انظر) باب ۱۲۷۵ حديث ۶۳۱۴ .

3.كنز العمّال : ۱۶۹۶ ، وانظر : ۱۶۹۷ ، ۱۶۹۹ ، ۱۲۲۱ .

الصفحه من 16