513
ميزان الحکمه المجلّد التّاسع

۲۲۴۲۳.عنه عليه السلام: إنّ أهلَ التَّقوى‏ أيسَرُ أهلِ الدُّنيا مَؤونَةً ، وأكثَرُهُم لكَ مَعونَةً ، تَذكُرُ فيُعِينونَكَ ، وإن نَسِيتَ ذَكَّروكَ ، قَوّالُونَ بأمرِ اللَّهِ ، قَوّامُونَ على‏ أمرِ اللَّهِ ، قَطَعوا مَحَبَّتَهُم بمَحَبَّةِ رَبِّهِم ، ووَحَّشوا الدُّنيا لِطاعَةِ مَليكِهِم ، ونَظَروا إلَى اللَّهِ عَزَّوجلَّ وإلى‏ مَحَبَّتِهِ بِقُلوبِهِم ، وعَلِموا أنّ ذلكَ هُو المَنظورُ إلَيهِ ، لِعَظيمِ شَأنِهِ .۱

۲۲۴۲۴.عنه عليه السلام: كانَ أميرُ المؤمنينَ عليه السلام يقولُ : إنّ لِأهلِ التَّقوى‏ عَلاماتٍ يُعرَفونَ بِها: صِدقُ الحَديثِ، وأداءُ الأمانَةِ ، والوَفاءُ بِالعَهدِ ... وقِلَّةُ المُؤاتاةِ لِلنِّساءِ ، وبَذلُ المَعروفِ ، وحُسنُ الخُلقِ ، وسَعَةُ الحِلمِ ، واتِّباعُ العِلمِ فيما يُقَرِّبُ إلَى اللَّهِ عَزَّوجلَّ .۲

۲۲۴۲۵.عنه عليه السلام: لِلمُتَّقي ثَلاثُ عَلاماتٍ : إخلاصُ العَمَلِ ، وقِصَرُ الأمَلِ ، واغتِنامُ المَهَلِ .۳

(انظر) الدِين : باب 1323 .
الإيمان : باب 296 - 301 .

4107 - ما يورِثُ التَّقوى‏

الكتاب :

(وَأَنَّ هذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) .۴

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) .۵

(انظر) البقرة: 63 ، الأعراف: 63 .

الحديث :

۲۲۴۲۶.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : لا يَبلُغُ العَبدُ أن يَكونَ مِن المُتَّقينَ حتّى‏ يَدَعَ ما لا بَأسَ بهِ حَذَراً لِما بهِ بَأسٌ .۶

۲۲۴۲۷.عنه صلى اللَّه عليه وآله : إنَّ المُتَّقينَ الّذينَ يَتَّقونَ اللَّهَ مِن الشّي‏ءِ الّذي لا يُتَّقى‏ مِنهُ خَوفاً مِن الدُّخولِ في الشُّبهَةِ .۷

۲۲۴۲۸.عنه صلى اللَّه عليه وآله- في وصِيَّتِهِ لأبي ذرٍّ -: يا أبا ذرٍّ، لا يكونُ الرّجُلُ مِن المُتَّقينَ حتّى‏ يُحاسِبَ نَفسَهُ أشَدَّ مِن مُحاسَبَةِ الشَّريكِ لِشَريكِهِ ، فيَعلَمَ مِن أينَ

1.الكافي : ۲/۱۳۳/۱۶ .

2.الخصال : ۴۸۳/۵۶ .

3.غرر الحكم : ۷۳۷۰ .

4.الأنعام : ۱۵۳ .

5.البقرة : ۱۸۳ .

6.كنز العمّال : ۵۶۴۲ .

7.تنبيه الخواطر : ۲/۶۲ .


ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
512

أمرُهُ ، حَريزاً دِينُهُ، مَيِّتَةً شَهوَتُهُ ، مَكظوماً غَيظُهُ ، الخَيرُ مِنهُ مَأمولٌ ، والشَّرُّ مِنهُ مَأمونٌ .
إن كانَ في الغافِلينَ كُتِبَ في الذّاكِرينَ وإن كانَ في الذّاكِرينَ ، لَم يُكتَبْ مِن الغافِلينَ ، يَعفُو عَمَّن ظَلَمَهُ ، ويُعطي مَن حَرَمَهُ ، ويَصِلُ مَن قَطَعَهُ ، بَعيداً فُحشُهُ ، لَيِّناً قَولُهُ ، غائباً مُنكَرُهُ ، حاضِراً مَعروفُهُ ، مُقبِلاً خَيرُهُ ، مُدبِراً شَرُّهُ .
في الزَّلازلِ وَقورٌ ، وفي المَكارِهِ صَبورٌ ، وفي الرَّخاءِ شَكورٌ، لا يَحيفُ على‏ مَن يُبغِضُ، ولا يَأثَمُ فِيمَن يُحِبُّ . يَعتَرِفُ بِالحَقِّ قَبلَ أن يُشهَدَ علَيهِ ، لا يُضِيعُ ما استُحفِظَ ، ولا يَنسى‏ ما ذُكِّرَ ، ولا يُنابِزُ بالألقابِ ، ولا يُضارُّ بِالجارِ ، ولا يَشمَتُ بِالمَصائبِ، ولا يَدخُلُ في الباطِلِ ، ولا يَخرُجُ مِن الحَقِّ .
إن صَمَتَ لَم يَغُمَّهُ صَمتُهُ ، وإن ضَحِكَ لَم يَعْلُ صَوتُهُ ، وإن بُغِيَ علَيهِ صَبَرَ حتّى‏ يَكونَ اللَّهُ هُو الّذي يَنتَقِمُ لَهُ . نَفسُهُ مِنهُ في عَناءٍ والنّاسُ مِنهُ في راحَةٍ، أتعَبَ نفسَهُ لآخِرَتِهِ ، وأراحَ النّاسَ مِن نَفسِهِ . بُعدُهُ عَمَّن تَباعَدَ عَنهُ زُهدٌ ونَزاهَةٌ ، ودُنُوُّهُ مِمَّن دَنا مِنهُ لِينٌ ورَحمَةٌ . لَيسَ تَباعُدُهُ بِكِبرٍ وعَظَمَةٍ ، ولا دُنُوُّهُ بِمَكرٍ وخَديعَةٍ .
قالَ : فصَعِقَ هَمّامٌ صَعقَةً كانَت نَفسُهُ فيها .
فقالَ أميرُ المؤمنينَ عليه السلام : أما واللَّهِ لَقد كُنتُ أخافُها علَيهِ ، ثُمّ قالَ : هكذا تَصنَعُ‏المَواعِظُ البالِغَةُ بأهلِها .
فقالَ لَهُ قائلٌ : فما بالُكَ يا أميرَ المؤمنينَ ؟! فقالَ عليه السلام : وَيحَكَ ! إنّ لِكُلِّ أجَلٍ وَقتاً لا يَعدُوهُ وسَبَباً لا يَتَجاوَزُهُ ، فمَهلاً لا تَعُدْ لِمِثلِها ، فإنَّما نَفَثَ الشَّيطانُ على‏ لِسانِكَ .۱

۲۲۴۲۲.الإمامُ الباقرُ عليه السلام : إنّ أهلَ التَّقوى‏ هُمُ الأغنِياءُ ، أغناهُمُ القَليلُ مِن الدُّنيا ، فمَؤونَتُهُم يَسيرَةٌ ، إن نَسِيتَ الخَيرَ ذَكَّروكَ ، وإن عَمِلتَ بهِ أعانُوكَ ، أخَّرُوا شَهَواتِهِم ولَذّاتِهِم خَلفَهُم ، وقَدَّمُوا طاعَةَ رَبِّهِم أمامَهُم ، ونَظَروا إلى‏ سَبيلِ الخَيرِ وإلى‏ وَلايَةِ أحِبّاءِ اللَّهِ فأحَبُّوهُم ، وتَولَّوهُم واتَّبَعُوهُم .۲

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۳ .

2.بحار الأنوار : ۷۸/۱۶۶/۲ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
عدد المشاهدين : 183308
الصفحه من 643
طباعه  ارسل الي