93
ميزان الحکمه المجلّد التّاسع

كلام في تهذيب النفس :

قال العلّامة الطباطبائي : «اعلم أنّ إصلاح أخلاق النفس ومَلَكاتها في جانبَي العلم والعمل ، واكتساب الأخلاق الفاضلة، وإزالة الأخلاق الرذيلة ، إنّما هو بتكرار الأعمال الصالحة المناسبة لها ومزاولتها ، والمداومة عليها ، حتّى‏ تثبت في النفس من الموارد الجزئيّة علومٌ جزئيّة وتتراكم وتنتقش في‏النفس انتقاشاً متعذّر الزوال أو متعسّرها ، مثلاً : إذا أراد الإنسان إزالة صفة الجبن واقتناء مَلَكة الشجاعة كان عليه أن يكرّر الورود في الشدائد والمهاول التي تزلزل القلوب وتقلقل الأحشاء . وكلّما ورد في مورد منها وشاهد أنّه كان يمكنه الورود فيه وأدرك لذّة الإقدام وشناعة الفرار والتحذّر، انتقشت نفسه بذلك انتقاشاً بعد انتقاش حتّى‏ تثبت فيها ملكة الشجاعة . وحصول هذه الملكة العلميّة وإن لم يكن في نفسه بالاختيار لكنّه بالمقدّمات الموصلة إليه - كما عرفت - اختياريّ كسبيّ .
إذا عرفت ما ذكرناه علمت أنّ الطريق إلى‏ تهذيب الأخلاق واكتساب الفاضلة منها أحد مسلكَين :
المسلك الأوّل : تهذيبها بالغايات الصالحة الدنيويّة ، والعلوم والآراء المحمودة عند الناس ، كما يقال : إنّ العفّة وقناعة الإنسان بما عنده والكفّ عمّا عند الناس توجب العزّة والعظمة في أعين الناس والجاه عند العامّة ، وإنّ الشره يوجب الخصاصة والفقر ، وإنّ الطمع يوجب ذلّة النفس المنيعة ، وإنّ العلم يوجب إقبال العامّة والعزّة والوجاهة والاُنس عند الخاصّة ، وإنّ العلم بصرٌ يتّقي به الإنسان كلّ مكروه ، ويدرك كلّ محبوب ، وإنّ الجهل عمى‏ ، وإنّ العلم يحفظك وأنت تحفظ المال ، وإنّ الشجاعة ثبات يمنع النفس عن التلوّن والحمد من الناس على‏ أيّ تقدير سواءٌ غلب الإنسان أو غلب عليه بخلاف الجبن والتهوّر ، وإنّ


ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
92

على‏ قَلبِكَ فإنَّ لكُلِّ عُضوٍ مِن البَدَنِ استِراحَةً .۱

(انظر) الرّفق : باب 1534 .
العبادة : باب 2462 .

3861 - تَعليمُ النَّفسِ وتَأديبُها وتَهذيبُها

الكتاب :

(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) .۲

الحديث :

۲۰۵۲۳.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : مَن نَصَبَ نَفسَهُ للنّاسِ إماماً فليَبدأ بتَعليمِ نَفسِهِ قَبلَ تَعليمِ غَيرِهِ ، وليَكُن تأديبُهُ بسِيرَتِهِ قَبلَ تأديبِهِ بلِسانِهِ ، ومُعَلِّمُ نَفسِهِ ومُؤدِّبُها أحَقُّ بالإجلالِ من مُعَلِّمِ النّاسِ ومُؤدِّبِهِم .۳

۲۰۵۲۴.عنه عليه السلام : أيُّها النّاسُ ، تَولّوا مِن أنفسِكُم تأديبَها ، واعدِلوا بِها عَن ضَراوَةِ عاداتِها .۴

۲۰۵۲۵.عنه عليه السلام: الاشتِغالُ بتَهذيبِ النَّفسِ‏أصلَحُ.۵

۲۰۵۲۶.عنه عليه السلام : خَيرُ النُّفوسِ أزكاها .۶

۲۰۵۲۷.عنه عليه السلام : ذروَةُ الغاياتِ لا يَنالُها إلّا ذَوُو التَّهذيبِ والمُجاهَداتِ .۷

۲۰۵۲۸.عنه عليه السلام : سياسَةُ النَّفسِ أفضَلُ سياسَةٍ .۸

۲۰۵۲۹.عنه عليه السلام : كلَّما ازدادَ عِلمُ الرّجُلِ زادَت عِنايَتُهُ بنَفسِهِ ، وبَذَلَ في رياضَتِها وصَلاحِها جُهدَهُ .۹

۲۰۵۳۰.عنه عليه السلام : المَرءُ حيثُ وَضَعَ نفسَهُ برياضَتِهِ وطاعَتِهِ؛ فإن نَزَّهَها تَنَزَّهَت، وإن دَنَّسَها تَدَنَّسَت .۱۰

۲۰۵۳۱.عنه عليه السلام : الرّجُلُ حيثُ اختارَ لنَفسِهِ ؛ إن صانَها ارتَفَعَت ، وإنِ ابتَذَلَها اتَّضَعَت .۱۱

۲۰۵۳۲.عنه عليه السلام: قُلوبُ العِبادِ الطّاهِرَةُ مَواضِعُ نَظَرِ اللَّهِ سبحانَهُ ، فمَن طَهَّرَ قَلبَهُ نَظَرَ إلَيهِ .۱۲

۲۰۵۳۳.عنه عليه السلام : النَّزاهَةُ مِن شِيَمِ النُّفوسِ الطّاهِرَةِ .۱۳

۲۰۵۳۴.عنه عليه السلام : اشتِغالُكَ بِمَعايِبِ نَفسِكَ يَكفيكَ العارَ .۱۴

۲۰۵۳۵.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام: احمِلْ نفسَكَ لنفسِكَ، فإن لَم تَفعَلْ لَم يَحمِلْكَ غَيرُكَ .۱۵

1.غرر الحكم : ۳۶۰۳ .

2.الشمس : ۷ - ۱۰ .

3.نهج البلاغة: الحكمة۷۳.

4.نهج البلاغة : الحكمة ۳۵۹ .

5.غرر الحكم : ۱۳۱۹ .

6.غرر الحكم : ۴۹۸۰ .

7.غرر الحكم : ۵۱۹۰ .

8.غرر الحكم : ۵۵۸۹ .

9.غرر الحكم : ۷۲۰۴ .

10.غرر الحكم : ۱۹۰۵ .

11.غرر الحكم : ۱۹۰۶ .

12.غرر الحكم : ۶۷۷۷ .

13.غرر الحكم : ۱۴۳۴ .

14.غرر الحكم : ۱۴۸۳.

15.الكافي : ۲ / ۴۵۴ / ۵ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
عدد المشاهدين : 226226
الصفحه من 643
طباعه  ارسل الي