219
بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)

السابقات إلى الإسلام ، ولم تزل تحت أبي طالب ، إلى أن ماتت . ۱
وفي رواية أُخرى قال عليه السلام : واعجباه! أيطعنون على أبي طالب ، أو على رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وقد نهاه أن تقرّ مؤمنة مع كافر في غير آية من القرآن ، ولا يشكّ أحد أنّ فاطمة بنت أسد عليهاالسلام من المؤمنات الصادقات ۲ ، فإنّها لم تزل تحت أبي طالب ، حتّى مات أبو طالب . ۳
قلت : وهذا الكلام بيان حاسم من الإمام في عقيدة أبي طالب باللّه ورسوله صلى الله عليه و آله ، وردٌّ لاُولئك الأشخاص الّذين أعماهم التعصّب الذّميم ، وراحوا يقولون في أبي طالب عليه السلام كذا وكذا .
وقد ألّف في أبي طالب كثيرٌ من العلماء الشيعة والسنة في طارف الزمن وتليده ، يثبتون إيمانه ، ويفنّدون الأقوال الكاذبة الّتي اتّهم بها ، فراجع .

۲۶۵.وعن عبداللّه البرقي قال :سألتُ علي بن الحسين عليهماالسلام عن النبيذ؟ فقال عليه السلام : قد شربه قوم ، وحرّمه قوم صالحون ، فكان شهادة الّذين دفعوا ۴ بشهادتهم شهواتهم ، أولى بأن تقبل من الّذين جروا بشهادتهم شهواتهم . ۵

۲۶۶.قال عليه السلام :لئن أدخل السوق ومعي دراهم ، ابتاع به لعيالي لحما ، وقد قرموا ۶ إليه ، أحبُّ إليَّ من أن أعتق نسمة . ۷

1.شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد ، ج ۳ ، ص ۳۱۲ ؛ الدرجات الرفيعة ، ص ۵۰ ؛ الغدير ، ج ۷ ، ص ۳۸۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۳۵ ، ص ۱۵۷.

2.في بعض المصادر : «السّابقات» .

3.شرح الأخبار ، القاضي نعمان ، ج ۳ ، ص ۲۲۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲۵ ، ص ۱۱۵.

4.في نسخةٍ : «منعوا» .

5.الاحتجاج ، ج ۲ ، ص ۴۵ ؛ اختيار معرفة الرجال ، ج ۱ ، ص ۳۴۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۶ ، ص ۴۸۲ .

6.«القرم» : شدة الشهوة على اللحم .

7.الكافي ، ج ۴ ، ص ۱۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۶ ، ص ۶۶.


بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
218

وللشرّ دولة على الخير ، وللجهل دولة على الحلم ، وللجزع دولة على الصبر ، وللخوف ۱ دولة على الرفق ، وللبؤس دولة على الخصب ، وللشدّة دولة على الرخاء ، وللرغبة دولة على الزهد ، وللبيوت الخبيثة دولة على بيوتات الشرف ، وللأرض السبخة دولة على الأرض العَذبة . ۲

۲۶۳.وقال عليه السلام :عجبت لطالب فضيلة ترك فريضة ! وليس ذلك إلاّ لحرمان معرفة الأمر وتعظيمه ، وترك رؤية مشيته ، بما أهلّه لأمره ، واختاره لهم . ۳

خاتمة

في مواضيع مختلفة

۲۶۴.سُئل منه عليه السلام عن إيمان أبي طالب عليه السلام ؟ فقال عليه السلام :واعجباه! إن اللّه تعالى نهى رسوله صلى الله عليه و آله أن يقرّ مسلمة على نكاح كافر ، وقد كانت فاطمة بنت أسد ۴ من

1.في نسخةٍ : «للخرق» .

2.تاريخ مدينة دمشق ، ج ۴۱ ، ص ۴۱۰ ، وفيه إضافة : «وما من شيء إلاّ وله دولة ، حتّى تنقضي دولته ، فتعوذوا باللّه من تلك الدول ، ومن الحياة في النقمات» .

3.مصباح الشريعة ، ص ۱۱۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۱ ، ص ۲۱۶ . وفي شرح الگيلاني للمصباح : أي ترك أهمّ الفضائل من الواجبات ، ولا يكون في تحصيلها ، ويختار المرجوح على الأرجح ، والمفضول على الفاضل ، وليس إلاّ لحرمان معرفة الأمر . ويقول الإمام الصادق عليه السلام : وكان السّلف لا يزالون من وقت الفريضة إلى وقت الفرض في إصلاح الفرضين جميعا ، وترى أهل الزمان يشتغلون بالفضائل دون الفرائض . كيف يكون جسدٌ بلا روح ؟! وعجبت لطالب فضيلة . . . .

4.قالت الدكتورة بنت الشاطئ في بطلة كربلاء زينب بنت الزهراء ، ص ۲۳ ، ط مصر : زوجة أبي طالب عم النّبي ، وأول سيدة تزوجت هاشميا وولدت وأدركت النّبي صلى الله عليه و آله ، وأسلمت وحسن إسلامها ... . وفي الطبقات الكبرى لابن سعد ، والسيرة النبوية لابن هشام ، ومقاتل الطالبيين للاصبهاني ، عن ابن عباس : لما ماتت فاطمة أُم علي بن أبي طالب ألبسها رسول اللّه قميصه ، واضطجع معها في قبرها ، فقال له أصحابه : يا رسول اللّه ، ما رأيناك صنعت بأحد ما صنعت بهذه المرأة ؟ فقال : إنه لم يكن بعد أبي طالب أبرّ بي منها ، إنّي إنّما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة ، واضطجعت معها في قبرها ليهون عليها .

  • نام منبع :
    بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
    المساعدون :
    الحائری، جعفر عباس
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 252229
الصفحه من 336
طباعه  ارسل الي