بلادكم ولا أرى إلاّ مقيما فيكم .
فقالوا له : إنه ليس ذلك لك ، إنّها مهاجر نبي وليس ذلك لأحد حتّى يكون ذلك ، فقال لهم : فإنّي مخلّف فيكم من اُسرتي من إذا كان ذلك ساعده ونصره ، فخلّف فيهم حييّن الأوس والخزرج ، فلمّا كثروا بها كانوا يتناولون أموال اليهود ، فكانت اليهود تقول لهم : أمّا لو بُعث محمّد لنخرجنّكم من ديارنا وأموالنا ، فلمّا بعث اللّه محمّدا صلى الله عليه و آله وسلمآمنت به الأنصار وكفرت به اليهود ، وهو قول اللّه : « وَ كَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ ـ إلى ـ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَـفِرِينَ »۱ . ۲
۳.الكافي :عليّ ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لمّا ولد النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم جاء رجل من أهل الكتاب إلى ملأ من قريش فيهم هشام بن المغيرة ، والوليد بن المغيرة والعاص بن هشام ، وأبو وجزة بن أبي عمرو بن اُميّة وعتبه بن ربيعة فقال : أولد فيكم مولود الليلة ؟ فقالوا : لا، قال: فولد إذا بفلسطين غلام اسمه أحمد وبه شامة كلون الخزّ الأدكن ، ويكون هلاك أهل الكتاب واليهود على يديه ، قد أخطأكم واللّه يا معشر قريش ، فتفرّقوا وسألوا فأخبروا أ نّه ولد لعبد اللّه بن عبدالمطّلب غلام ، فطلبوا الرجل فلقوه فقالوا : إنّه قد ولد فينا واللّه غلام ، قال : قبل أن أقول لكم أو بعدما قلت لكم ؟ قالوا : قبل أن تقول لنا ، قال : فانطلقوا بنا إليه حتّى ننظر إليه ، فانطلقوا حتّى أتوا أُمّه فقالوا : اخرجي ابنك حتّى ننظر إليه ، فقالت : إنّ ابني واللّه لقد سقط وما سقط كما يسقط الصبيان ، لقد إتقى الأرض بيديه ورفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ، ثم خرج منه نور حتّى نظرت إلى قصور بُصرى وسمعت هاتفا في الجوّ يقول : لقد ولدتيه سيّد الاُمّة ، فإذا وضعتيه فقولي : اُعيذه بالواحد من شرّ كل حاسد ، وسمّيه محمّدا . قال الرجل : فأخرجيه ، فأخرجته فنظر إليه ثم قلّبه ونظر إلى الشامة بين كتفيه ، فخرَّ مغشيا عليه ، فأخذوا الغلام فأدخلوه إلى اُمه وقالوا : بارك اللّه لك