191
بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)

ثُمَّ قال : من موجبات المغفرة إطعام المؤمن السغبان ، ثُمَّ تلا قوله تعالى : « أَوْ إِطْعَـمٌ فِى يَوْمٍ ذِى مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ »۱ . ۲

۱۸۰.وقال عليه السلام :مَن سرَّه أن يمدَّ اللّه في عمره ، وأن يبسط له في رزقه ، فليصل رحمه ، فإنّ الرحم لها لسان يوم القيامة ، يقول : يا ربِّ صل مَن وصلني ، واقطع من قطعني . فالرجل ليُرى بسبيل خير ، إذ أتته الرحم الّتي قطعها ، فتهوي به إلى أسفل قعر في النار . ۳

۱۸۱.وقال عليه السلام :لا تحلفوا إلاّ باللّه ، ومَن حلف باللّه فليرضَ ، ومَن حلف باللّه فلم يرضَ ، فليس من اللّه . ۴

۱۸۲.وقال عليه السلام :مَن كفّل لنا يتيما قطعته عنّا محنتنا باستتارنا ، فواساه من علومنا الّتي سقطت إليه ، حتّى أرشده وهداه ، قال اللّه تعالى : «أيّها العبد الكريم المواسي ، أنا أولى بالكرم منك ، اجعلوا له يا ملائكتي في الجنان بعدد كلّ حرف علّمه ألف ألف قصر ، وضمّوا إليه ما يليق بها من سائر النّعم» . ۵

۱۸۳.وقيل له عليه السلام :أيّ الأعمال أفضل ؟ فقال عليه السلام : الحالّ المرتحل . فقيل له : وما ذاك؟
قال : هو فتح القرآن وختمه ، فإنّه كلّما جاء بأوّله ارتحل بآخره ، ولقد قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : مَن أعطاه اللّه القرآن ، فرأى أن رجلاً أعطى أفضل ممّا أعطاه اللّه ، فقد صغّر عظيما ، وعظّم صغيرا . ۶

1.البلد : ۱۴ ـ ۱۶ .

2.الكافي ، ج ۲ ، ص ۲۰۱ ؛ ثواب الأعمال ، ص ۱۳۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۴ ، ص ۳۷۳ .

3.الكافي ، ج۲ ، ص۱۵۶ ؛ بحار الأنوار ، ج۷۴ ، ص۱۳۰.

4.الكافي ، ج۷ ، ص۴۳۸ ؛ تهذيب الأحكام ، ج۸ ، ص۲۸۴ ، ح۱۰۴۰ ؛ النوادر ، الأشعري ، ص۵۰ ؛ بحار الأنوار ، ج۱۰۴ ، ص۲۸۶.

5.الاحتجاج ، ج۱ ، ص۸ .

6.الكافي ، ج۲ ، ص۶۰۵ ؛ معاني الأخبار ، ص۱۹۰ ؛ بحار الأنوار ، ج۹۲ ، ص۲۰۴ . وفي النهاية ، ابن الأثير ، ج ۱ ، ص ۴۳۰ ، أنّه سُئل صلى الله عليه و آله : أي الأعمال أفضل ؟ فقال : الحال المرتحل . قيل : وما ذاك؟ قال : الخاتم المفتح ، وهو الّذي يختم القرآن بتلاوته ، ثُمَّ يفتتح التلاوة من أوّله .


بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
190

۱۷۴.وقال عليه السلام:مَن زار أخاه في اللّه ،طلبا لإنجاز موعد اللّه ، شيّعه سبعون ألف ملك ، وهتف به هاتف من خلف : ألا طبتَ ، وطابت لك الجنّة . فإذا صافحه غمرته الرحمة . ۱

۱۷۵.وسمع عليه السلام رجلاً يقول :اللّهم اغنني من خلقك .
فقال عليه السلام له : لا تقل هذا ، فإنّ الناس بالناس ، ولكن قل : اللّهمَّ اغنني عن شرار خلقك . ۲
وإلى هذا يشير أبو العلاء المعريّ في ديوانه اللّزوميات :

النّاس للنّاس من بَدْوٍ وحاضرةبعضٌ لبعض وإن لم يشعروا خَدَمُ

۱۷۶.وقال عليه السلام :كفى بالمرء عيبا ، أن يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه ، أو يؤذي جليسه بما لا يَعْنيه . ۳

۱۷۷.وقال له رجل :إنّي أُحبّك في اللّه حبّا شديدا! فنكس عليه السلام رأسه ثُمَّ قال عليه السلام : اللّهمَّ إنّي أعوذ بك أن أحبُّ فيك وأنت لي مبغض . وقال لذلك الرجل : أحبّك للّذي تحبّني فيه . ۴

۱۷۸.وقال عليه السلام :طوبى لمن طاب خُلقه! وطهرت سجيّته ، وصلحت سريرته ، وحسنت علانيته ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله ، وأنصف الناس من نفسه . ۵

۱۷۹.وقال عليه السلام :مَن أطعم مؤمنا حتّى يشبعه ، لم يدرِ أحد من خلق اللّه ما له من الأجر في الآخرة ، لا ملك مقرّب ، ولا نبيّ مرسل ، إلاّ اللّه ربّ العالمين .

1.مشكاة الأنوار ، ص۳۶۳.

2.الصحيفة السجادية ، دعاء ۵۶ ؛ تحف العقول ، ص۲۷۸ ؛ بحار الأنوار ، ج۷۸ ، ص۱۳۵.

3.الكافي ، ج۲ ، ص۴۶۰ ؛ الاختصاص ، ص۲۲۸.

4.الصحيفة السجادية ، دعاء ۲۶۴ ؛ الخصال ، ص۵۱۸ ؛ تحف العقول ، ص۲۸۲ ؛ بحار الأنوار ، ج۴۶ ، ص۶۲.

5.الكافي ، ج۲ ، ص۱۴۴ ؛ الاختصاص ، ص۲۲۸ ؛ بحار الأنوار ، ج۶۹ ، ص۴۰۰ ؛ و ج۷۵ ، ص۳۰.

  • نام منبع :
    بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
    المساعدون :
    الحائری، جعفر عباس
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 246224
الصفحه من 336
طباعه  ارسل الي