213
بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)

فأعرض عنه ولم يُجبه ، فقال له الزبيري : ما يمنعك من جوابي؟
فقال عليه السلام : ما يمنعك من جواب الرجل! ۱

۲۴۶.وكان عليه السلام يقضي ما فاته من صلاة نافلة النهار في الليل ، ويقول:يا بني ، ليس هذا عليكم بواجب،ولكن أُحبّ لمن عوّد منكم نفسه عادة من الخير أن يدوم عليها. ۲

۲۴۷.وقال عليه السلام :إنّ طبائع النّاس كلّها مركبة على الشهوة والرغبة ، والحرص والرهبة ، والغضب واللّذة ، إلاّ أنّ في النّاس مَن قد ضمّ هذه الخِلال بالتقوى ، والحياء والأنف ، فإذا دعت نفسك إلى كبيرة من الأمر فَارْمِ ببصرك إلى السماء ، فإن لم تخف ممّن فيها ، فانظر إلى من في الأرض لعلك أن تستحي ممّن فيها ، فإن كنت لا ممّن في السماء تخاف ، ولا ممّن في الأرض تستحي ، فعدَّ نفسك في البهائم . ۳

۲۴۸.وقال عليه السلام :إن العبد المؤمن ليطلب الإمارة والتجارة ، فإذا أشرف من ذلك على ما يهوى ، بعث اللّه إليه ملكا يصدُّه عن أمر لو دخل فيه لاستخفّ النار ، فنزل الملك ويصدّه عن ذلك الأمر بلطف اللّه تعالى ، ويصبح العبد يقول : لقد دهاني من دهاني فعل اللّه به ، وفعل ما يدري ، أنّ اللّه عز و جل هو الناظر له في ذلك ، ولو تركه وذلك الشيء لدخل النار . ۴

۲۴۹.عن أبي جعفر عليه السلام ، قال :كان علي بن الحسين عليه السلام إذا همّ بأمر حجٍّ أو عمرة ، أو بيع أو شراء أو عتق ، تطهّر ثُمَّ قال : اللّهمَّ إن كان كذا وكذا خيرا في ديني ، وخيرا لي في دنياي وآخرتي، وعاجل أمري وآجله ، فيسّره لي ، ربِّ اعزم على رشدي ، وإن كرهت ذلك وأبته نفسي . ۵

1.نثر الدر ، ج ۱ ، ص ۳۴۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۶ ، ص ۱۰۱.

2.كشف الغمّة ، ج ۲ ، ص ۷۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۶ ، ص ۹۸.

3.نزهة الناظر ، ص ۱۰۴ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۱ ، ص ۲۱۳.

4.التمحيص ، ص ۵۶ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۵۱۴ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۷ ، ص ۲۴۳.

5.المحاسن ، ج ۲ ص ۶۰۰ ، تهذيب الأحكام ، ج ۳ ، ص ۱۸۰ مع اختلاف ؛ الجامع للشرائع ، ص ۱۱۳ مع اختلاف .


بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
212

فقال : ابعدوا عن الكعبة ، فلو كان فيكم أحد يجيبه الرحمن لأجابه .
ثُمَّ أتى الكعبة ، فخرّ ساجدا ، فسمعته يقول في سجوده : سيّدي بحبّك لي ألاّ أسقيتهم الغيث .
فما استّتم الكلام ، حتّى أتاهم الغيث كأَفْواه القِرَب ، ثُمَّ وَلّى عنّا قائلاً :

مَن عرف الربّ فلم تغنهمعرفة الربّ فهذا شقي
ما ضرّ في الطاعة ما نالهفي طاعة اللّه وماذا لقي
ما يصنع العبد بعزّ الغنىوالعزّ كلّ العزّ للمتّقي
فسُئِل عنه ، فقالوا : هذا زين العابدين عليه السلام . ۱

۲۴۳.وخرج عليه السلام إلى مكّة ، فإذا هو برجل يقطع الطريق فقال للإمام :انزل .
فقال عليه السلام : تريد ماذا؟ قال : أُريد أن أقتلك ، وآخذ ما معك .
قال : فأنا أُقاسمك ما معي واُحلِلك! فقال اللّص : لا . قال : فدع معي ما ابتلغ به ، فأبى . قال : فأين ربّك ؟ قال : نائم .
فإذا أسدان مقبلان بين يديه ، فأخذ هذا برأسه ، وهذا برجليه .
ثُمَّ قال عليه السلام : زعمت أنّ ربّك عنك نائم . ۲

۲۴۴.وقال عليه السلام :ما عُرض لي قطّ أمران أحدهما للدنيا والآخر للآخرة ، فآثرت الدنيا ، إلاّ رأيت ما أكره قبل أن اُمسي . ۳

۲۴۵.وقال رجل لرجل من آل الزبير كلاما أَقْذَع ۴ فيه .
فأعرض الزبيري عنه ، ثُمَّ دار الكلام ، فسبّ الزبيري علي بن الحسين ،

1.مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب ، ج ۳ ، ص ۲۸۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۶ ، ص ۵۱.

2.مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب ، ج ۳ ، ص ۲۸۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۶ ، ص ۴۱.

3.الزهد ، الكوفي ، ص ۵۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۶ ، ص ۹۲.

4.«قذعه» ـ كمنعه ـ : رماه بالفحش .

  • نام منبع :
    بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
    المساعدون :
    الحائری، جعفر عباس
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 252220
الصفحه من 336
طباعه  ارسل الي