89
ميزان الحکمه المجلّد التّاسع

3858 - النَّفسُ الأمّارَةُ

الكتاب :

(وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) .۱

الحديث :

۲۰۵۰۶.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : النَّفسُ الأمّارةُ المُسَوِّلَةُ تَتَملَّقُ تَمَلُّقَ المُنافِقِ ، وتَتَصَنَّعُ بشِيمَةِ الصَّديقِ المُوافِق ، حتّى‏ إذا خَدَعَت وتَمَكَّنَت تسَلَّطَت تَسَلُّطَ العَدُوِّ ، وتَحَكَّمَت تَحَكُّمَ العُتُوِّ ، فأورَدَت مَوارِدَ السُّوءِ .۲

۲۰۵۰۷.عنه عليه السلام : إنّ النَّفسَ لَأمّارَةٌ بالسُّوءِ والفَحشاءِ ، فمَنِ ائتَمَنَها خانَتهُ ، ومَنِ استَنامَ إلَيها أهَلَكَتهُ ، ومَن رَضِيَ عَنها أورَدَتهُ شَرَّ المَوارِدِ .۳

۲۰۵۰۸.عنه عليه السلام : إنّ هذهِ النَّفسَ لَأمّارةٌ بالسُّوءِ ، فمَن أهمَلَها جَمَحَت به إلَى المَآثمِ .۴

۲۰۵۰۹.عنه عليه السلام : إنّ نَفسَكَ لَخَدُوعٌ ؛ إن تَثِقْ بها يَقتَدْكَ الشَّيطانُ إلَى ارتِكابِ المَحارِمِ .۵

۲۰۵۱۰.عنه عليه السلام : كُن أوثَقَ ما تَكونُ بنَفسِكَ ، أحذَرَ ما تَكونُ مِن خِداعِها .۶

۲۰۵۱۱.نهج البلاغة : قالَ الإمام عليٌّ عليه السلام - وقَد مَرَّ بقَتلَى الخَوارِجِ يَومَ النَّهرَوانِ - : بُؤساً لَكُم ، لَقَد ضَرَّكُم مَن غَرَّكُم ، فقيلَ لَهُ : مَن غَرَّهُم يا أميرَ المؤمنينَ ؟ فقالَ : الشَّيطانُ المُضِلُّ ، والأنفُسُ الأمّارَةُ بالسُّوءِ ، غَرَّتهُم بالأمانِيِّ ، وفَسَحَت لَهُم بالمَعاصي ، ووَعَدَتهُم الإظهارَ ، فاقتَحَمَت بهِمُ النّارَ .۷

۲۰۵۱۲.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : ما مِن مَعصيَةِ اللَّهِ شَي‏ءٌ إلّا يَأتي في شَهوَةٍ ، فرَحِمَ اللَّهُ امرأً نَزَعَ عن شَهوَتِهِ ، وقَمَعَ هَوى‏ نَفسِهِ ؛ فإنّ هذهِ النَّفسَ أبعَدُ شَي‏ءٍ مَنزِعاً ، وإنّها لا تَزالُ تَنزِعُ إلى‏ مَعصيَةٍ في هَوىً .۸

۲۰۵۱۳.عنه عليه السلام- مِن كتابهِ للأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ -: أمَرَهُ بتَقوَى اللَّهِ وإيثارِ طاعَتِهِ ... وأمَرَهُ أن يَكسِرَ نفسَهُ مِن الشَّهَواتِ ، ويَزَعَها عِندَ الجَمَحاتِ‏۹، فإنَّ النَّفسَ أمّارَةٌ بالسُّوءِ إلّا ما رَحِمَ

1.يوسف : ۵۳ .

2.غرر الحكم : ۲۱۰۶ .

3.غرر الحكم : ۳۴۹۱ .

4.غرر الحكم : ۳۴۸۹ .

5.غرر الحكم : ۳۴۹۰.

6.غرر الحكم : ۷۱۷۰ .

7.نهج البلاغة : الحكمة ۳۲۳ .

8.نهج البلاغة : الخطبة ۱۷۶ .

9.الجَموحُ : الرجل يركب هواه فلا يمكن ردّه (تاج العروس : ۴ / ۲۹) .


ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
88

لَحْماً ثُمَّ أنْشأناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أحْسَنُ الخالِقينَ)1 ، فأفاد أنّ الإنسان لم يكن إلّا جسماً طبيعيّاً يتوارد عليه صور مختلفة متبدّلة ، ثمّ أنشأ اللَّه هذا الذي هو جسم جامد خامد خلقاً آخر ذا شعور وإرادة ، يفعل أفعالاً من الشعور والإرادة والفكر والتصرّف في الأكوان والتدبير في اُمور العالم بالنقل والتبديل والتحويل، إلى‏ غير ذلك ممّا لا يصدر عن الأجسام والجسمانيّات ، فلا هي جسمانيّة ، ولا موضوعها الفاعل لها .
فالنفس بالنسبة إلَى الجسم الذي ينتهي أمره إلى‏ إنشائها - وهو البدن الذي تنشأ منه النفس - بمنزلة الثمرة من الشجرة والضوء من الدهن بوجه بعيد ، وبهذا يتّضح كيفيّة تعلّقها بالبدن ابتداعاً ، ثمّ بالموت تنقطع العُلقة وتبطل المُسكة ، فهي في أوّل وجودها عين البدن ، ثمّ تمتاز بالإنشاء منه ، ثمّ تستقلّ عنه بالكلّيّة ، فهذا ما تفيده الآيات الشريفة المذكورة بظهورها . وهناك آيات كثيرة تفيد هذه الحقيقة بالإيماء والتلويح ، يعثر عليها المتدبّر البصير ، واللَّه الهادي .2

3857 - شَبابُ النَّفسِ عِندَ الكِبَرِ

۲۰۵۰۲.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : نَفسُ ابنِ آدَمَ شابَّةٌ ولَو التَقَت تَرقُوَتاهُ مِن الكِبَرِ ، إلّا مَنِ امتَحَنَ اللَّهُ قَلبَهُ لِلتَّقوى‏، وقَليلٌ ما هُم .۳

۲۰۵۰۳.عنه صلى اللَّه عليه وآله : الشَّيخُ شابٌّ في طَلَبِ الدُّنيا وإنِ التَفّت تَرقُوَتاهُ مِن الكِبَرِ ، إلّا الّذينَ اتَّقَوا وقَليلٌ ما هُم .۴

۲۰۵۰۴.عنه صلى اللَّه عليه وآله : قَلبُ الشَّيخِ شابٌّ في حُبِّ اثنتَينِ : في حُبِّ الحَياةِ ، وكَثرَةِ المالِ .۵

۲۰۵۰۵.عنه صلى اللَّه عليه وآله : يَهرَمُ ابنُ آدَمَ ويَشِبُّ منهُ اثنَتانِ : الحِرصُ علَى المالِ ، والحِرصُ علَى العُمرِ .۶

1.المؤمنون : ۱۲ - ۱۴ .

2.الميزان في تفسير القرآن : ۱ / ۳۵۰ .

3.كنز العمّال : ۵۶۷۱ .

4.تنبيه الخواطر : ۱ / ۲۷۸ .

5.سنن ابن ماجة : ۲ / ۱۴۱۵ / ۴۲۳۳ .

6.سنن ابن ماجة : ۲ / ۱۴۱۵ / ۴۲۳۴ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
عدد المشاهدين : 188357
الصفحه من 643
طباعه  ارسل الي