قَولَهُ تعالى : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على شاكِلَتِهِ) يَعني على نِيَّتِهِ .۱
  ۲۰۹۸۸.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : إنّ اللَّهَ يَحشُرُ النّاسَ على نِيّاتِهِم يَومَ القِيامَةِ .۲
  ۲۰۹۸۹.تفسير القمّى : - في قولِهِ تعالى : (قُلْ كُلٌّ يَعمَلُ على شاكِلَتِهِ) - : على نِيَّتِهِ (فَرَبُّكُم أعْلَمُ بمَنْ هُوَ أهْدى سَبيلاً)، فإنّهُ حَدَّثَني أبي عن جعفرِ ابنِ إبراهيمَ عن أبيالحسنِ الرِّضا عليه السلام قالَ : إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ أوقَفَ المُؤمنَ بَينَ يَدَيهِ فَيكونُ هُوالّذييَتَولّى حِسابَهُ ، فَيعرِضُ علَيهِ عَمَلَهُ فَيَنظُرُ في صَحيفَتِهِ ، فأوَّلُ ما يَرى سَيّئاتِهِ فيَتَغيَّرُ لذلكَ لَونُهُ ، وتَرتَعِشُ فَرائصُهُ ، وتَفزَعُ نَفسُهُ ، ثُمّ يَرى حَسَناتِهِفتَقَرُّ عَينُهُ،وتُسَرُّ نَفسُهُ،وتَفرَحُ رُوحُهُ ، ثُمّ يَنظُرُ إلى ما أعطاهُ اللَّهُ مِن الثَّوابِ فيَشتَدُّ فَرَحُهُ .
 ثُمّ يقولُ اللَّهُ للمَلائكةِ : هَلِمُّوا الصُّحُفَ الّتي فيها الأعمالُ الّتي لَم يَعمَلوها ! قالَ : فيَقرؤونَها ثُمّ يَقولونَ : وعِزَّتِكَ، إنّكَ لَتَعلَمُ أنّا لَم نَعمَلْ مِنها شَيئاً ! فيقولُ : صَدَقتُم ، نَوَيتُموها فكَتَبناها لَكُم ، ثُمّ يُثابُونَ علَيها .۳
التّفسير :
قوله تعالى : (قُلْ كلٌّ يَعْمَلُ على شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أهْدى سَبيلاً) المشاكلة - على ما في «المفردات» - من الشَّكل وهو تقييد الدّابّة ، ويسمّى ما يقيّد به شِكالاً بكسر الشّين . والشّاكلة هي السّجيّة ؛ سمّي بها لتقييدها الإنسان أن يجري على ما يناسبها وتقتضيه .
 وفي «المجمع» : الشّاكلة الطريقة والمذهب ، يقال : هذا طريق ذو شواكل أي ينشعب منه طرق جماعة ، انتهى . وكأنّ تسميتهما بها لما فيها من تقييد العابرين والمنتحلين بالتزامهما وعدم التخلّف عنهما . وقيل : الشّاكلة من الشَّكل بفتح الشّين بمعنَى المِثل ، وقيل : إنّها من الشِّكل بكسر الشّين بمعنَى الهيئة .