231
بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)

مبوّأ صدق في الجنة . وأيّما مؤمن مسّه أذى فينا فدمعت عيناه حتّى يَسيل دمعه على خديه من مصاحبة ۱ ما أوذي فينا ، صرف اللّه عن وجهه الأذى ، وآمنه يوم القيامة من سخط النار ۲ . ۳

۳۱۷.وقيل :تَشاجَر هو وبعض الناس في مسألة من الفقه ، وقال عليه السلام : ياهذا إنك لو صرت إلى منازلنا لَأريناك آثار جبرئيل في رحالنا ، أفيكون أحد أعلم بالسنّة منّا؟! ۴

۳۱۸.وسأل رجل علي بن الحسين زين العابدين عليهماالسلام فقال له :أخبرني يابن رسول اللّه بماذا فَضلتم الناس جميعا وَسُدْتُموهم؟
فقال عليه السلام : أنا أُخبرك بذلك ، اعلم إنّ الناس كلهم لا يخلون من أن يكونوا أحد ثلاثة : أما رجل أسلم على يد جدّنا صلى الله عليه و آله ، فهو مولانا ونحن سادته ، وإلينا يرجع بالولاء ، أو رجل قاتلناه فقتلناه فمضى إلى النار ، أو رجل أخذنا منه جزية عن يد وهو صاغر ، ولا رابع للقوم ، فأيّ فضلٍ لم نَحُزْهُ ، وشرفٍ لم نَحْصله بذلك ؟ ۵

۳۱۹.وقال عليه السلام :علّم رسول اللّه صلى الله عليه و آله عليّا ألف كلمة ، كل كلمة تفتح ألف كلمة . ۶

1.في بعض المصادر : «مضاضة» .

2.يقول الشيخ هادي كاشف الغطاء في المقبولة الحسينية : فَاْبكِ دما على قتيل العترةوالسيّد السّبط شهيد العترة عبرة كل مؤمن ومُتقيفما بكى باكٍ عليه فشقي وإنْ يَفُتك أن تكون الباكيفلا يَفُتك الأجر بالتباكي وقال الإمام الرضا عليه السلام : مَن تذكّر مصابنا وبكى لما ارتُكب منّا ، كان معنا في درجتنا يوم القيامة ، ومَن ذَكّر بمصابنا ، فبكى وأبكى ، لم تبك عينه يوم تبكي العيون ، ومَن جلس مجلسا يُحيي فيه أمرنا ، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب . (بحار الأنوار ، ج ۴۴ ص ۲۷۸)

3.تفسير القمّي، ج ۱، ص ۲۹۱ ؛ كامل الزيارات، ص ۱۰۰، ثواب الأعمال ، ص ۱۰۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۴، ص ۲۸۱.

4.بحار الأنوار ، ح ۷۸ ، ص ۱۶۱ ، وروى مثله في بصائر الدرجات، ص ۱۲ .

5.الفصول المختارة ، ص ۲۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۰ ، ص ۱۴۶.

6.الخصال ، ص ۶۵۰ ؛ بصائر الدرجات ، ص ۳۰۹ ؛ الاختصاص ، ص ۲۸۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۰ ، ص ۱۳۳.


بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
230

وفي رواية أُخرى ، عن الثُّمالي عنه عليه السلام أنّه قال :
إن اللّه خلق محمّد ا وعلى ا ، والطيبين من ذريتهما من نور عظمته ، وأقامهم أشباحا قبل المخلوقات .
ثُمَّ قال : أتظن إن اللّه لم يخلق خلقا سواكم؟ بلى واللّه ، لقد خلق اللّه ألف ألف آدم ، وألف ألف عالم ، وأنت واللّه في آخر تلك العوالم . ۱

۳۱۴.وعن أبي إسحاق قال :قلت لعلي بن الحسين عليهماالسلام : ما معنى قول النبي صلى الله عليه و آله : مَن كنتُ مولاه فعلي مولاه؟
قال عليه السلام : أخبرهم أنّه الإمام من بعده . ۲

۳۱۵.وقال عليه السلام :إن اللّه خلق النبيّين من طينة عليّين قلوبهم وأبدانهم ، وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة ، وجعل خلق أبدان المؤمنين من دون ذلك ، وخلق الكفّار من طينة سجّين قلوبهم وأبدانهم ، فخلط بين الطينتين ، فمن هذا يلد المؤمن الكافر ، ويلد الكافر المؤمن ۳ ، وهاهنا يصيب المؤمن السيئة ، ومن هاهنا يصيب الكافر الحسنة، فقلوب المؤمنين تَحِنُّ إلى ما خلقوا منه ، وقلوب الكافرين تَحِنُّ إلى ما خلقوا منه . ۴

۳۱۶.وقال عليه السلام :أيّما مؤمن دمعت عيناه بقتل الحسين بن علي عليهماالسلام دمعة حتّى تسيل على خدّه ، بوّأه اللّه بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا . وأيّما مؤمن دمعت عيناه دمعا حتّى تسيل على خده لأذى مسّنا من عدونا في الدنيا ، بوّأه اللّه

1.مشارق أنوار اليقين ، ص ۴۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲۵ ، ص ۲۵.

2.معاني الأخبار ، ص ۶۵ ؛ الأمالي ، الطوسي ، ص ۱۰۷ ؛ الأمالي ، الصدوق ، ص ۱۸۵ ، ح ۱۹۱.

3.وسُئِل عن الإمام الصادق عليه السلام : من أيّ شيء خلق اللّه طينة المؤمن؟ قال : من طينة عليّين ، ثُمَّ يُسأل فمن أيّ شيء خلق المؤمن؟ قال : من طينة الأنبياء ، فلن ينجّسه شيء . (بحار الأنوار ، ج ۶۷ ، ص ۷۸)

4.الكافي ، ج ۲ ، ص ۲ ؛ علل الشرائع ، ج ۱ ، ص ۸۲ ؛ المحاسن ، ج ۱ ، ص ۱۳۳ ؛ بصائر الدرجات ، ص ۱۵ ؛ الاختصاص ، ص ۲۴ ؛ بحار الأنوار ، ج ۵ ، ص ۲۳۹.

  • نام منبع :
    بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
    المساعدون :
    الحائری، جعفر عباس
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 246219
الصفحه من 336
طباعه  ارسل الي