يبيّنه المثقال من حال المتاع الموزون به ثقلاً وخفّةً ، كما أنّ واحد الطول - وهو الذراع أو المتر مثلاً - ميزان يوزن به الأطوال فإن انطبق الطول علَى الواحد المقياس فهو وإلّا ترك .
ففي الأعمال واحد مقياس توزن به ، فللصلاة مثلاً ميزان توزن به ، وهي الصلاة التامّة التي هي حقّ الصلاة ، وللزكاة والإنفاق نظير ذلك ، وللكلام والقول حقّ القول الذي لا يشتمل على باطل ... وهكذا ، كما يشير إليه قوله تعالى :(يا أيُّها الّذِينَ آمَنوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ) .۱
فالأقرب بِالنظر إلى هذا البيان أن يكون المراد بقوله : (والوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الحَقُّ) أنّ الوزن الذي يوزن به الأعمال يومئذٍ إنّما هو الحقّ ؛ فبقدر اشتمال العمل علَى الحقّ يكون اعتباره وقيمته ، والحسنات مشتملة علَى الحقّ فلها ثقل ، كما أنّ السيّئات ليست إلّا باطلة فلا ثقل لها ، فاللَّه سبحانه يزن الأعمال يومئذٍ بِالحقّ ؛ فما اشتمل عليه العمل من الحقّ فهو وزنه وثقله .۲
الحديث :
۲۱۶۸۱.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله- في وَصيَّتِهِ لابنِ مَسعودٍ -: يا بنَ مَسعودٍ ، اِحذَرْ يَوماً تُنشَرُ فيهِ الصَّحائفُ وتَظهَرُ فيهِ الفَضائحُ؛ فإنَّ اللَّهَ تعالى يقولُ : (ونَضَعُ المَوازينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيامَةِ) .۳
۲۱۶۸۲.عنه صلى اللَّه عليه وآله- في قَولِ اللَّهِ لآدمَ يومَ القِيامَةِ -: قُمْ عِندَ المِيزانِ فانظُرْ ما يُرفَعُ إلَيكَ مِن أعمالِهِم ، فمَن رَجَحَ مِنهُم خَيرُهُ على شَرِّهِ مِثقالَ ذَرَّةٍ فلَهُ الجَنّةُ .۴
۲۱۶۸۳.عنه صلى اللَّه عليه وآله : يُجاءُ بِالعَبدِ يَومَ القِيامَةِ فتُوضَعُ حَسَناتُهُ في كِفَّةٍ وسَيّئاتُهُ في كِفَّةٍ فتَرجَحُ السَّيّئاتُ ، فتَجيءُ بِطاقَةٌ فتَقَعُ