91
ميزان الحکمه المجلّد التّاسع

وتَصديقُ ذلكَ قَولُهُ تعالى‏ : (ولا اُقْسِمُ بالنَّفْسِ اللَّوّامَةِ) .۱

۲۰۵۱۹.الدرّ المنثور عن ابنِ عبّاسٍ- في قولهِ تعالى‏:(بالنَّفسِ اللَّوّامَةِ)-: الّتي تَلومُ علَى الخَيرِ والشَّرِّ ، تَقولُ : لَو فَعلتَ كذا وكذا!۲

۲۰۵۲۰.الدرّ المنثور عن ابنِ عبّاسٍ- أيضاً -: تَندَمُ على‏ ما فاتَ وتَلومُ علَيهِ .۳

التّفسير :

في قوله : (ولا اُقْسِمُ بالنَّفْسِ اللَّوّامَةِ) إقسام ثانٍ على‏ ما يقتضيه السّياق ومشاكلة اللفظ ، فلا يُعبأ بما قيل : إنّه نفي الإقسام وليس بقسم ، والمراد اُقسم بيوم القيامة ولا اُقسم بالنفس اللوّامة .
والمراد بالنفس اللوّامة نفس المؤمن التي تلومه في الدنيا علَى المعصية والتثاقل في الطاعة ، وتنفعه يوم القيامة .
وقيل : المراد به النفس الإنسانيّة أعمّ من المؤمنة الصالحة والكافرة الفاجرة ، فإنّها تلوم الإنسان يوم القيامة ؛ أمّا الكافرة فإنّها تلومه على‏ كفره وفجوره ، وأمّا المؤمنة فإنّها تلومه على‏ قلّة الطاعة وعدم الاستكثار من الخير .
وقيل : المراد نفس الكافر الذي تلومه يوم القيامة على‏ ما قدّمت من كفر ومعصية ، قال تعالى‏ : (وأسَرُّوا النَّدامَةَ لَمّا رَأوُا العَذابَ)۴.
ولكلّ من الأقوال وجه .۵

3860 - نَفسُكَ مَطِيَّتُكَ‏

۲۰۵۲۱.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : إنّ نَفسَكَ مَطِيَّتُكَ ؛ إن أجهَدتَها قَتَلتَها ، وإن رَفَقتَ بها أبقَيتَها .۶

۲۰۵۲۲.عنه عليه السلام : إنّ النَّفسَ حَمِضةٌ والاُذنَ مَجّاجَةٌ ، فلا تَجُبَّ فَهْمَكَ بالإلحاحِ

1.مكارم الأخلاق : ۲ / ۳۵۳ / ۲۶۶۰ .

2.الدرّ المنثور : ۸ / ۳۴۳ .

3.الدرّ المنثور : ۸ / ۳۴۳ .

4.يونس : ۵۴ .

5.الميزان في تفسير القرآن : ۲۰ / ۱۰۳ .

6.غرر الحكم : ۳۶۴۳ .


ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
90

اللَّهُ ... فاملِكْ هَواكَ ، وشُحَّ بنَفسِكَ عَمّا لا يَحِلُّ لكَ ، فإنّ الشُّحَّ بالنَّفسِ (الأنفُسِ) الإنصافُ مِنها فيماأحَبَّت أو كَرِهَت .۱

۲۰۵۱۴.عنه عليه السلام- مِن كتابهِ إلى‏ معاويَةَ -: إنّ نفسَكَ قد أولَجَتكَ شَرّاً، وأقحَمَتكَ غَيّاً، وأورَدَتكَ المَهالِكَ، وأوعَرَت علَيكَ المَسالِكَ.۲

۲۰۵۱۵.الإمامُ زينُ العابدينَ عليه السلام- في المُناجاةِ -: إلهي ، إليكَ أشكو نَفساً بالسُّوءِ أمّارَةً ، وإلَى الخَطيئةِ مُبادِرَةً ، وبمَعاصيكَ مُولَعَةً ، ... كثيرَةَ العِلَلِ ، طَويلَةَ الأمَلِ ، إن مَسَّها الشَّرُّ تَجزَعْ ، وإن مَسَّها الخَيرُ تَمنَعْ ، مَيّالَةً إلَى اللَّعبِ واللَّهوِ ، مَملُوّةً بالغَفلَةِ والسَّهوِ ، تُسرِعُ بي إلَى الحَوبَةِ ، وتُسَوِّفُني بالتَّوبَةِ .۳

۲۰۵۱۶.عنه عليه السلام- أيضاً -: وأوهِن قُوَّتَنا عَمّا يُسخِطُكَ علَينا ، ولا تُخَلِّ في ذلكَ بينَ نُفوسِنا واختِيارِها ؛ فإنَّها مُختارَةٌ لِلباطِلِ إلّا ما وَفَّقتَ ، أمّارَةٌ بِالسُّوءِ إلّا ما رَحِمتَ .۴

۲۰۵۱۷.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام: إذا فَرَغتَ مِن صَلاتِكَ فقُل : اللّهُمّ ... أسألُكَ أن تَعصِمَني مِن مَعاصيكَ ، ولا تَكِلْني إلى‏ نَفسي طَرفَةَ عَينٍ أبَداً ما أحيَيتَني، لا أقَلَّ مِن ذلكَ ولا أكثَرَ ، إنّ النَّفسَ لَأمّارَةٌ بالسُّوءِ إلّا ما رَحِمتَ يا أرحَمَ الرّاحمينَ.۵

(انظر) الأدب : باب 63 حديث 374 .
الأمثال : 3580.

3859 - النَّفسُ اللَّوّامَةُ

الكتاب :

(وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) .۶

الحديث :

۲۰۵۱۸.رسولُ اللَّهِ‏صلى اللَّه عليه وآله- في وصيَّتهِ لابنِ مَسعودٍ -: يابنَ مَسعودٍ ، أكثِرْ مِن الصّالِحاتِ والبِرِّ ؛ فإنّ المُحسِنَ والمُسِي‏ءَ يَندَمانِ ، يَقولُ المُحسِنُ : يا لَيتَني ازدَدتُ مِن الحَسَناتِ ! ويقولُ المُسِي‏ءُ : قَصَّرتُ ،

1.نهج البلاغة : الكتاب ۵۳ .

2.نهج البلاغة : الكتاب ۳۰ . يُولِج : يُدخل، يتقحّم : يرمي بنفسه، الغَيّ : الضلال والانهماك في الباطل ، وَعِر : غليظ حَزْن ، صعب الوصول والمنال (النهاية : ۵ / ۲۲۴ وج ۴ / ۱۸، وج ۳ / ۳۹۷ وج ۵ / ۲۰۶) .

3.بحار الأنوار : ۹۴ / ۱۴۳ .

4.الصحيفة السجّاديّة : الدعاء ۹ .

5.الكافي : ۳ / ۳۴۵ / ۲۶ .

6.القيامة : ۲ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
عدد المشاهدين : 226234
الصفحه من 643
طباعه  ارسل الي