تأخُذوا بِها فيما بَينَكُم وبَينَهُم ، فإذا ابتُلِيتُم بذلكَ مِنهُم فإنَّهُم سَيُؤذُونَكُم وتَعرِفونَ في وجوهِهِمُ المُنكَرَ ، ولَولا أنَّ اللَّهَ تعالى يَدفَعُهُم عَنكُم لَسَطَوا۱ بِكُم ، وما في صُدُورِهِم مِن العَداوَةِ والبَغضاءِ أكثَرُ مِمّا يُبدُونَ لَكُم . مَجالِسُكُم ومَجالِسُهُم واحِدَةٌ ، وأرواحُكُم وأرواحُهُم مُختَلِفَةٌ لا تَأتَلِفُ ، لا تُحِبُّونَهُم أبَداً ولا يُحِبُّونَكُم ، غَيرَ أنّ اللَّهَ تعالى أكرَمَكُم بِالحَقِّ وبَصَّرَكُموهُ ولَم يَجعَلْهُم مِنأهلِهِ فتُجامِلونَهُم وتَصبِرونَ علَيهِم ولا مُجامَلَةَ لَهُم ولا صَبرَ لَهُم على شيءٍ۲، وحِيَلُهُم وَسواسُ بَعضِهِم إلى بَعضٍ ؛ فإنَّ أعداءَ اللَّهِ إنِ استَطاعُوا صَدُّوكُم عَنِ الحَقِّ ، فيَعصِمُكُم اللَّهُ مِن ذلكَ... .۳
۲۱۷۷۴.عنه عليه السلام : اُوصِيكَ بتَقوَى اللَّهِ ؛ فإنَّ اللَّهَ قد ضَمِنَ لمَنِ اتَّقاهُ أن يُحَوِّلَهُ عمّا يَكرَهُ إلى ما يُحِبُّ ، ويَرزُقَهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ .۴
۲۱۷۷۵.الأمالي للطوسي عن يَحيى بنِ العَلاءِ وإسحاق بن عمّارٍ عَن الإمامِ الصّادقِ عليه السلام : ما وَدَّعَنا قَطُّ إلّا أوصانا بخَصلَتَينِ : علَيكُم بصِدقِ الحَديثِ وأداءِ الأمانَةِ إلَى البَرِّ والفاجِرِ ؛ فإنّهُما مِفتاحُ الرِّزقِ .۵
۲۱۷۷۶.تحف العقول عن سُفيان الثَّوريِّ : دَخَلتُ علَى الصّادق عليه السلام فقُلتُ لَهُ : أوصِني بوَصيَّةٍ أحفَظُها مِن بَعدِكَ ، قالَ عليه السلام : وتَحفَظُ يا سُفيانُ ؟ قلتُ : أجَلْ يابنَ بِنتِ رسولِ اللَّهِ . قالَ عليه السلام : يا سُفيانُ، لا مُرُوّةَ لِكَذوبٍ ، ولا راحَةَ لِحَسودٍ ، ولا إخاءَ لِمُلوكٍ ، ولا خُلَّةَ لِمُختالٍ ، ولا سُؤدَدَ۶لِسَيِّئِ الخُلقِ .
ثُمّ أمسَكَ عليه السلام فقُلتُ : يابنَ بِنتِ رسولِ اللَّهِ ، زِدْني ! فقالَ عليه السلام : يا سُفيانُ ،
1.سطابه يسطوا سطواً : قهره وأذلّه (المصباح المنير : ۲۷۶) .
2.قال العلّامة المجلسي رحمة اللَّه: اعلم أنّه يظهر من بعض النسخ المصحّحة أنّه قد اختلّ نظم هذا الحديث وترتيبه بسبب تقديم بعض الورقات وتأخير بعضها. وفيها قوله : «لا صبر لهم على شيء» متّصل بقوله فيما بعد : «من اُموركم» هكذا : «ولا صبرلهم على شيء من اُموركم تدفعون أنتم السيّئة» إلى آخر ما سيأتي، وهو الصواب (مرآة العقول : ۲۵/۷) .
3.الكافي : ۸/۲/۱ ، انظر تمام الرسالة .
4.الكافي : ۸/۴۹/۹ .
5.الأمالي للطوسيّ : ۶۷۶/۱۴۲۹ .
6.السودد والسؤدد : الشرف والمجد (لسان العرب : ۳/۲۲۸) .