يَرِثونَ النُّورَ الدّائمَ ؛ مِن أجلِ أنّهُم قامُوا في ظُلمَةِ اللَّيلِ على‏ أرجُلِهِم في مَساجِدِهِم يَتَضَرَّعونَ إلى‏ ربِّهِم رَجاءَ أن يُنَجِّيَهُم في الشِّدَّةِ غَداً .^۱

۲۲۰۵۲.عنه عليه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : إنّ الدُّنيا خُلِقَت مَزرَعةً تَزرَعُ فيها العِبادُ الحُلوَ والمُرَّ والشَّرَّ والخَيرَ ، والخَيرُ لَهُ مَغَبَّةٌ^۲ نافِعَةٌ يَومَ الحِسابِ ، والشَّرُّ لَهُ عَناءٌ وشَقاءٌ يَومَ الحَصادِ .^۳

۲۲۰۵۳.عنه عليه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : إنّ الحَكيمَ يَعتَبِرُ بِالجاهِلِ، والجاهِلَ يَعتَبِرُ بِهَواهُ ، اُوصِيكُم أن تَختِموا على‏ أفواهِكُم بِالصَّمتِ حتّى‏ لايَخرُجَ مِنها ما لا يَحِلُّ لَكُم.^۴

۲۲۰۵۴.عنه عليه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَكُم: إنَّكُم لا تُدرِكونَ ما تَأمَلونَ إلّا بِالصَّبرِ على‏ ماتَكرَهونَ، ولا تَبتَغونَ ما تُريدونَ إلّا بِتَركِ ماتَشتَهونَ .^۵

۲۲۰۵۵.عنه عليه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : يا عَبيدَ الدُّنيا ، كَيفَ يُدرِكُ الآخِرَةَ مَن لاتَنقُصُ شَهوَتُهُ مِن الدُّنيا ولا تَنقَطِعُ مِنها رَغبَتُهُ ؟ !^۶

۲۲۰۵۶.عنه عليه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : يا عَبيدَ الدُّنيا ، ما الدُّنيا تُحِبُّونَ ، ولا الآخِرَةَ تَرجُونَ ، لَو كُنتُم تُحِبُّونَ الدُّنيا أكرَمتُم العَمَلَ الّذي بهِ أدرَكتُموها ، ولَو كُنتُم تُريدونَ الآخِرَةَ عَمِلتُم عَمَلَ مَن يَرجُوها .^۷

۲۲۰۵۷.عنه عليه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : ياعَبيدَ الدُّنيا ، إنّ أحَدَكُم يُبغِضُ صاحِبَهُ علَى الظَّنِّ ، ولا يُبغِضُ نَفسَهُ علَى اليَقينِ . بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : إنّ أحَدَكُم لَيَغضَبُ إذا ذُكِرَ لَهُ بَعضُ عُيوبِهِ وهِي حَقٌّ ، ويَفرَحُ إذا مُدِحَ بما لَيسَ فيهِ .^۸

۲۲۰۵۸.عنه عليه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : إنّ أرواحَ الشَّياطينِ ما عَمَّرَت في شَي‏ءٍ ما عَمَّرت في قُلوبِكُم ، فإنّما أعطاكُمُ اللَّهُ الدُّنيا لِتَعمَلوا فيها للآخِرَةِ ولَم يُعطِكُموها لِتَشغَلَكُم عَنِ الآخِرَةِ ، وإنّما بَسَطَها لَكُم لِتَعلَموا أنّهُ أعانَكُم بِها علَى العِبادَةِ ولَم يُعِنْكُم بها علَى الخَطايا ، وإنّما أمَرَكُم فيها بطاعَتِهِ ولم يَأمُرْكُم فيها بِمَعصيَتِهِ ، وإنّما أعانَكُم بِها علَى الحلالِ ولَم يُحِلَّ لَكُم بِها الحَرامَ ، وإنّما وَسَّعها لَكُم لِتَواصَلوا فيها ولَم يُوسِّعْها لَكُم لِتَقاطَعوا فِيها .^۹

نَكَصتُم على‏ أعقابِكُم ؟! وَيلَكُم ، ألَم تَكونوا أذِلَّةً فأعَزَّكُم فلَمّا عَزَزتُم قَهَرتُم واعتَدَيتُم وعَصَيتُم ؟! وَيلَكُم ، ألَم تَكونوا مُستَضعَفِينَ في الأرضِ تَخافُونَ أن يَتَخَطَّفَكُمُ‏^۱ النّاسُ فنَصَرَكُم وأيَّدَكُم فلَمّا نَصَرَكُمُ استَكبَرتُم وتَجَبَّرتُم ؟! فيا وَيلَكُم مِن ذُلِّ يَومِ القِيامَةِ ، كَيفَ يُهِينُكُم ويُصَغِّرُكُم ؟! ويا وَيلَكُم يا عُلَماءَ السَّوءِ ! إنَّكُم لَتَعمَلونَ عَمَلَ المُلحِدينَ ، وتأمُلونَ أمَلَ الوارِثينِ ، وتَطمَئنّونَ بِطُمَأنِينَةِ الآمِنينَ ، ولَيس أمرُ اللَّهِ على‏ ما تَتَمَنَّونَ وتَتَخَيَّرونَ ، بَل لِلمَوتِ تَتَوالَدُونَ ، ولِلخَرابِ تَبنُونَ وتَعمُرونَ ، ولِلوارِثينَ تُمَهِّدونَ .^۲

۲۲۰۴۶.عنه عليه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَكُم :إنّ موسى‏ عليه السلام كانَ يأمُرُكُم أن [لا تَحلِفواباللَّهِ كاذِبينَ ، وأنا أقولُ:^۳لاتَحلِفوا باللَّهِ صادِقينَ ولا كاذِبينَ ، ولكنْ قُولوا: لا ، ونَعَم .^۴

۲۲۰۴۷.عنه عليه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : ماذا يُغني عن الجَسَدِ إذا كانَ ظاهِرُهُ صَحيحاً وباطِنُهُ فاسِداً ؟ وما تُغني عَنكُم أجسادُكُم إذا أعجَبَتكُم وقد فَسَدَت قُلوبُكُم ؟! وما يُغني عَنكُم أن تُنَقُّوا جُلودَكُم وقُلوبُكُم دَنِسَةٌ ؟!^۵

۲۲۰۴۸.عنه عليه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : لا تَكُونوا كالمُنخُلِ يُخرِجُ الدَّقيقَ الطَّيِّبَ ويُمسِكُ النُّخالَةَ ، كذلكَ أنتُم تُخرِجونَ‏الحِكمَةَ مِن أفواهِكُم ويَبقَى الغِلُّ في‏صُدورِكُم!^۶

۲۲۰۴۹.عنه عليه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : اِبدَؤوا بِالشَّرِّ فاترُكوهُ ، ثُمّ اطلُبوا الخَيرَ يَنفَعْكُم ، فإنَّكُم إذا جَمَعتُمُ الخَيرَ مَع الشَّرِّ لَم يَنفَعْكُم الخَيرُ .^۷

۲۲۰۵۰.عنه عليه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : إنَّ الّذي يَخوضُ النَّهرَ لا بُدَّ أن يُصيبَ ثَوبَهُ الماءُ وإن جَهِدَ أن لا يُصيبَهُ ،كذلكَ مَن يُحِبُّ الدُّنيا لا يَنجُو مِن الخَطايا .^۸

۲۲۰۵۱.عنه عليه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : طُوبى‏ لِلّذينَ يَتَهَجَّدونَ مِن اللَّيلِ ، اُولئكَ الّذين