595
ميزان الحکمه المجلّد التّاسع

سِواهُم إلّا بِهِم ؛ لأنَّ النّاسَ كُلَّهُم عِيالٌ علَى الخَراجِ وأهلِهِ .
ولْيَكُن نَظَرُكَ في عِمارَةِ الأرضِ أبلَغَ مِن نَظَرِكَ في استِجلابِ الخَراجِ ؛ لأنَّ ذلكَ لا يُدرَكُ إلّا بِالعِمارَةِ ، ومَن طَلَبَ الخَراجَ بغَيرِ عِمارَةٍ أخرَبَ البِلادَ ، وأهلَكَ العِبادَ ، ولَم يَستَقِمْ أمرُهُ إلّا قَليلاً ... وإنّما يُؤتى‏ خَرابُ الأرضِ مِن إعوازِ۱ أهلِها ، وإنّما يُعْوِزُ أهلُها لإشرافِ أنفُسِ الوُلاةِ علَى الجَمعِ ، وسُوءِ ظَنِّهِم بِالبَقاءِ ، وقِلَّةِ انتِفاعِهِم بِالعِبَرِ .۲

4167 - نَهيُ الوُلاةِ عَنِ الجودِ بِفَي‏ءِ المُسلِمينَ‏

۲۲۷۹۲.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : جُودُ الوُلاةِ بِفَي‏ءِ المُسلمينَ جَورٌ وخَتْرٌ .۳

۲۲۷۹۳.عنه عليه السلام- مِن كِتابِهِ إلى‏ مَصقلَةَ بنِ هُبَيرَةَ الشَّيبانيِّ ، وهُو عامِلُهُ على‏ أردَشيرَ خُرَّةَ -: بَلَغَني عَنكَ أمرٌ إن كُنتَ فَعَلتَهُ فَقَد أسخَطتَ إلهَكَ ، وعَصَيتَ إمامَكَ : أنَّكَ تَقسِمُ فَي‏ءَ المُسلِمينَ الّذي حازَتهُ رِماحُهُم وخُيولُهُم، واُرِيقَت علَيهِ دِماؤهُم، فِيمَنِ اعتامَكَ‏۴ مِن أعرابِ قَومِكَ.
فَوالّذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرأ النَّسَمَةَ ، لَئن كانَ ذلكَ حَقّاً لَتَجِدَنَّ لَكَ علَيَّ هَواناً ، وَلَتَخِفَّنَّ عِندي مِيزاناً ، فلا تَستَهِنْ بحَقِّ ربِّكَ ، ولا تُصلِحْ دُنياكَ بِمَحقِ دِينِكَ ، فتَكونَ مِن الأخسَرينَ أعمالاً .
ألَا وإنّ حَقَّ مَن قِبَلَكَ وقِبَلَنا مِن المُسلِمينَ في قِسمَةِ هذا الفَي‏ءِ سَواءٌ : يَرِدونَ عِندي علَيهِ ، ويَصدُرونَ عَنهُ .۵

(انظر) المال : باب 3708 ، 3709 .

4168 - عَلَى الوالي قَضاءُ دَينِ المُعسِرِ

۲۲۷۹۴.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله: ما مِن غَريمٍ ذَهَبَ بِغَريمِهِ إلى‏ والٍ مِن وُلاةِ المُسلِمينَ ، واستَبانَ لِلوالِي عُسرَتُهُ إلّا بَرئَ هذا المُعسِرُ مِن دَينِهِ ، وصارَ دَينُهُ على‏ والِي المُسلِمينَ

1.الإعواز : الفقر (مجمع البحرين : ۲/۱۲۹۳) .

2.نهج البلاغة : الكتاب ۵۳ .

3.غرر الحكم : ۴۷۲۵ .

4.اعتام الشي‏ء : إذا اختاره؛ وعيمة الشي‏ء: خياره (النهاية : ۳/۳۳۱) .

5.نهج البلاغة : الكتاب ۴۳ .


ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
594

ولا حاجِبٌ إلّا وَجهَكَ ، ولا تَحجُبَنَّ ذا حاجَةٍ عَن لِقائكَ بِها ؛ فإنّها إن ذِيدَت عَن أبوابِكَ في أوَّلِ وِرْدِها لَم تُحمَدْ فيما بَعدُ على‏ قَضائها .۱

۲۲۷۸۷.عنه عليه السلام- من كِتابِهِ للأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ -: فلا تُطَوِّلَنَّ احتِجابَكَ عَن رَعِيَّتِكَ ، فإنَّ احتِجابَ الوُلاةِ عَن الرَّعِيَّةِ شُعبَةٌ مِن الضِّيقِ ، وقِلَّةُ عِلمٍ بالاُمورِ ، والاحتِجابُ مِنهُم يَقطَعُ عَنهُم عِلمَ ما احتَجَبوا دُونَهُ ، فيَصغُرُ عِندَهُمُ الكَبيرُ ، ويَعظُمُ الصَّغيرُ ، ويَقبُحُ الحَسَنُ ، ويَحسُنُ القَبيحُ ، ويُشابُ الحَقُّ بِالباطِلِ ... .۲

۲۲۷۸۸.عنه عليه السلام- أيضاً -: واجعَل لِذَوي الحاجاتِ مِنكَ قِسماً تُفَرِّغُ لَهُم فيهِ شَخصَكَ ، وتَجلِسُ لَهُم مَجلِساً عامّاً ، فتَتَواضَعُ فيهِ للَّهِ الّذي خَلَقَكَ ، وتُقعِدَ عَنهُم جُندَكَ وأعوانَكَ مِن أحراسِكَ وشُرَطِكَ ، حتّى‏ يُكَلِّمَكَ مُتَكلِّمُهُم غَيرَ مُتَتَعتِعٍ ؛ فإنّي سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يَقولُ في غَيرِ مَوطِنٍ : لَن تُقَدَّسَ اُمَّةٌ لا يُؤخَذُ لِلضَّعيفِ فِيها حَقُّهُ مِن القَوِيِّ غَيرَ مُتَتَعتِعٍ .
ثُمّ احتَمِلِ الخُرقَ مِنهُم والعِيَّ ، ونَحِّ عَنهُمُ الضِّيقَ والأنَفَ ... .۳

۲۲۷۸۹.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : مَن تَولّى‏ أمراً مِن اُمورِ النّاسِ ، فعَدَلَ ، وفَتَحَ بابَهُ ، ورَفَعَ سِترَهُ ، ونَظَرَ في اُمورِ النّاسِ ، كانَ حَقّاً علَى اللَّهِ أن يُؤمِنَ رَوعَتَهُ يَومَ القِيامَةِ ويُدخِلَهُ الجَنَّةَ .۴

۲۲۷۹۰.عنه عليه السلام : أيُّما مُؤمنٍ كانَ بَينَهُ وبَينَ مُؤمنٍ حِجابٌ ، ضَرَبَ اللَّهُ بَينَهُ وبَينَ الجَنَّةِ سَبعينَ ألفَ سُورٍ ، مابَينَ السُّورِ إلَى السُّور مَسِيرَةُ ألفِ عامٍ .۵

(انظر) عنوان 132 «الحاجة» .

4166 - وُجوبُ تَفَقُّدِ أمرِ الخَراجِ‏

۲۲۷۹۱.الإمامُ عليٌّ عليه السلام- مِن كِتابِهِ للأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ -: وتَفَقَّدْ أمرَ الخَراجِ بِما يُصلِحُ أهلَهُ؛ فإنَّ في صَلاحِهِ وصَلاحِهِم صَلاحاً لِمَن سِواهُم ، ولا صَلاحَ لِمَن

1.نهج البلاغة : الكتاب ۶۷ .

2.نهج البلاغة : الكتاب ۵۳ .

3.نهج البلاغة : الكتاب ۵۳ .

4.تنبيه الخواطر : ۲/۱۶۵ .

5.تنبيه الخواطر : ۲/۱۶۳ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
عدد المشاهدين : 188336
الصفحه من 643
طباعه  ارسل الي