603
ميزان الحکمه المجلّد التّاسع

أن يُميتَهُم ، وتَرَكوا مِنها ما عَلِموا أنّهُ سَيَترُكُهُم ، وَرأوا استِكثارَ غَيرِهِم مِنها استِقلالاً ، وَدَركَهُم لَها فَوتاً ، أعداءُ ما سالَمَ النّاسُ ، وسِلمُ ما عادَى النّاسُ ! بِهِم عُلِمَ الكِتابُ وبِهِ عَلِموا ، وبِهِم قامَ الكِتابُ وبهِ قاموا ، لا يَرَونَ مَرجُوّاً فَوقَ ما يَرجُونَ ، ولا مَخُوفاً فَوقَ ما يَخافونَ .۱

۲۲۸۱۷.عيسى عليه السلام- في وصفِ أولياءِ اللَّهِ -: الّذينَ نَظَروا إلى‏ باطِنِ الدُّنيا حِينَ نَظَرَ النّاسُ إلى‏ ظاهِرِها۲ ، والّذينَ نَظَروا إلى‏ آجِلِ الدُّنيا حِينَ نَظَرَ النّاسُ إلى‏ عاجِلِها ، وأماتُوا مِنها مايَخشَون أن يُميتَهُم ، وتَرَكوا ماعَلِموا أنْ سَيَترُكُهُم ، فصارَ اسْتِكثارُهُم مِنها استِقلالاً ، وذِكرُهُم إيّاها فَواتاً ، وفَرَحُهُم بما أصابُوا مِنها حُزناً ... يُحِبُّونَ اللَّهَ تعالى‏ ويَستَضيؤونَ بِنُورِهِ ، ويُضيؤونَ بهِ ، لَهُم خَبَرٌ عَجيبٌ ، وعِندَهُمُ الخَبَرُ العَجيبُ ، بِهِم قامَ الكِتابُ وبهِ قامُوا ، وبِهِم نَطَقَ الكِتابُ وبهِ نَطَقوا ، وبِهِم عُلِمَ الكِتابُ وبهِ عَلِموا ، لَيسُوا يَرَونَ نائلاً مَع ما نالوا ، ولا أمانِيَّ دُونَ ما يَرجُونَ ، ولاخَوفاً دُونَ ما يَحْذَرونَ .۳

۲۲۸۱۸.بحار الأنوار عن عبد الرحمن بن سالم الأشَلّ عن بعض الفقهاء : قالَ أمير المؤمنين عليه السلام : (إنَّ أوْلياءَ اللَّهَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِم ...) ، ثمّ قالَ : تَدرُونَ مَن أولياءُ اللَّهِ ؟ قالوا : مَن هُم يا أميرَ المؤمنينَ ؟ فقالَ : هُم نَحنُ وأتباعُنا ، فمَن تَبِعَنا مِن بَعدِنا طُوبى‏ لَنا ، وطُوبى‏ لَهُم أفضَلُ مِن طُوبى‏ لَنا . قالَ : يا أميرَ المؤمنينَ ، ماشأنُ طُوبى‏ لَهُم أفضَلُ مِن طُوبى‏ لَنا ؟ ألَسنا نَحنُ وهُم على‏ أمرٍ ؟! قالَ : لا ؛ لأنَّهُم حَمَلوا ما لَم تُحمَلوا علَيهِ ، وأطاقُوا ما لَم تُطيقُوا ۴ . ۵

۲۲۸۱۹.الإمامُ الباقرُ عليه السلام : وَجَدنا في كِتابِ عليِّ بنِ الحُسَينِ عليهما السلام (ألَا إنَّ أوْلِياءَ اللَّهِ ...) إذا أدَّوا فَرائضَ اللَّهِ ، وأخَذوا سُنَنَ رسولِ اللَّهِ ، وتَورَّعُوا عَن محارِمِ اللَّهِ ، وزَهِدوا في عاجِلِ زَهرَةِ الدُّنيا ... .۶

1.نهج البلاغة : الحكمة ۴۳۲ .

2.راجع : الدنيا : باب ۱۲۲۷ .

3.الدرّ المنثور : ۴/۳۷۰ .

4.بحار الأنوار : ۶۹/۲۷۷/۱۰ .

5.اُنظر) الإمامة الخاصّة : باب ۲۴۷ .

6.بحار الأنوار : ۶۹/۲۷۷/۱۱ .


ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
602

فيها اليَقينُ ، ودَليلُهُم سَمْتُ الهُدى‏ ، وأمّا أعداءُ اللَّهِ فدُعاؤهُم فيها الضَّلالُ ، ودَليلُهُمُ العَمى‏ .۱

۲۲۸۰۸.عنه عليه السلام : لَو رَخَّصَ اللَّهُ في الكِبرِ لأحَدٍ مِن عِبادِهِ لَرَخَّصَ فيهِ لِخاصَّةِ أنبيائهِ وأوليائهِ ، ولكنَّهُ سبحانَهُ كَرَّهَ إلَيهِمُ التَّكابُرَ، ورَضِيَ لَهُم التَّواضُعَ .۲

۲۲۸۰۹.عنه عليه السلام: إنّ الجِهادَ بابٌ مِن أبوابِ الجَنَّةِ، فَتَحَهُ اللَّهُ لِخاصَّةِ أوليائهِ .۳

۲۲۸۱۰.عنه عليه السلام- في صِفَةِ الدُّنيا -: لَم يُصْفِها اللَّهُ تعالى‏ لأوليائهِ ، ولَم يَضِنَّ بها على‏ أعدائهِ .۴

۲۲۸۱۱.عنه عليه السلام- أيضاً -: لَم يَرْضَها ثَواباً لأوليائهِ، ولا عِقاباً لأعدائهِ .۵

۲۲۸۱۲.عنه عليه السلام- أيضاً -: مَهبِطُ وَحيِ اللَّهِ ، ومَتجَرُ أولياءِ اللَّهِ ، اكتَسَبوا فيها الرّحمَةَ ، ورَبِحوا فيها الجَنَّةَ .۶

۲۲۸۱۳.عنه عليه السلام : إنّ تَقوَى اللَّهِ حَمَتْ أولياءَ اللَّهِ مَحارِمَهُ ، وألْزَمَت قُلوبَهُم مَخافَتَهُ .۷

۲۲۸۱۴.عنه عليه السلام : اللّهُمّ إنّكَ آنَسُ الآنِسينَ (المُؤانِسينَ) لأوليائكَ ، وأحضَرُهُم بِالكِفايَةِ لِلمُتَوكِّلينَ علَيكَ ، تُشاهِدُهُم في سَرائرِهِم ، وتَطَّلِعُ علَيهِم في ضَمائرهِم ، وتَعلَمُ مَبلَغَ بَصائرِهِم ؛ فأسرارُهُم لكَ مَكشوفَةٌ ، وقُلوبُهُم إلَيكَ مَلهوفَةٌ ، إن أوحَشَتهُمُ الغُربَةُ آنَسَهُم ذِكرُكَ ، وإن صُبَّتْ علَيهِمُ المَصائبُ لَجؤوا إلَى الاستِجارَةِ (الاسْتِخارَهِ) بِكَ ؛ عِلماً بأنّ أزِمَّةَ الاُمورِ بِيَدِكَ ، ومَصادِرَها عَن قَضائكَ .۸

۲۲۸۱۵.عنه عليه السلام- في وصفِ أولياء اللَّه -: هُم قَومٌ أخلَصوا للَّهِ تعالى‏ في عِبادَتِهِ ، ونَظَروا إلى‏ باطِنِ الدُّنيا حِينَ نَظَرَ النّاسُ إلى‏ ظاهِرِها، فعَرَفوا آجِلَها حِينَ غُرَّ النّاسُ سِواهُم بعاجِلِها ، فتَرَكوا مِنها ماعَلِموا أنّهُ سَيَترُكُهُم ، وأماتُوا مِنها ما عَلِموا أنّهُ سيُميتُهُم .۹

۲۲۸۱۶.عنه عليه السلام : إنّ أولياءَ اللَّهِ هُمُ الذينَ نَظَروا إلى‏ باطِنِ الدُّنيا إذا نَظَرَ النّاسُ إلى‏ ظاهِرِها ، واشتَغَلوا بآجِلِها إذا اشتَغَلَ النّاسُ بعاجِلِها ، فأماتُوا مِنها ما خَشَوا

1.نهج البلاغة : الخطبة ۳۸ .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۲۷ .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۱۳ .

5.نهج البلاغة : الحكمة ۴۱۵ .

6.نهج البلاغة : الحكمة ۱۳۱ .

7.نهج البلاغة : الخطبة ۱۱۴.

8.نهج البلاغة : الخطبة ۲۲۷ .

9.بحار الأنوار : ۶۹/۳۱۹/۳۵ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
عدد المشاهدين : 226873
الصفحه من 643
طباعه  ارسل الي