437
ميزان الحکمه المجلّد التّاسع

اللَّهِ وتَكرَهونَ لِقاءهُ ؟! فكَيفَ يُحِبُّ اللَّهُ لِقاءكُم وأنتُم تَكرَهونَ لِقاءهُ ؟! فإنّما يُحِبُّ اللَّهُ لِقاءَ مَن يُحِبُّ لِقاءهُ ، ويَكرَهُ لِقاءَ مَن يَكرَهُ لِقاءهُ ، وكَيفَ تَزعُمون أنَّكُم أولياءُ اللَّهِ مِن‏دُونِ النّاسِ وأنتُم تَفِرُّونَ مِن المَوتِ وتَعتَصِمونَ بِالدُّنيا ؟ فماذا يُغني عَنِ المَيِّتِ طِيبُ رِيحِ حَنوطِهِ وبَياضُ أكفانِهِ وكُلَّ ذلكَ يَكونُ في التُّرابِ ؟!كذلكَ لا يُغني عَنكُم بَهجَةُ دُنياكُمُ الّتي زُيِّنَت لَكُم ، وكُلُّ ذلكَ إلى‏ سَلَبٍ وزَوالٍ . ماذا يُغني عَنكُم نَقاءُ أجسادِكُم وصَفاءُ ألوانِكُم وإلَى المَوتِ تَصيرونَ ، وفي التُّرابِ تُنسَونَ ، وفي ظُلمَةِ القَبرِ تُغمَرونَ ؟!۱

۲۲۰۲۵.عنه عليه السلام : وَيلَكُم يا عَبيدَ الدُّنيا ! تَحمِلونَ السِّراجَ في ضَوءِ الشَّمسِ وضَوؤها كانَ يَكفيكُم ، وتَدَعونَ أن تَستَضيئوا بِها في الظُّلَمِ ومِن أجلِ ذلكَ سُخِّرَت لَكُم ! كذلكَ استَضأتُم بِنُورِ العِلمِ لأمرِ الدُّنيا وقَد كُفِيتُموهُ ، وتَرَكتُم أن تَستَضيئوا بهِ لأمرِ الآخِرَةِ ومِن أجلِ ذلكَ اُعطِيتُموهُ ، تَقولونَ : إنّ الآخِرَةَ حَقٌّ، وأنتُم تُمَهِّدونَ الدُّنيا ! وتَقولونَ : إنّ المَوتَ حَقٌّ، وأنتُم تَفِرُّونَ مِنهُ ! وتَقولونَ : إنّ اللَّهَ يَسمَعُ ويَرى‏، ولاتَخافُونَ إحصاءهُ علَيكُم ! وكَيفَ يُصَدِّقُكُم مَن سَمِعَكُم ؟! فإنَّ مَن كَذَبَ مِن غَيرِ عِلمٍ أعذَرُ مِمَّن كَذَبَ على‏ عِلمٍ ، وإن كانَ لا عُذرَ في شي‏ءٍ مِن الكِذبِ .۲

۲۲۰۲۶.عنه عليه السلام : بحَقٍّ أقولُ لَكُم : إنّ الدّابَّةَ إذا لَم تُرتَكَبْ ولَم تُمتَهَنْ‏۳ وتُستَعمَلْ لَتَصعُبُ ويَتَغيَّرُ خُلقُها ، وكذلكَ القُلوبُ إذا لَم تُرفَقْ بذِكرِ المَوتِ وتُتعِبْها دُؤوبُ العِبادَةِ۴ تَقسو وتَغلُظُ .۵

۲۲۰۲۷.عنه عليه السلام : ماذا يُغني عَنِ البَيتِ المُظلِمِ أن يُوضَعَ السِّراجُ فَوقَ ظَهرِهِ وجَوفُهُ وَحشٌ مُظلِمٌ ؟! كذلكَ لا يُغني عَنكُم أن يَكونَ نُورُ العِلمِ بأفواهِكُم وأجوافُكُم مِنهُ وَحشَةٌ مُعَطّلَةٌ !

1.تحف العقول : ۵۰۵ .

2.تحف العقول : ۵۰۶ .

3.كلّ ما عُلي فقد رُكب وارتُكب . امتهنه : استعمله للمهنة (لسان العرب : ۱/۴۲۸ و ج ۱۳/۴۲۵ .

4.دأب : جدّ وتعب (لسان العرب : ۱/۳۶۸) .

5.تحف العقول : ۵۰۶ .


ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
436

تَكونُ أوعِيَةً للحِكمَةِ .۱

۲۲۰۲۰.عنه عليه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : إنّ الحَريقَ لَيَقَعُ في البَيتِ الواحِدِ فلا يَزالُ يَنتَقِلُ مِن بَيتٍ إلى‏ بَيتٍ حتّى‏ تَحتَرِقَ بُيوتٌ كَثيرَةٌ ، إلّا أن يُستَدرَكَ البَيتُ الأوَّلُ فيُهدَمَ مِن قَواعِدهِ فلا تَجِدَ فيهِ النّارُ مَعمَلاً ، وكذلكَ الظّالِمُ الأوَّلُ لَو يُؤخَذُ على‏ يَدَيهِ لَم يُوجَدْ مِن بَعدِهِ إمامٌ ظالِمٌ فيَأتَمُّونَ‏۲بهِ، كما لَو لَم تَجِدِ النّارُ في البَيتِ الأوَّلِ خَشَباً وألواحاً لَم تُحرِقْ شَيئاً .۳

۲۲۰۲۱.عنه عليه السلام :بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : مَن نَظَرَ إلَى الحَيَّةِ تَؤُمُّ أخاهُ لِتَلدَغَهُ ولَم يُحَذِّرْهُ حتّى‏ قَتَلَتْهُ فلا يَأمَنْ أن يَكونَ قَد شَرِكَ في دَمِهِ ،وكذلكَ مَن نَظَرَ إلى‏ أخيهِ يَعمَلُ الخَطيئةَ ولَم يُحَذِّرْهُ عاقِبَتَها حتّى‏ أحاطَت بهِ فلا يأمَنْ أن يَكونَ قَد شَرِكَ في إثمِهِ. ومَن قَدَرَ على‏ أن يُغَيِّرَ الظّالِمَ ثُمّ لَم يُغَيِّرْهُ فهُو كفاعِلِهِ ، وكَيفَ يَهابُ الظّالِمُ وقَد أمِنَ بَينَ أظهُرِكُم لا يُنهى‏ ولا يُغَيَّرُ علَيهِ ولا يُؤخَذُ على‏ يَدَيهِ ؟! فمِن أينَ يُقصِرُ الظّالِمونَ أم كَيفَ لا يَغتَرُّونَ ؟ ! فحَسِبَ أن يَقولَ أحَدُكُم : لا أظلِمُ ومَن شاءَ فلْيَظلِمْ ، ويَرَى الظُّلمَ فلا يُغَيِّرُهُ ! فلَو كانَ الأمرُ على‏ ما تَقولونَ لَم تُعاقَبوا مَع الظّالِمينَ الّذينَ لَم تَعمَلوا بأعمالِهِم حِينَ تَنزِلُ بِهِمُ العَثرَةُ في الدُّنيا .۴

۲۲۰۲۲.عنه عليه السلام : وَيلَكُم ياعَبيدَ السَّوءِ ! كَيفَ تَرجُونَ أن‏يؤمِنَكُمُ‏اللَّهُ مِن‏فَزَعِ يَومِ القِيامَةِ وأنتُم تَخافُونَ النّاسَ في طاعَةِ اللَّهِ ، وتُطيعونَهُم في مَعصيَتِهِ ، وتَفُونَ لَهُم بِالعُهودِ النّاقِضَةِ لِعَهدِهِ ؟! بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : لايُؤمِنُ اللَّهُ مِن فَزَعِ ذلكَ اليَومِ مَنِ اتّخَذَ العِبادَ أرباباً مِن دُونِهِ .۵

۲۲۰۲۳.عنه عليه السلام : وَيلَكُم يا عَبيدَ السَّوءِ ، مِن أجلِ دُنيا دَنِيَّةٍ وشَهوَةٍ رَدِيَّةٍ تُفَرِّطونَ في مُلكِ الجَنَّةِ ، وتَنسَونَ هَولَ يَومِ القِيامَةِ !۶

۲۲۰۲۴.عنه عليه السلام : وَيلَكُم يا عَبيدَ الدّنيا ! مِن أجلِ نِعمَةٍ زائلَةٍ وحَياةٍ مُنقَطِعَةٍ تَفِرُّونَ مِن

1.تحف العقول : ۵۰۴ .

2.كذا في الكتاب ، وفي نسخة «فيؤتمّ به» وهو الأصحّ . (كما في هامش بحار الأنوار : ۱۴/۳۰۸).

3.تحف العقول : ۵۰۴ .

4.تحف العقول : ۵۰۴ ، ۵۰۵ .

5.تحف العقول : ۵۰۴ ، ۵۰۵ .

6.تحف العقول : ۵۰۴ ، ۵۰۵ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
عدد المشاهدين : 233620
الصفحه من 643
طباعه  ارسل الي