517
ميزان الحکمه المجلّد التّاسع

فجعل الإيمان باللَّه كشجرة لها أصل وهو التوحيد لا محالة ، واُكل تؤتيه كلّ حين بإذن ربّها وهو العمل الصالح ، وفرع وهو الخلق الكريم كالتقوى‏ والعفّة والمعرفة والشجاعة والعدالة والرحمة ونظائرها.
وقال تعالى‏ : (إلَيهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ والعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ)۱ ، فجعل سعادة الصعود إلَى اللَّه - وهو القرب منه تعالى‏ - للكلم الطيّب وهو الاعتقاد الحقّ ، وجعل العمل الذي يصلح له ويناسبه هو الذي يرفعه ويمدّه في صعوده .
بيان ذلك : إنّ من المعلوم أن الإنسان لا يتمّ له كماله النوعيّ ولا يسعد في حياته - التي لا بغية له أعظم من إسعادها - إلّا باجتماع من أفراد يتعاونون على‏ أعمال الحياة على‏ ما فيها من الكثرة والتنوّع ، وليس يقوَى الواحد من الإنسان علَى الإتيان بها جميعاً .
وهذا هو الذي أحوج الإنسان الاجتماعيّ الى‏ أن يتسنّن بسنن وقوانين يحفظ بها حقوق الأفراد عن الضيعة والفساد ؛ حتّى‏ يعمل كلّ منهم ما في وسعه العمل به ، ثمّ يبادلوا أعمالهم فينال كلّ من النتائج المعدّة ما يعادل عمله ويقدره وزنه الاجتماعيّ من غير أن يَظلم القويّ المقتدر أو يُظلم الضعيف العاجز .
ومن المسلّم أن هذه السنن والقوانين لا تثبت مؤثّرة إلّا بسنن وقوانين اُخرى‏ جزائيّة تهدّد المتخلّفين عن السنن والقوانين المتعدّين على‏ حقوق ذوي الحقوق ، وتخوّفهم بِالسيّئة قبال السيّئة ، وباُخرى‏ تشوّقهم وترغّبهم في عمل الخيرات ، وتضمن إجراء الجميع القوّة الحاكمة التي تحكم فيهم وتتسيطر عليهم بِالعدل والصدق .
وإنما تتحقّق هذه الاُمنية إذا كانت القوّة المجرية للقوانين عالمة بِالجرم وقويّة علَى المجرم ، وأمّا إذا جهلت

1.فاطر : ۱۰ .


ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
516

۲۲۴۴۷.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : التَّقوى‏ اجتِنابٌ .۱

۲۲۴۴۸.عنه عليه السلام : بِالتَّقوى‏ قُرِنَتِ العِصمَةُ .۲

۲۲۴۴۹.عنه عليه السلام : التَّقوى‏ أن يَتَّقِيَ المَرءُ كُلَّ ما يُؤثِمُهُ .۳

۲۲۴۵۰.عنه عليه السلام : المُتَّقي مَنِ اتَّقى‏ الذُّنوبَ .۴

۲۲۴۵۱.عنه عليه السلام : رَأسُ التَّقوى‏ تَركُ الشَّهوَةِ .۵

۲۲۴۵۲.عنه عليه السلام : مَن مَلَكَ شَهوَتَهُ كانَ تَقِيّاً .۶

۲۲۴۵۳.عنه عليه السلام : عِندَ حُضورِ الشَّهَواتِ واللَّذّاتِ يَتَبيَّنُ وَرَعُ الأتقِياءِ .۷

۲۲۴۵۴.عنه عليه السلام : مِلاكُ التُّقى‏ رَفضُ الدُّنيا .۸

۲۲۴۵۵.عنه عليه السلام : التَّقوى‏ سِنخُ الإيمانِ .۹

۲۲۴۵۶.عنه عليه السلام : أواخِرُ مَصادِرِ التَّوَقّي أوائلُ مَوارِدِ الحَذَرِ .۱۰

۲۲۴۵۷.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام- لَمّا سُئلَ عَن تَفسيرِ التَّقوى‏ -: أن لا يَفقِدَكَ اللَّهُ حَيثُ أمَرَكَ ، ولا يَراكَ حَيثُ نَهاكَ .۱۱

۲۲۴۵۸.عنه عليه السلام : لا يَغُرَّنَّكَ بُكاؤهُم ، إنّما التَّقوى‏ في القَلبِ .۱۲

(انظر) التقوى : باب 4107 .
الورع : باب 3999 .

أبحاث حول التّقوى‏ ودرجاتها :

1 - القانون والأخلاق الكريمة والتوحيد:

لا يسعد القانون إلّا بإيمان تحفظه الأخلاق الكريمة ، والأخلاق الكريمة لا تتمّ إلّا بِالتوحيد ، فالتوحيد هو الأصل الذي عليه تنمو شجرة السعادة الإنسانيّة وتتفرّع بالأخلاق الكريمة ، وهذه الفروع هي التي تثمر ثمراتها الطيّبة في المجتمع ، قال تعالى‏ : (ألَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أصْلُها ثابِتٌ وفَرْعُها في السَّماءِ * تُؤْتي اُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإذْنِ رَبِّها ويَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثالَ لِلنّاسِ لَعَلَّهُم يَتَذَكَّرُونَ * ومَثَلُ كَلِمَةٍ خَبيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ ما لَها مِن قَرارٍ) .۱۳

1.غرر الحكم: ۱۸۸ .

2.غرر الحكم: ۴۳۱۶ .

3.غرر الحكم: ۲۱۶۲ .

4.غرر الحكم: ۱۸۷۱ .

5.غرر الحكم: ۵۲۳۶ .

6.غرر الحكم: ۸۲۸۴ .

7.غرر الحكم: ۶۲۲۴ .

8.غرر الحكم: ۹۷۲۱.

9.تحف العقول : ۲۱۷ .

10.غرر الحكم : ۱۸۱۲ .

11.بحار الأنوار : ۷۰/۲۸۵/۸ .

12.بحار الأنوار : ۷۰/۲۸۶/۹ .

13.إبراهيم : ۲۴ - ۲۶ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
عدد المشاهدين : 234196
الصفحه من 643
طباعه  ارسل الي