إلّا مَن أدّى حَقَّها .۱
۲۰۸۴۰.عنه : قالَ صلى اللَّه عليه وآله : لاغِرارَ في صَلاةٍ ولا تَسليمَ .۲
۲۰۸۴۱.عنه صلى اللَّه عليه وآله : لا تَناجَشوا ولا تَدابَروا .۳
۲۰۸۴۲.ثواب الأعمال عن أبي هريرة و عبدِاللَّهِ بن عبّاسٍ : خَطَبَنا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله قَبلَ وَفاتِهِ - وهِيَ آخِرُ خُطبَةٍ خَطَبَها بالمَدينَةِ حتّى لَحِقَ باللَّهِ عَزَّوجلَّ - فوَعَظَ بمَواعِظَ ذَرَفَت مِنها العُيونُ ، ووَجِلَت مِنها القُلوبُ ، واقشَعَرَّت مِنها الجُلودُ ، وتَقَلقَلَت مِنها الأحشاءُ ، أمرَ بِلالاً فَنادى : الصّلاةَ جامِعَةً ، فاجتَمعَ النّاسُ ، وخَرجَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله حتَّى ارتَقَى المِنبَرَ فقالَ : أيُّها النّاس ، اُدْنوا ووَسِّعوا لِمَن خَلفَكُم (قالَها ثَلاثَ مَرّاتٍ) ، فدَنا النّاسُ وانضَمَّ بَعضُهُم إلى بَعضٍ ، فالتَفَتوا فلَم يَرَوا خَلفَهُم أحَداً ، ثُمّ قالَ :
يا أيُّها النّاسُ ، اُدْنُوا ووَسِّعوا لِمَن خَلفَكُم ، فقالَ رجُلٌ : يا رسولَ اللَّهِ، لِمَن نُوَسِّعُ ؟ قالَ : للمَلائكَةِ ، فقالَ : إنّهُم إذا كانوا مَعَكُم لَم يَكونوا مِن بَينِ أيديكُم ولا مِن خَلفِكُم ولكنْ يَكونونَ عَن أيمانِكُم وعَن شَمائلِكُم ، فقالَ رجُلٌ : يا رسولَ اللَّهِ، لِمَ لا يَكونونَ مِن بَينِ أيدينا ولا مِن خَلفِنا ، أمِن فَضلِنا علَيهِم أم فَضلِهِم علَينا ؟ قالَ : أنتُم
1.الصُّعُداتُ الطُّرقُ ، وهُو مأخوذٌ مِن الصَّعيدِ ، والصَّعيدُ التُّرابُ ، وجَمعُ الصَّعيدِ الصُّعُدُ ، ثُمّ الصُّعُداتُ جَمعُ الجَمعِ ، كما يقالُ : طَريقٌ وطُرُقٌ ثُمّ طُرُقاتٌ ، قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ (فتَيَمَّمُوا صَعيداً طَيِّباً) (النساء : ۴۳) ، (المائدة : ۶) فالتَّيَمُّمُ التَّعَمُّدُ للشّيءِ يقالُ مِنهُ : أمَمتُ (في المصدر «أمت» و الصحيح ما أثبتناه كما في بحار الأنوار : ۷۵/۴۶۶) فُلاناً (فأنا) أؤمُّهُ أمّاً وتَأمَّمتُهُ وتَيَمَّمتُهُ كُلُّهُ تَعَمَّدتُهُ وقَصَدتُ لَهُ ، وقد رُويَ عَنِ الصّادقِ عليه السلام أ نّهُ قالَ : الصَّعيدُ المَوضِعُ المُرتَفِعُ ، والطَّيِّبُ (المَوضِعُ) الّذي يَنحَدِرُ عَنهُ الماءُ (معاني الأخبار : ۲۸۳) .
2.الغِرارُ النُّقصانُ ، أمّا في الصَّلاةِ ففي تَركِ إتمامِ رُكُوعِها وسُجُودِها ، ونُقصانِ اللَّبثِ في رَكعَةٍ عن اللَّبثِ في الرَّكعَةِ الاُخرى ، ومِنهُ قَولُ الصّادقِ عليه السلام: الصَّلاةُ مِيزانٌ ، مَن وفَى استَوفى ، ومِنهُ قَولُ النّبيِّ صلى اللَّه عليه وآله : الصَّلاةُ مِكيالٌ فمَن وَفى وُفِيَ لَهُ ، فهذا الغِرارُ في الصّلاةِ . وأمّا الغِرارُ في التّسليمِ فأنْ يقولَ الرّجُلُ : السّلامُ علَيكَ (أ) و يَرُدَّهُ فيقولَ : وعلَيكَ ، ولا يقولَ وعلَيكُمُ السّلامُ . ويُكرَهُ تَجاوُزُ الحَدِّ في الرَّدِّ كما يُكرَهُ الغِرارُ ؛ وذلكَ أنَّ الصّادقَ عليه السلام سَلَّمَ على رجُلٍ فقالَ لَهُ الرّجُلُ : وعلَيكُمُ السّلامُ ورحمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ ومَغفِرَتُهُ ورِضوانُهُ ، فقالَ : لا تُجاوِزوا بِنا قَولَ المَلائكَةِ لأبِينا إبراهيمَ عليه السلام : (رَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ علَيْكُمْ أهْلَ البَيْتِ إنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ) (هود : ۷۳) (معاني الأخبار : ۲۸۳).
3.مَعناهُ أن يَزيدَ الرّجُلُ الرّجُلَ في ثَمَنِ السِّلعَةِ وهُو لا يُريدُ شِراءها ، ولكنْ ليَسمَعَهُ غَيرُهُ فيَزيدَ لِزيادَتِهِ ، والنّاجِشُ الخائنُ . وأمّا التّدابُرُ فالمُصارَمَةُ والهِجرانُ ، مَأخوذٌ مِن أن يُولِّيَ الرّجُلُ صاحِبَهُ دُبُرَهُ ويُعرِضَ عَنهُ بوَجهِهِ (معاني الأخبار : ۲۸۴) .