87
مسند ابي بصير ج1

كما اختلطت هذه الجيفة في هذه السباع الّتي أكل بعضها بعضا فاخلطهن ، ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ، ثم ادعهنّ يأتينك سعيا ، فلمّا دعاهنّ أجبنه ، وكانت الجبال عشرة . قال : وكانت الطيور الديك والحمامة والطاووس والغراب . ۱

۶۱.أمالي الصدوق :حدَّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال : حدَّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد الأشعري ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن الحسين بن سعيد الأزدي ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن عبداللّه بن صباح ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه الصادق عليه السلام قال : إذا كان يوم القيامة جمع اللّه الأوّلين والآخرين في صعيد واحد ، فتغشاهم ظلمة شديدة ، فيضجّون إلى ربهم ويقولون : يا ربّ اكشف عنّا هذه الظلمة . قال : فيقبل قوم يمشي النور بين أيديهم ـ وقد أضاء أرض القيامة ـ فيقول أهل الجمع : هؤلاء أنبياء اللّه ؟ فيجيئهم النداء من عند اللّه : ما هؤلاء بأنبياء ، فيقول أهل الجمع : فهؤلاء ملائكة ؟ فيجيئهم النداء من عند اللّه : ما هؤلاء بملائكة ، فيقول أهل الجمع : هؤلاء شهداء ؟ فيجيئهم النداء من عند اللّه : ما هؤلاء بشهداء ، فيقولون : من هم ؟ فيجيئهم النداء : يا أهل الجمع ، سلوهم من أنتم ؟ فيقول أهل الجمع : من أنتم ؟ فيقولون : نحن العلويون ، نحن ذريّة محمّد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، نحن أولاد علي وليّ اللّه ، نحن المخصوصون بكرامة اللّه ، نحن الآمنون المطمئنون ؟ فيجيئهم النداء من عند اللّه عز و جل : اشفعوا في محبّيكم وأهل مودّتكم وشيعتكم ، فيشفعون ويشفّعون . ۲

۶۲.كتاب الزهد :النضر بن سويد ، عن زرعة ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : إنّ الرحم معلّقة بالعرش تنادي يوم القيامة : اللّهمَّ صل من وصلني واقطع من قطعني ، فقلت : أهي رحم رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ؟ فقال : بل رحم رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم منها . وقال : إنّ الرحم تأتي يوم القيامة مثل كبّة المدار ـ وهو المغزل ـ

1.علل الشرائع ، ج۲ ، ص۵۸۶ ؛ بحار الأنوار ، ج۷ ، ص۴۱ ( كتاب العدل والمعاد ، باب إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره ، ح۱۲ ) .

2.الأمالي ، الصدوق ، ص۳۵۸ ؛ بشارة المصطفى ، ص۶۴ ؛ بحار الأنوار ، ج۷ ، ص۱۰۰ ( كتاب العدل والمعاد صفة المحشر ، ح۴ ) .


مسند ابي بصير ج1
86

إنّ إبراهيم عليه السلام نظر إلى جيفة على ساحل البحر تأكله سباع البرّ وسباع البحر ثمّ تحمل السباع بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا ، فتعجّب إبراهيم فقال : « رَبِّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْىِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَ لَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَـلـءِنَّ قَلْبِى قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ » فأخذ إبراهيم عليه السلامالطاووس والديك الحمام والغراب . فقال اللّه عز و جل : « فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ » أي قطّعهنّ ثم اخلط لحمهن وفرّقهن على كلّ عشرة جبال ، ثم خذ مناقيرهنّ وادعهنّ يأتينك سعيا ، ففعل إبراهيم ذلك وفرّقهن على عشرة جبال ثم دعاهنّ فقال : أجيبيني بإذن اللّه تعالى ، فكانت تجمع ويتألّف لحم كلّ واحد وعظمه إلى رأسه وطارت إلى إبراهيم فعند ذلك قال إبراهيم « أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ » .۱

۶۰.علل الشرائع :حدَّثنا محمّد بن الحسن رحمه الله قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبي أيّوب قال : حدَّثنا أبو بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : لمّا رأى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض التفت فرأى رجلاً يزني فدعا عليه فمات ، ثم رأى آخر فدعا عليه فمات ، حتى رأى ثلاثة فدعا عليهم فماتوا ، فأوحى اللّه تعالى إليه : يا إبراهيم دعوتكَ مجابة فلا تدعو على عبادي فإنّي لو شئت لم اخلقهم ، إنّي خلقت خلقي على ثلاثة أصناف ، عبدا يعبدني لا يشرك بي شيئا فاُثيبه ، وعبدا يعبد غيري فلن يفوتني ، وعبدا يعبد غيري فأخرج من صلبه من يعبدني . ثم التفت فرأى جيفةً على ساحل البحر بعضها في الماء وبعضها في البرّ ، تجيء سباع البحر فتأكل ما في الماء ثم ترجع ، فيشتمل بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا ، وتجيء سباع البرّ فتأكل منها ، فيشتمل بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا .
فعند ذلك تعجّب إبراهيم عليه السلام ممّا رأى وقال : يا ربّ ، أرني كيف تحيي الموتى ، هذه أُمم يأكل بعضها بعضا ! قال : أو لم تؤمن ؟ قال : بلى ، ولكن ليطمئنّ قلبي ، يعني حتّى أرى هذا كما رأيت الأشياء كلها ، قال : خذ أربعة من الطير فقطّعهنّ وأخلطهن

1.تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج۱ ، ص۹۱ ؛ بحار الأنوار ، ج۷ ، ص۳۶ ( كتاب العدل والمعاد ، باب إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره ، ح۴ ) .

  • نام منبع :
    مسند ابي بصير ج1
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 95244
الصفحه من 610
طباعه  ارسل الي