435
ميزان الحکمه المجلّد التّاسع

۲۲۰۱۷.عنه عليه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَكُم :إنّ العَبدَ لايَقدِرُ على‏ أن يَخدِمَ رَبَّينِ ، ولا مَحالَةَ أنّهُ يُؤثِرُ أحدَهُما علَى الآخَرِ وإن جَهِدَ ، كذلكَ لا يَجتَمِعُ لَكُم حُبُّ اللَّهِ وحُبُّ الدُّنيا .۱

۲۲۰۱۸.عنه عليه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : إنّ شَرَّ النّاسِ لَرجُلٌ عالِمٌ آثَرَ دُنياهُ على‏ عِلمِهِ ، فأحَبَّها وطَلَبَها وجَهِدَ علَيها ؛ حتّى‏ لَوِ استَطاع أن يَجعَلَ النّاسَ في حَيرَةٍ لَفَعَلَ ، وماذا يُغني عَنِ الأعمى‏ سَعَةُ نُورِ الشَّمسِ وهُو لا يُبصِرُها ؟! كذلكَ لايُغني عَنِ العالِمِ عِلمُهُ إذ هُو لَم يَعمَلْ بهِ . ما أكثَرَ ثِمارَ الشَّجَرِ ولَيسَ كُلُّها يَنفَعُ ويُؤكَلُ ! وما أكثَرَ العُلَماءَ ولَيسَ كُلُّهُم يَنتَفِعُ بماعَلِمَ ! وما أوسَعَ الأرضَ ولَيسَ كُلُّها تُسكَنُ ! وما أكثَرَ المُتَكلِّمِينَ ولَيسَ كُلُّ كَلامِهِم يُصَدَّقُ ! فاحتَفِظوا مِن العُلَماءِ الكَذَبَةِ الّذينَ علَيهِم ثِيابُ الصُّوفِ ، مُنَكِّسي رُؤوسِهِم إلَى الأرضِ، يُزَوِّرونَ‏۲ بهِ الخَطايا ، يَرمُقونَ مِن تَحتِ حَواجِبِهِم كما تَرمُقُ الذِّئابُ ، وقَولُهُم يُخالِفُ فِعلَهُم ، وهَل يُجتَنى‏ مِن العَوسَجِ العِنَبُ ؟! ومِنَ الحَنظَلِ التِّينُ ؟! وكذلكَ لا يُؤَثِّرُ قَولُ العالِمِ الكاذِبِ إلّا زُوراً ، ولَيس كُلُّ مَن يَقولُ يَصدُقُ .۳

۲۲۰۱۹.عنه عليه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : إنّ الزَّرعَ يَنبُتُ في السَّهلِ ولا يَنبُتُ في الصَّفا ، وكذلك الحِكمَةُ تَعمُرُ في قَلبِ المُتَواضِعِ ولاتَعمُرُ في قَلبِ المُتَكبِّرِ الجَبّارِ . ألَم تَعلَموا أنّهُ مَن شَمَخَ برَأسِهِ‏۴ إلَى السَّقفِ شَجَّهُ ، ومَن خَفَضَ برَأسِهِ عَنهُ استَظَلَّ تَحتَهُ وأكنَّهُ ؟! وكذلكَ مَن لَم يَتَواضَعْ للَّهِ خَفَضَهُ ، ومَن تَواضَعَ للَّهِ رَفَعَهُ ، إنّهُ لَيسَ على‏ كُلِّ حالٍ يَصلُحُ العَسَلُ في الزِّقاقِ ، وكذلكَ القُلوبُ لَيسَ على‏ كُلِّ حالٍ تَعمُرُ الحِكمَةُ فيها . إنّ الزِّقَّ مالَم يَنخَرِقْ أو يَقحَلْ أو يَتفُلْ فسَوفَ يَكونُ لِلعَسَلِ وِعاءً ، وكذلكَ القُلوبُ مالَم تَخرِقْها الشَّهَواتُ ويُدَنِّسْها الطَّمَعُ ويُقَسِّها النَّعيمُ فسَوفَ

1.تحف العقول : ۵۰۳ .

2.التّزوير : تزيينُ الكذب ، و - أيضاً - : إصْلاحُ الشّي‏ء . (لسان العرب : ۴/۳۳۷) .

3.تحف العقول : ۵۰۳ .

4.شمخ : علا وارتفع (لسان العرب : ۳/۳۰) .


ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
434

القُلوبِ الشَّهوَةَ ، وكَفى‏ بِها لِصاحِبِها فِتنَةً .۱

۲۲۰۱۴.عنه عليه السلام : طوبى‏ لِمَن جَعَلَ بَصَرَهُ في قَلبهِ ، ولَم يَجعَلْ قَلبَهُ في نَظَرِ عَينِهِ ، لا تَنظُروا في عُيوبِ النّاسِ كالأربابِ ، وانظُروا في عُيوبِهِم كهَيئَةِ عَبيدِ النّاسِ ، إنّما النّاسُ رجُلانِ : مُبتلىً ومُعافىً ، فارحَموا المُبتلى‏ ، واحمَدوا اللَّهَ علَى العافِيَةِ .۲

۲۲۰۱۵.عنه عليه السلام : يا بَني إسرائيلَ، أمَا تَستَحيونَ مِن اللَّهِ ؟ ! إنّ أحَدَكُم لايَسُوغُ لَهُ شَرابُهُ حتّى‏ يُصَفِّيَهِ مِن القَذى‏۳ ، ولايُبالِي أن يَبلُغَ أمثالَ الفِيَلَةِ مِن الحَرامِ ! ألَم تَسمَعوا أنّهُ قِيلَ لَكُم في التَّوراةِ : صِلُوا أرحامَكُم ، وكافِئوا أرْحامَكُم ؟! وأنا أقولُ لَكُم : صِلوا مَن قَطَعَكُم ، واعطَوا مَن مَنَعَكُم ، وأحسِنوا إلى‏ مَن أساءَ إلَيكُم ، وسَلِّموا على‏ مَن سَبَّكُم ، وأنصِفوا مَن خاصَمَكُم ، واعفُوا عَمَّن ظَلَمَكُم ، كما أنّكُم تُحِبّونَ أن يُعفى‏ عَن إساءتِكُم فاعتَبِروا بعَفوِ اللَّهِ عَنكُم . ألاَ تَرَونَ أنّ شَمسَهُ أشرَقَت علَى الأبرارِ والفُجّارِ مِنكُم ، وأنّ مَطرَهُ يَنزِلُ علَى الصّالِحينَ والخاطِئينَ مِنكُم ؟!فإن كُنتُم لا تُحِبّونَ إلّا مَن أحَبَّكُم ولا تُحسِنونَ إلّا إلى‏ مَن أحسَنَ إلَيكُم ولا تُكافِئونَ إلّا مَن أعطاكُم فما فَضلُكُم إذاً على‏ غَيرِكُم ؟! وقَد يَصنَعُ هذا السُّفَهاءُ الّذينَ لَيسَت عِندَهُم فُضُولٌ ولا لَهُم أحلامٌ ، ولكنْ إن أرَدتُم أن تَكونوا أحِبّاءَ اللَّهِ وأصفِياءَ اللَّهِ فأحسِنوا إلى‏ مَن أساءَ إلَيكُم ، واعفُوا عَمَّن ظَلَمَكُم ، وسَلِّموا على‏ مَن أعرَضَ عَنكُم،اسمَعوا قَولي،واحفَظوا وَصِيَّتي، وارعَوا عَهدي كَيما تَكُونوا عُلَماءَ فُقَهاءَ .۴

۲۲۰۱۶.عنه عليه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : إنَّ قُلوبَكُم بِحَيثُ تَكونُ كُنوزُكُم ، ولِذلكَ النّاسُ يُحِبّونَ أموالَهُم وتَتُوقُ‏۵ إلَيها أنفُسُهُم ، فضَعوا كُنوزَكُم في السَّماءِ حيثُ لا يَأكُلُها السُّوسُ ، ولا يَنالُها اللُّصوصُ .۶

1.تحف العقول : ۵۰۲ .

2.تحف العقول : ۵۰۲ .

3.القذى‏ : وهو مايقع في العين والماء و الشراب من تراب أو تبق أو وسخ أو غير ذلك (النهاية : ۴/۳۰) .

4.تحف العقول : ۵۰۳ .

5.تاقت نفسي إلى الشي‏ء : أي اشتاقت (الصحاح : ۴/۱۴۵۳) .

6.تحف العقول : ۵۰۳ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
عدد المشاهدين : 233622
الصفحه من 643
طباعه  ارسل الي