245
بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)

۳۴۰.وقال عليه السلام لأبي حمزة :ياأبا حمزة ، إن عِشْت بعدي لترينّ هذا الغلام ـ يعني زيد ا ـ في ناحية الكوفة مقتولاً مدفونا ، منبوشا مصلوبا ، مسحوبا مصلوبا في الكناسة ، ثُمَّ يُنزل فيُحرق ، ويُدق ويُذرّى في البرّ .
فشاهد أبو حمزة جميع ذلك . ۱

۳۴۱.وكان يقول عليه السلام في طريقه إلى الشام :
ساد العلوج فما ترضى بذا العرب۲وصار يقدم رأس الاُمّة الذَنَبُ
يالَلرجال لما يأتي الزمان بهمن العجيب الّذي ما مثله عَجَبُ
آل الرسول على الاقتاب عارية و آل مروان تسري تحتهم نُجبُ۳

۳۴۲.وأيضا يقول عليه السلام في ذلك الطريق :
هذا الزمان فما تُفنى عجائبُهعن الكرام ولا تُهدى مصائبه
فليت شعري إلى كم ذا يحاربنابصرفه وإلى كم ذا تحاربه
يسري بنا فوق أعْياسٍ بلا وطاءٍوسائق العيس يحمى عنه عازبه
كأنّنا من بنات الروم بينهمأو كلّ ما قاله المختار كاذبه
كفرتم برسول اللّه وَيْحَكُميا أمّة السوْءِ أخلفتم مذاهبه۴

۳۴۳.وعن سعيد بن جبير :إنّه سُئل علي بن الحسين عليهماالسلام عن هذه الآية :« قُل لاَّ أَسْـئلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى » ؟۵فقال عليه السلام : هي قرابتنا أهل البيت من محمّد صلى الله عليه و آله . ۶

1.فرحة الغري ، ص ۱۱۵ ؛ عنه بحار الأنوار ، ج ۴۶ ، ص ۱۸۳.

2.«العِلْجُ» : كل جافٍ شديدٍ من الرجال .

3.مقتل الحسين ، أبو مخنف ، ص ۱۸۶ .

4.مقتل الحسين ، أبو مخنف ، ص ۱۸۹ ؛ العوالم ، ص ۴۲۸ ، مع اختلاف فيهما .

5.الشورى : ۲۳.

6.تفسير فرات الكوفي ، ص ۳۹۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲۳ ، ص ۲۴۷.


بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
244

وسيلة عند رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ أنشد قصيدته الّتي أوّلها :

مَن لقلبٍ مُتَيمٍّ مُسْتهامٍغير ما صَبْوةٍ ولا أحلامٍ۱
فلمّا أتى على آخرها ، قال عليه السلام : ثوابك نعجز عنه ، ولكن ما عجزنا عنه ، فإنَّ اللّه لا يَعجز عن مُكافأتِك ، اللّهمَّ اغفر للكميت .
ثُمَّ قال : اللّهمّ إنّ الكميت جاد في آل رسولِكَ ۲ وذريّة نبيّك بنفسه ، حين ظنّ النّاس وأظهر ما كتمه غيره من الحق ، فأحيه سعيدا ، وأمته شهيدا ، وأَرهِ الجزاء عاجلاً ، وأجزل له جزيل المثوبه أجلاً ، فإنّا قد عجزنا عن مكافأته .
قال الكميت : مازلت أعرف بركة دعائه . ۳

۳۳۹.واستشار زيد أباه عليه السلام في الخروج فنهاه وقال عليه السلام :أخشى أن تكون المقتول المصلوب ، أما علمت أنّه لا يخرج أحدٌ من ولد فاطمة قبل خروج السفياني إلاّ قُتل ، فكان كما قال عليه السلام ۴
. ۵

1.شرح الهاشميات ، ص ۱۹۵.

2.قد ورد في إحقاق الحق ، ج ۱۲ ، ص ۶۱ : «إنَّ الكميت جاء في آل رسولك» ، ولكن الصحيح هو الّذي أثبتناه .

3.الدرجات الرفيعة ، ص ۵۷۰ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۰ ، ص ۲۳۷ .

4.قال في زيد الشهيد عليه السلام ، ص ۸۸ ، ط النجف : إنّ هذا النهي ، نهي تنزيهي ، ويحمل على الشفقة وخوف القتل ، ويؤيّده هذه الرواية : عن الحسن بن راشد قال : ذكرت زيد بن علي ، فتنقّصته عند أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام ، فقال : «لا تفعل ، رحم اللّه عمّي زيدا ، أنّه أتى إلى أبي وقال : إنّي أريد الخروج على هذا الطاغية ، فقال : لا تفعل ، فإني أخاف أن تكون المقتول ، المصلوب على ظهر الكوفة ، أما علمت يا زيد أنّه لا يخرج أحد من السلاطين قبل خروج السفياني إلاّ قُتِل ثُمَّ قال : يا حسن ، إنّ فاطمة لِعِظمها على اللّه ، حرّم ذرّيتها على النار ، وفيهم نزلت : « ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـبَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِى وَ مِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سَابِقُم بِالْخَيْرَ تِ » . يا حسن ، لا يخرج أحدنا من الدنيا حتّى يتبين ذي فضل فضله» . ويقول الشاعر المصري أحمد شوقي في دُول العرب وعظماء الإسلام : يطلب بالحجة حق بيتهوالحق لا يُطلب إلاّ بالقنا سائل عليا فهو ذو علم بهاواستخبر الحسين يعلم البنا فتىً بلا رأيٍ ولا تجربةجرى عليه من هشام ما جرى فمات مقتولاً وطال طلبهواُحرقت جثّته بعد البلا

5.نور الأبصار ، ص ۲۴۶ ؛ عنه في إثبات الهداة ، ج ۳ ، ص ۳۲.

  • نام منبع :
    بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
    المساعدون :
    الحائری، جعفر عباس
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 246238
الصفحه من 336
طباعه  ارسل الي