233
بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)

المفتري على اللّه ، والمدّعي لما ليس له بأهل ، المخالف على أبيه ، والحاسد لأخيه ، ذلك اليوم الّذي يروم كشف سرّ اللّه عند غيبة وليّ اللّه .
ثُمَّ بكى عليّ بن الحسين بكاءً شديدا ، قال : ثُمَّ قال : كأنّي بجعفر الكذّاب ، وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر وليّ اللّه ، والمغيَّب في حفظ اللّه ، والتوكيل بحرم أبيه ، جهلاً منه بولادته ، وحرصا على قتله إن ظُفر به ، طمعا في ميراث أبيه ، حتّى يأخذه بغير حقّ .
فقال أبو خالد الكابلي : فقلت له : يابن رسول اللّه ، وإنّ ذلك لكائن؟ فقال : أي وربّي ، إنّ ذلك لكائن ، عندنا في الصحيفة الّتي ذُكر فيها المحن ، الّتي تجري علينا بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
قال : فقلت له : يابن رسول اللّه ، ثُمَّ بماذا يكون؟
قال : ثُمَّ تمتدّ الغيبة بوليّ اللّه الثاني عشر من أوصياء رسول اللّه والأئمّة بعده .
يا أبا خالد الكابلي ، إنّ أهل زمان غيبته ، والقائلين بإمامته ، والمنتظرين لظهوره ، أفضل من أهل كل زمان ؛ لأنّ اللّه ـ تعالى ذكره ـ أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت بهم الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة ، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يَدي رسول اللّه صلى الله عليه و آلهبالسيف ، اُولئك المخلصون حقّا ، وشيعتنا صدقا ، والدعاة إلى دين اللّه سرا وجهرا .
وقال عليه السلام : انتظار الفرج من أفضل العمل . ۱

۳۲۲.ولمّا أراد أن يُوارِي جسد أبيه الإمام أبي عبداللّه الحسين عليه السلامالمقدّس ، اعتنقه وبكى بكاءً عاليا ، ثُمَّ بسط كفّيه تحت ظهره وقال عليه السلام :باسم اللّه وفي سبيل اللّه ، وعلى ملّة رسول اللّه ، صدق اللّه ورسوله ، ما شاء اللّه ، لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العلّي العظيم .

1.الاحتجاج ، ج ۲ ، ص ۴۸ ؛ إعلام الورى ، ص ۴۰۷ ؛ كمال الدين ، ص ۳۱۹ ؛ إلزام الناصب ، ج ۱ ، ص ۲۱۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۳۶ ، ص ۳۸۶ ، مع اختلاف في الجميع .


بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
232

وفي رواية أُخرى : . . . والألف كلمة ، تفتح كلّ كلمة ألف كلمة .

۳۲۰.وقال عليه السلام :فينا نزلت هذه الآية : « وَأُوْلُواْ الأَْرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِى كِتَـبِ اللَّهِ »۱ . وفينا نزلت هذه الآية : « وَ جَعَلَهَا كَلِمَةَم بَاقِيَةً فِى عَقِبِهِ ى »۲ ، والإمامة في عقب الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، وإنّ للغائب منّا غيبتين ، أحدهما أطول من الاُخرى ، أمّا الاُولى فستّة أيّام ، أو ستّة أشهر ، أو ستة سنين ، وأمّا الاُخرى فيطول أمدها حتّى يرجع عن هذا الأمر أكثر مَن يقول به ، فلا يلبث عليه إلاّ من قوى يقينه ، وصحَت معرفته ، ولم يجد في نفسه حرجا ممّا قضينا ، وسلّم لنا أهل البيت . ۳

۳۲۱.وعن أبي خالد الكابلي قال :قلت للإمام زين العابدين عليه السلام : سيّدي أخبرني بالذين فرض اللّه علينا طاعتهم ، وأوجب على عباده الاقتداء بهم بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ؟
فقال عليه السلام : ياكُنْكر ، إنّ الّذين جعلهم اللّه أئمّة للنّاس ، وأوجب عليهم طاعتهم ؛ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، ثُمَّ الحسن والحسين ابنا عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، ثُمَّ انتهى الأمر إلينا ، وسكت .
فقلت له : ياسيّدي روي لنا عن أميرالمؤمنين عليه السلام : إنّ الأرض لا تخلو عن حجة اللّه على عباده ، فَمَن الحجّة والإمام بعدك؟
فقال : الإمام ابني محمّد ، فاسمه في التوراة باقر ، يبقر العلم بقرا ، هو الحجّة والإمام بعدي ، ومن بعد محمّد ابنه جعفر ، واسمه عند أهل السماء الصادق . فقلت له : فكيف صار اسمه صادق وكلّكم صادقون؟ فقال عليه السلام : حدّثني أبي عن أبيه ، إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال : إذا ولد ابني جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب فسمّوه الصادق ؛ لأنّ الخامس من ولده ـ الّذي اسمه جعفر ـ يدّعي الإمامة افتراءً على اللّه وكذبا عليه ، فسمّوه جعفر الكذّاب ،

1.الأنفال : ۷۵.

2.الزخرف : ۲۸.

3.الإمامة والتبصرة ، ص ۱۳ ؛ كمال الدين ، ص ۳۲۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۵۱ ، ص ۱۳۴.

  • نام منبع :
    بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
    المساعدون :
    الحائری، جعفر عباس
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 313660
الصفحه من 336
طباعه  ارسل الي