385
ميزان الحکمه المجلّد التّاسع

ثِقْ بِاللَّهِ تَكُن عارِفاً ، وارْضَ بِما قَسَمَهُ لَكَ تَكُن غَنِيّاً ، صاحِبْ بمِثلِ ما يُصاحِبونَكَ بهِ تَزدَدْ إيماناً ، ولا تُصاحِبِ الفاجِرَ فيُعَلِّمَكَ مِن فُجورِهِ ، وشاوِرْ في أمرِكَ الّذينَ يَخشَونَ اللَّهَ عَزَّوجلَّ .
ثُمّ أمسَكَ عليه السلام فقُلتُ : يابنَ بِنتِ رسولِ اللَّهِ ، زِدْني ! فقالَ عليه السلام : يا سُفيانُ ، من أرادَ عِزّاً بِلا سُلطانٍ وكَثرَةً بِلا إخوانٍ وهَيبَةً بِلا مالٍ فلْيَنتَقِلْ مِن ذُلِّ مَعاصي اللَّهِ إلى‏ عِزِّ طاعَتِهِ .
ثُمّ أمسَكَ عليه السلام فقُلتُ : يا بنَ بِنتِ رسولِ اللَّهِ ، زِدْني ! فقالَ عليه السلام : يا سُفيانُ ، أدَّبَني أبي عليه السلام بثَلاثٍ ونَهاني عَن ثَلاثٍ : فأمّا اللَّواتي أدَّبَني بهِنَّ فإنّهُ قالَ لي : يا بُنَيَّ ، مَن يَصحَبْ صاحِبَ السَّوءِ لا يَسلَمْ ، ومَن لا يُقَيِّدْ ألفاظَهُ يَندَمْ ، ومَن يَدخُلْ مَداخِلَ السَّوءِ يُتَّهَمْ . قلتُ : يابنَ بِنتِ رسولِ اللَّهِ ، فما الثّلاثُ اللَّواتي نَهاكَ عَنهُنَّ ؟ قالَ عليه السلام: نَهاني أن اُصاحِبَ حاسِدَ نِعمَةٍ ، وشامِتاً بمُصيبَةٍ ، أو حامِلَ نَميمَةٍ .۱

۲۱۷۷۷.تحف العقول : قَالَ الصّادِقُ عليه السلام لِلمُفَضَّلِ - : اُوصِيكَ بسِتِّ خِصالٍ تُبلِّغُهُنَّ شِيعَتي . [قالَ المفضَّلُ : ]قلتُ : وما هُنَّ يا سَيّدي ؟ قالَ عليه السلام : أداءُ الأمانَةِ إلى‏ مَنِ ائتَمنَكَ ، وأنْ تَرضى‏ لأخِيكَ ما تَرضى‏ لنفسِكَ ، واعلَمْ أنّ للاُمورِ أواخرَ فاحذَرِ العَواقِبَ ، وأنّ للاُمورِ بَغَتاتٍ فكُن على‏ حَذَرٍ ، وإيّاكَ ومُرتَقى‏ جَبَلٍ سَهلٍ إذا كانَ المُنحَدَرُ وَعْراً ، ولا تَعِدَنَّ أخاكَ وَعْداً لَيسَ في يَدِكَ وَفاؤهُ .۲

(انظر) العلم : باب 2829 .
الوصيّة لما بعد الموت : باب 4028 .
بحار الأنوار : 78 / 190 باب 23 .

4022 - وَصايا الإمامِ الكاظِمِ عليه السلام‏

۲۱۷۷۸.الكافي عن عليّ بن سويدٍ عن الإمامِ الكاظمِ عليه السلام، قالَ : قلتُ لهُ : أوصِني، فقالَ : آمُرُكَ بتَقوَى اللَّهِ ، ثُمّ سَكَتَ . فشَكَوتُ إلَيهِ قِلَّةَ ذاتِ يَدي ، وقُلتُ : واللَّهِ ، لَقَد عَرَيتُ حتّى‏ بَلغَ مِن عُريَتي أنّ أبا فُلانٍ نَزَعَ ثَوبَينِ كانا علَيهِ وكَسانِيهِما ! فقالَ : صُمْ وتَصَدَّقْ ! قلتُ :

1.تحف العقول : ۳۷۶ .

2.تحف العقول : ۳۶۷ .


ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
384

تأخُذوا بِها فيما بَينَكُم وبَينَهُم ، فإذا ابتُلِيتُم بذلكَ مِنهُم فإنَّهُم سَيُؤذُونَكُم وتَعرِفونَ في وجوهِهِمُ المُنكَرَ ، ولَولا أنَّ اللَّهَ تعالى‏ يَدفَعُهُم عَنكُم لَسَطَوا۱ بِكُم ، وما في صُدُورِهِم مِن العَداوَةِ والبَغضاءِ أكثَرُ مِمّا يُبدُونَ لَكُم . مَجالِسُكُم ومَجالِسُهُم واحِدَةٌ ، وأرواحُكُم وأرواحُهُم مُختَلِفَةٌ لا تَأتَلِفُ ، لا تُحِبُّونَهُم أبَداً ولا يُحِبُّونَكُم ، غَيرَ أنّ اللَّهَ تعالى‏ أكرَمَكُم بِالحَقِّ وبَصَّرَكُموهُ ولَم يَجعَلْهُم مِن‏أهلِهِ فتُجامِلونَهُم وتَصبِرونَ علَيهِم ولا مُجامَلَةَ لَهُم ولا صَبرَ لَهُم على‏ شي‏ءٍ۲، وحِيَلُهُم وَسواسُ بَعضِهِم إلى‏ بَعضٍ ؛ فإنَّ أعداءَ اللَّهِ إنِ استَطاعُوا صَدُّوكُم عَنِ الحَقِّ ، فيَعصِمُكُم اللَّهُ مِن ذلكَ... .۳

۲۱۷۷۴.عنه عليه السلام : اُوصِيكَ بتَقوَى اللَّهِ ؛ فإنَّ اللَّهَ قد ضَمِنَ لمَنِ اتَّقاهُ أن يُحَوِّلَهُ عمّا يَكرَهُ إلى‏ ما يُحِبُّ ، ويَرزُقَهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ .۴

۲۱۷۷۵.الأمالي للطوسي عن يَحيى‏ بنِ العَلاءِ وإسحاق بن عمّارٍ عَن الإمامِ الصّادقِ عليه السلام : ما وَدَّعَنا قَطُّ إلّا أوصانا بخَصلَتَينِ : علَيكُم بصِدقِ الحَديثِ وأداءِ الأمانَةِ إلَى البَرِّ والفاجِرِ ؛ فإنّهُما مِفتاحُ الرِّزقِ .۵

۲۱۷۷۶.تحف العقول عن سُفيان الثَّوريِّ : دَخَلتُ علَى الصّادق عليه السلام فقُلتُ لَهُ : أوصِني بوَصيَّةٍ أحفَظُها مِن بَعدِكَ ، قالَ عليه السلام : وتَحفَظُ يا سُفيانُ ؟ قلتُ : أجَلْ يابنَ بِنتِ رسولِ اللَّهِ . قالَ عليه السلام : يا سُفيانُ، لا مُرُوّةَ لِكَذوبٍ ، ولا راحَةَ لِحَسودٍ ، ولا إخاءَ لِمُلوكٍ ، ولا خُلَّةَ لِمُختالٍ ، ولا سُؤدَدَ۶لِسَيِّئِ الخُلقِ .
ثُمّ أمسَكَ عليه السلام فقُلتُ : يابنَ بِنتِ رسولِ اللَّهِ ، زِدْني ! فقالَ عليه السلام : يا سُفيانُ ،

1.سطابه يسطوا سطواً : قهره وأذلّه (المصباح المنير : ۲۷۶) .

2.قال العلّامة المجلسي رحمة اللَّه: اعلم أنّه يظهر من بعض النسخ المصحّحة أنّه قد اختلّ نظم هذا الحديث وترتيبه بسبب تقديم بعض الورقات وتأخير بعضها. وفيها قوله : «لا صبر لهم على شي‏ء» متّصل بقوله فيما بعد : «من اُموركم» هكذا : «ولا صبرلهم على‏ شي‏ء من اُموركم تدفعون أنتم السيّئة» إلى آخر ما سيأتي، وهو الصواب (مرآة العقول : ۲۵/۷) .

3.الكافي : ۸/۲/۱ ، انظر تمام الرسالة .

4.الكافي : ۸/۴۹/۹ .

5.الأمالي للطوسيّ : ۶۷۶/۱۴۲۹ .

6.السودد والسؤدد : الشرف والمجد (لسان العرب : ۳/۲۲۸) .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
عدد المشاهدين : 188413
الصفحه من 643
طباعه  ارسل الي