215
بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)

عنك ، وتذكره بخير ، قد أعطاك اللّه عز و جل مثل ما سألت له ، وأثنى عليك مثلي ۱ ما أثنيت عليه ، ولك الفضل عليه ، وإذا هم سمعوه يذكر أخاه بسوء ، ويدعو عليه ، قالوا : بئس الأخ أنت لأخيك! كُفّ أيّها المستتر على ذنوبه وعورته ، وارجع على نفسك ، واحمد اللّه الّذي ستر عليك ، واعلم أنّ اللّه عز و جل أعلم بعبده منك . ۲

۲۵۴.وقال عليه السلام :إن اللّه تعالى لمّا خلق الدنيا أعرض منها ، فلم ينظر إليها من هوانها عليه . ۳

۲۵۵.وقال عليه السلام :يتزيّن كلٌ منكم يوم العيد إلى الغسل وإلى الكحل ، وليدع ما بلغ ما استطاع ، ولا يكوننّ أحدكم أحسن هيئة ۴ ، وأرذلكم عملاً . ۵

۲۵۶.وقال عليه السلام :في تفسير هذه الآية : « وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَـتِ جَنَّـتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَْنْهَـرُ خَــلِدِينَ فِيهَا وَمَسَـكِنَ طَيِّبَةً فِى جَنَّـتِ عَدْنٍ وَرِضْوَ نٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَ لِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ » .۶
إذا صار أهل الجنة في الجنة ، ودخل وليّ اللّه جناته ومساكنه ، واتّكى كل مؤمن منهم على أريكته ، حفّته خدّامه ، وتهدّلت عليه الثمار ، وتفجّرت حوله العيون ، وجرت من تحته الأنهار ، وبسطت له الزرابي ، وصففت له الثمار ۷ ، وأتته الخُدام بما شاءت شهوته من قبل أن يسألهم ذلك .
ويخرج عليهم الحور العين من الجنان ، فيمكثون بذلك ۸ ما شاء اللّه .

1.في نسخةٍ : «مثل» .

2.الكافي ، ج ۲ ، ص ۵۰۸ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۷ ، ص ۱۱۱.

3.كنز العمال ، ج ۳ ، ص ۱۹۰ ، ح ۶۱۰۰ ، عن ابن عساكر.

4.في بعض النسخ : «حياة» .

5.مستدرك الوسائل ، ج ۶ ، ص ۱۵۰ ، ح ۶۶۷۰ ، عن لب اللباب .

6.التوبة : ۷۲.

7.في بعض النسخ : «النمارق» .

8.أي بلقائهم بالحور العين .


بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
214

۲۵۰.وعن الثُّمالي قال :قلت لعلي بن الحسين عليه السلام : لأيّ علّة حجب اللّه عز و جل الخلق عن نفسه؟
قال : لأنّ اللّه ـ تبارك وتعالى ـ بناهم بُنيةً على الجهل ، فلو أنّهم كانوا ينظرون إلى اللّه عز و جل لما كانوا بالذي يُهابونه ، ولا يُعظّمونه ، نظير ذلك أحدكم إذا نظر إلى بيت اللّه الحرام أوّل مرّة عظّمه ، فإذا أتت عليه أيّام وهو يراه ، لا يكاد أن ينظر إليه إذا مرّ به ، ولا يُعظّمه ذلك التعظيم . ۱

۲۵۱.وقال عليه السلام :لو أنزل اللّه تعالى كتابا أنّه معذّبٌ رجلاً واحدا ، لخفتُ أن أكونه ، أو أنه راحم رجلاً واحدا ، لرجوت أن أكونه ، أو أنّه معذّبي لا محالة ، ما ازددت إلاّ اجتهادا ، لئلا أرجع على نفسي بلائمة . ۲

۲۵۲.وقال عليه السلام :
لباسي للدّنيا التجمّل والصبرُولَبْسِيَ للاُخرى البشاشة والبشر
إذا اعترني أمرٌ لجأتُ إلى العرا۳لأني من القوم الّذين لهم فخر
ألم ترَ أنّ العرف قد مات أهلهوأنّ الندّى والجود ضمّهما قبر
على العُرِف والجود السلام فما بقىمن العُرف إلاّ الرسم في الناس والذكر
وقائلةٍ لمّا رأتني مُسهّداكأنّ الحشا منّي يَلْذَعُها الجمر
أُباطن داء لو حوى منك ظاهرافقلت الّذي بي ضاق عن وُسعة الصدر
تغيّر أحوالٍ وفقد أحبّةٍوموت ذوي الأفضال قالت كذا الدهر۴

۲۵۳.وقال عليه السلام :إنّ الملائكة إذا سمعوا المؤمن يدعو لأخيه المؤمن بظهر الغيب ، أو يذكره بخير ، قالوا : نِعم الأخ أنت لأخيك ، تدعو له بالخير ، وهو غائب

1.علل الشرائع ، ج ۱ ، ص ۱۱۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۳ ، ص ۱۵.

2.نثر الدر ، ج ۱ ، ص ۱۳۱.

3.في نسخةٍ : «العزا» .

4.مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب ، ج ۳ ، ص ۳۰۴ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۶ ، ص ۹۷.

  • نام منبع :
    بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
    المساعدون :
    الحائری، جعفر عباس
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 246239
الصفحه من 336
طباعه  ارسل الي