55
ميزان الحکمه المجلّد التّاسع

أن يَعمَلَ بطاعَتِهِ أو على‏ أن يَعمَلَ بمَعصيَتِهِ ؟ فقالَ : على‏ أن يَعمَلَ بطاعَتِهِ ، فقالَ لَهُ أبو جعفرٍ عليه السلام : فَقُمْ مَخصوماً ، فقامَ وهُو يقولُ : حتّى‏ يَتَبيَّنَ لَكُمُ الخَيطُ الأبيَضُ مِن الخَيطِ الأسوَدِ مِن الفَجرِ، اللَّهُ أعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسالَتهُ.۱

۲۰۳۵۵.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام- لَمّا سَألَهُ الطَّيّارُ عَن كَراهَةِ مُناظَرَةِ النّاسِ -: أمّا كَلامُ مِثلِكَ فلا يُكرَهُ ، مَن إذا طارَ يُحسِنُ أن يَقَعَ ، وإن وَقَعَ يُحسِنُ أن يَطيرَ ، فمَن كانَ هكذا لا نَكرَهُهُ .۲

۲۰۳۵۶.عنه عليه السلام- لَمّا قالَ لَهُ عبدُ الأعلى‏ : إنّ النّاسَ يَعيبونَ علَيَّ بالكلامِ ، وأنا اُكلِّمُ النّاسَ -: أمّا مِثلُكَ مَن يَقَعُ ثُمّ يَطيرُ فنَعَم ، وأمّا مَن يَقَعُ ثُمّ لا يَطيرُ فلا .۳

۲۰۳۵۷.معاني الأخبار عن حَمزةٍ و محمّدٍ ابني حُمرانَ : اجتَمَعنا عِندَ أبي عبدِ اللَّهِ عليه السلام في جَماعَةٍ مِن أجِلَّةِ موالِيهِ ، وفينا حُمرانُ بنُ أعيَنٍ ، فخُضنا في المُناظَرَةِ وحُمرانُ ساكِتٌ ، فقالَ لَهُ أبو عبدِ اللَّهِ عليه السلام : ما لَكَ لا تَتَكَلَّمُ يا حُمرانُ ؟ فقالَ : يا سَيِّدي آلَيتُ على‏ نَفسي أ نّي لا أتَكَلَّمُ في مَجلِسٍ تَكونُ فيهِ ، فقالَ أبو عبدِ اللَّهِ عليه السلام : إنّي قد أذِنتُ لكَ في الكَلامِ فَتَكَلّمْ .۴

۲۰۳۵۸.بحار الأنوار عن أبي جعفر الأحول عن الإمامِ الصّادقِ عليه السلام : ما فَعَلَ ابنُ الطَّيَّارِ ؟ فقلتُ : تُوُفِّي ، فقالَ : رَحِمَهُ اللَّهُ ، أدخَلَ اللَّهُ علَيهِ الرَّحمَة والنَّضرَةَ ؛ فإنّهُ كانَ يُخاصِمُ عنّا أهلَ البَيتِ .۵

3837 - جَوابُ الإمامِ لِمَن دَعاهُ إلَى المُناظَرَةِ

۲۰۳۵۹.الإمامُ الحسينُ عليه السلام- لرجُلٍ قالَ لَهُ : اجلِسْ حتّى‏ نَتَناظَرَ في الدِّينِ -: يا هذا أنا بَصيرٌ بدِيني مَكشوفٌ علَيَّ هُداي ، فإن كُنتَ جاهِلاً بدِينِكَ فاذهَبْ واطلُبْهُ ، ما لي ولِلمُماراةِ ؟! وإنَّ الشَّيطانَ لَيُوَسوِسُ لِلرّجُلِ ويُناجيهِ ويقولُ : ناظِرِ النّاسَ في الدِّينِ كيلا يَظُنّوا بكَ العَجزَ والجَهلَ !۶

1.الكافي : ۸ / ۳۴۹ / ۵۴۸ .

2.بحار الأنوار : ۲ / ۱۳۶ / ۳۹ .

3.بحار الأنوار : ۲ / ۱۳۶ / ۳۸ .

4.معاني‏الأخبار : ۲۱۲/۱.

5.بحار الأنوار : ۲ / ۱۳۶ / ۴۱ .

6.بحار الأنوار : ۲ / ۱۳۵ / ۳۲ .


ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
54

خَرَجَ إلَى النّاس في ثَوبَينِ مُمَغَّرَينِ‏۱ وأقبَلَ علَى النّاس كأ نّهُ فِلقَةُ قَمَرٍ ، فقالَ :
الحَمدُ للَّهِ مُحَيِّثِ الحَيثِ‏۲ ومُكَيِّفِ الكَيفِ ومُؤيِّنِ الأينِ‏۳ الحَمدُ للَّهِ الّذي (لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَوْمٌ لَهُ ما في السَّماواتِ وما فِي الأرْضِ...)۴ إلى‏ آخرِ الآيةِ ، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلّا اللَّهُ (وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ) ، وأشهَدُ أنّ مُحمّداً صلى اللَّه عليه وآله عَبدُهُ ورَسولُهُ اجتَباهُ وهَداهُ إلى‏ صِراطٍ مُستَقيمٍ ، الحَمدُ للَّهِ الّذي أكَرَمَنا بِنُبُوَّتِهِ واختَصَّنا بوَلايَتِهِ . يا مَعشَرَ أبناءِ المُهاجِرينَ و الأنصارِ مَن كانَت عِندَهُ مَنقَبَةٌ في عليِّ بنِ أبي طالبٍ عليه السلام فلْيَقُمْ ولْيَتَحَدَّثْ.
قالَ : فقامَ النّاسُ فسَرَدوا۵ تِلكَ المَناقِبَ - فقالَ عبدُ اللَّهِ : أنا أروى‏ لهذهِ المَناقِبِ مِن هؤلاءِ، وإنّما أحدَثَ عليٌّ الكُفرَ بعدَ تَحكيمِهِ الحَكمَينِ - حتَّى انتَهَوا في المَناقِبِ إلى‏ حديثِ خَيبَرَ «لَاُعطِيَنَّ الرّايَةَ غَداً رجُلاً يُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَهُ ويُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ كَرّاراً غيرَ فَرّارٍ ، لا يَرجِعُ حتّى‏ يَفتَحَ اللَّهُ على‏ يَدَيهِ»، فقالَ أبو جعفرٍ عليه السلام : ما تَقولُ في هذا الحديثِ ؟ ! فقالَ : هُو حَقٌّ لا شَكَّ فيهِ ولكنْ أحدَثَ الكُفرَ بَعدُ .
فقالَ لهُ أبو جعفرٍ عليه السلام : ثكَلَتكَ اُمُّكَ! أخبِرْني عنِ اللَّه عَزَّوجلَّ أحَبَّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ يَومَ أحَبَّهُ وهُو يَعلَمُ أ نَّهُ يَقتُلُ أهلَ النَّهرَوانِ أم لَم يَعلَمْ ؟ قالَ ابنُ نافِعٍ : أعِدْ علَيَّ ، فقالَ لَهُ أبو جعفرٍ عليه السلام : أخبِرْني عَن اللَّهِ جلَّ ذِكرُهُ أحَبَّ علَيَّ بنَ أبي طالبٍ يَومَ أحَبَّهُ وهُو يَعلَمُ أ نَّهُ يَقتُلُ أهلَ النَّهرَوانِ أم لَم يَعلَمْ ؟ قالَ : إن قُلتَ : لا ، كَفَرتَ. قالَ : فقالَ : قد عَلِمَ ، قالَ : فأحَبَّهُ اللَّهُ على‏

1.قال الفيروزآباديّ : المَغْرَة - ويحرّك - : طين أحمر ، والمُمَغَّر - كمُعظَّم - : المصبوغ بها (القاموس المحيط : ۲ / ۱۳۵) .

2.الحَيثُ : المكان (مجمع البحرين : ۱ / ۴۷۸) .

3.أي موجد الدهر والزمان فإنّ الأين يكون بمعنى الزمان ، يقال: آنَ أينُك أي حانَ حَينُك ، ذكره الجوهريّ . ويحتمل أن يكون بمعنَى المكان لها تأكيداً للأوّل ، أو بأن يكون حيث للزمان ، قال ابن هشام : قال الأخفش : وقد ترِد حيث للزمان ، ويحتمل أن يكون حيث تعليليّة ؛ أي هو علّة العلل وجاعل العلل عللاً ( كما في هامش المصدر ).

4.البقرة : ۲۵۵ .

5.سَرَدَ : فلان يسرد الحديث سرداً إذا كان جيّد السياق له (الصحاح : ۲ / ۴۸۷) .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
عدد المشاهدين : 226331
الصفحه من 643
طباعه  ارسل الي