439
ميزان الحکمه المجلّد التّاسع

الطَّريقِ ؛ حتّى‏ تَكونوا عِظَةً لِلمُتَّقينَ ونَكالاً لِلظّالِمينَ .۱

۲۲۰۳۱.عنه عليه السلام : وَيلَكُم ياعُلَماءَ السَّوءِ ! لا تُحَدِّثوا أنفُسَكُم أنّ آجالَكُم تَستأخِرُ مِن أجلِ أنّ المَوتَ لَم يَنزِلْ بِكُم ، فكأنَّهُ قد حَلَّ بِكُم فأظعَنَكُم، فمِنَ الآنَ فاجعَلوا الدَّعوَةَ في آذانِكُم ، ومِن الآنَ فنُوحُوا على‏ أنفُسِكُم ، ومِن الآنَ فابكُوا على‏ خَطاياكُم ، ومِن الآنَ فتَجَهَّزوا وخُذوا اُهبَتَكُم‏۲ ، وبادِروا التَّوبَةَ إلى‏ ربِّكُم .۳

۲۲۰۳۲.عنه عليه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : إنّهُ كما يَنظُرُ المَريضُ إلى‏ طَيِّبِ الطَّعامِ فلا يَلتَذُّهُ مَع ما يَجِدُهُ مِن شِدَّةِ الوَجَعِ ، كذلكَ صاحِبُ الدُّنيا لا يَلتَذُّ بِالعِبادَةِ ولايَجِدُ حَلاوَتَها مَع ما يَجِدُ مِن حُبِّ المالِ ، وكما يَلتَذُّ المَريضُ نَعتَ الطَّبيبِ العالِمِ بما يَرجو فيهِ مِن الشِّفاءِ فإذا ذَكرَ مَرارَةَ الدَّواءِ وطَعمَهُ كدَّرَ علَيهِ الشِّفاءَ ، كذلكَ أهلُ الدُّنيا يَلتَذّونَ بِبَهجَتِها وأنواعِ ما فيها ، فإذا ذَكَروا فَجأةَ المَوتِ كَدَّرَها علَيهِم وأفسَدَها .۴

۲۲۰۳۳.عنه عليه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : إنَّ كُلَّ النّاسِ يُبصِرُ النُّجومَ ولكنْ لا يَهتَدي بِها إلّا مَن يَعرِفُ مَجارِيَها ومَنازِلَها ، وكذلكَ تَدرُسونَ الحِكمَةَ ولكنْ لا يَهتَدي لَها مِنكُم إلّا مَن عَمِلَ بِها . وَيلَكُم ياعَبيدَ الدُّنيا! نَقُّوا القَمحَ وطَيِّبُوهُ ، وأدِقُّوا طَحنَهُ تَجِدوا طَعمَهُ [وَ] ۵ يَهْنِئكُم أكلُهُ ، كذلكَ فأخلِصوا الإيمانَ تَجِدوا حَلاوَتَهُ ويَنفَعْكُم غِبُّهُ ۶ . ۷

۲۲۰۳۴.عنه عليه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : لَو وَجَدتُم سِراجاً يَتَوَقَّدُ بِالقَطِرانِ في لَيلَةٍ مُظلِمَةٍ لَاستَضَأتُم بهِ لَم يَمنَعْكُم مِنهُ رِيحُ قَطِرانِهِ ، كذلكَ يَنبَغي لَكُم أن تأخُذوا الحِكمَةَ مِمّن وَجَدتُموها مَعهُ ولا يَمنَعَكُم مِنهُ سُوءُ رَغبَتِهِ فيها .۸

۲۲۰۳۵.عنه عليه السلام : وَيلَكُم يا عَبيدَ الدُّنيا ! لا كَحُكَماءَ تَعقِلونَ ، ولا كَحُلَماءَ

1.تحف العقول : ۵۰۷ .

2.الاُهْبة : العدّة (القاموس المحيط : ۱/۳۷) .

3.تحف العقول : ۵۰۷ .

4.تحف العقول : ۵۰۷ .

5.ما بين المعقوفين سقط من المصدر ، وأضفناه من بحار الأنوار: ۱۴/۳۱۰.

6.الغبّ : عاقبة الشي‏ء (مجمع البحرين : ۲/۱۳۰۳) .

7.تحف العقول : ۵۰۷.

8.تحف العقول : ۵۰۸ .


ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
438

فأسْرِعوا إلى‏ بُيوتِكُم المُظلِمَةِ فأنِيروا فيها ، كذلكَ فأسرِعوا إلى‏ قُلوبِكُمُ القاسِيَةِ بِالحِكمَةِ قَبلَ أن تَرِينَ علَيها الخَطايا۱ فتَكونَ أقسى‏ مِن الحِجارَةِ .۲

۲۲۰۲۸.عنه عليه السلام : كَيفَ يُطيقُ حَملَ الأثقالِ مَن لا يَستَعينُ على‏ حَملِها ؟! أم كَيفَ تُحَطُّ أوزارُ مَن لا يَستَغفِرُ اللَّهَ مِنها ؟! أم كَيفَ تَنقى‏ ثِيابُ مَن لا يَغسِلُها ؟! وكَيفَ يَبرأُ مِن الخَطايا مَن لا يُكفِّرُها ؟!۳ أم كَيفَ يَنجو مِن غَرَقِ البَحرِ مَن يَعبُرُ بِغَيرِ سَفينَةٍ ؟! وكَيفَ يَنجُو مِن فِتَنِ الدُّنيا مَن لَم يُداوِها بِالجِدِّ والاجتِهادِ ؟! وكَيفَ يَبلُغُ مَن يُسافِرُ بغَيرِ دَليلٍ ؟! وكَيفَ يَصيرُ إلَى الجَنَّةِ مَن لا يُبصِرُ مَعالِمَ الدِّينِ ؟! وكَيفَ يَنالُ مَرضاةَ اللَّهِ مَن لا يُطيعُهُ ؟! وكَيفَ يُبصِرُ عَيبَ وَجهِهِ مَن لا يَنظُرُ في المِرآةِ ؟! وكَيفَ يَستَكمِلُ حُبَّ خَليلِهِ مَن لا يَبذُلُ لَهُ بَعضَ ما عِندَهُ؟! وكَيفَ يَستَكمِلُ حُبَّ رَبِّهِ مَن لا يُقرِضُهُ بَعضَ ما رَزقَهُ ؟!۴

۲۲۰۲۹.عنه عليه السلام : بحَقٍّ أقولُ لَكُم : إنّهُ كما لا يَنقُصُ البَحرَ أن تَغرَقَ فيهِ السَّفينَةُ ولا يَضُرُّهُ ذلكَ شيئاً ، كذلكَ لا تَنقُصونَ اللَّهَ بِمَعاصِيكُم شيئاً ولا تَضُرُّونَهُ ، بَل أنفسَكُم تَضُرُّونَ وإيّاها تَنقُصونَ . وكما لا تَنقُصُ نورُ الشَّمسِ كَثرَةُ مَن يَتَقَلَّبُ فيها بَل بهِ يَعيشُ ويَحيى‏ ، كذلكَ لا يَنقُصُ اللَّهَ كثَرَةُ ما يُعطيكُم ويَرزُقُكُم ، بَل برِزقِهِ تَعيشُونَ وبهِ تَحيَونَ ، يَزيدُ مَن شَكرَهُ إنّهُ شاكِرٌ عَلِيمٌ .۵

۲۲۰۳۰.عنه عليه السلام : وَيلَكُم يا اُجرَاءَ السَّوءِ ! الأجرَ تَستَوفُونَ ، والرِّزقَ تَأكُلونَ ، والكِسوَةَ تَلبَسونَ ، والمَنازِلَ تَبنُونَ ، وعَمَلَ مَنِ استَأجَرَكُم تُفسِدونَ ! يُوشِكَ رَبُّ هذا العَمَلِ أن يُطالِبَكُم فيَنظُرَ في عَمَلِهِ الّذي أفسَدتُم فيُنزِلَ بِكُم ما يُخزِيكُم ، ويأمُرَ برِقابِكُم فتُجَذَّ مِن اُصولِها۶ ، ويأمُرَ بأيدِيكُم فتُقطَعَ مِن مَفاصِلِها ، ثُمَّ يأمُرَ بِجُثَثِكُم فتُجَرَّ على‏ بُطونِها ، حتّى‏ تُوضَعَ على‏ قَوارِعِ

1.ران على قلوبهم : أي غلب على قلوبهم كسب الذنوب (مجمع البحرين : ۲ / ۷۶۱) .

2.تحف العقول : ۵۰۶ .

3.تُكفِّر الخطيئة : أي تمحوها و تسترها (لسان العرب : ۵/۱۴۹) .

4.تحف العقول : ۵۰۶ .

5.تحف العقول : ۵۰۷ .

6.الجَذّ : القطع (النهاية : ۱/۲۵۰) .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
عدد المشاهدين : 233590
الصفحه من 643
طباعه  ارسل الي