المسجد - الصفحه 9

المُؤْمِنِينَ وَإِرصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الحُسْنى‏ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ).۱

الحديث :

۸۵۰۴.مجمعُ البيانِ- في تفسيرِ قولِهِ تعالى‏ :(وإِرْصاداً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسولَهُ مِن قَبْلُ)-: أي أرصَدُوا ذلكَ المسجدَ واتَّخذُوهُ وأعَدُّوا لأبِي عامرٍ الراهِبِ ، وهو الذي حارَبَ اللَّهَ ورسولَهُ مِن قَبلُ وكانَ مِن قِصَّتِهِ أ نّهُ كانَ قد تَرَهَّبَ في الجاهليَّةِ ولَبِسَ المُسُوحَ فَلَمّا قَدِمَ النبيُّ صلى اللَّه عليه و آله المدينةَ حَسَدَهُ وحَزَّبَ عليه الأحزابَ ، ثُمّ هَرَبَ بَعدَ فَتحِ مَكَّةَ إلى الطائفِ فَلَمّا أسلَمَ أهلُ الطائفِ لَحِقَ بالشامِ وخَرَجَ إلى‏الرومِ وتَنَصَّرَ، وهو أبوحَنظَلَةَ غَسِيلِ‏الملائكةِ...
وسَمّى‏ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله أبا عامرٍ الفاسقَ، وكانَ قَد أرسَلَ إلى المُنافقينَ أنِ استَعِدُّوا وابنُوا مَسجِداً فإنّي أذهَبُ إلى قَيصَرَ وآتي مِن عندِهِ بِجُنُودٍ واُخرِجُ محمّداً مِنَ المدينةِ.
فكانَ هؤلاءِ المنافقونَ يَتَوَقَّعُونَ أن يَجِيئَهم أبو عامرٍ ، فَماتَ قَبلَ أن يَبلُغَ مَلِكَ الرُّومِ...
فَأطلَعَ اللَّهُ نَبِيَّهُ عَلى‏ فَسادِ طَوِيَّتِهِم وخُبثِ سَرِيرَتِهِم... فَوَجَّهَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله عند قُدُومِهِ مِن تَبُوكَ عاصمَ بنَ عَوفٍ العَجلانيَّ ومالكَ بنَ الدخشمَ... فقال لهما : اِنطَلِقا إلى‏ هذا المسجِدِ الظالِمِ أهلُهُ فَاهدِماهُ وحَرِّقاهُ ، ورُوِيَ أ نّه بَعَثَ عمّارَ بنَ ياسرٍ ووَحشِيّاً فَحَرَّقاهُ ، وأمَرَ بأن يُتَّخَذَ كُناسةً يُلقى‏ فيها الجِيَفُ .۲

(انظر) بحار الأنوار : 21 / 252 باب 30.

1.التوبة : ۱۰۷ .

2.مجمع البيان : ۵/۱۱۰.

الصفحه من 10